“البلوزة” الوجدية منبع إلهام لمصممة الأزياء لطيفة منتبه

0

إدريس هاشمي علوي: بلمسة خاصة تنهل من الاتجاهات الإبداعية الجديدة، تسعى مصممة الأزياء لطيفة منتبه إلى إحياء لباس البلوزة التقليدي، الذي يميز الأزياء المحلية بوجدة على الخصوص، وفي جهة الشرق بشكل عام.

وتمزج هذه السيدة الوجدية، مولدا ونشأة، بين مختلف الإبداعات المتاحة في عالم التصميم لتضفي على هذا اللباس التقليدي ألقا حديثا يرضي أذواق النساء في الوقت الراهن، ما يمنح الأمل في استدامة هذا الزي الذي كان بعيدا عن دائرة الأضواء.

وتعود بدايات شغفها بعالم الخياطة وتصميم الأزياء إلى زمن الصبا. وهو الشغف الذي تملك لطيفة منتبه، رئيسة الجمعية الشرقية للتنمية ورئيسة تعاونية الوجديات لخياطة البلوزة. ثم انقادت بعد ذلك نحو الإبداع في تصميم البلوزة الوجدية بلمسة عصرية.

في ورشة الخياطة التي تديرها السيدة منتبه، يعكف المبدعون الحرفيون على إنجاز عملهم اليومي بالكثير من الدقة والبراعة، في توليفة تجمع بين المهارة المتوارثة والاتجاهات الحالية للأزياء، وذلك لإنجاز تحف فنية تحقق شروط الأناقة والابتكار والفنية.

وتوضح المتحدثة أن صناعة البلوزة يمكن أن تتطلب مدة زمنية تتراوح بين بين 6 أسابيع و6 أشهر، وذلك بناء على المواد والتقنيات المستعملة، من قبيل الفتلة والسوتاج والمجبود، مضيفة أن هذا اللباس يمثل تجسيدا للحوار بين الحضارات، ويقدم زيا تقليديا يعكس أوجها عديدة للتراث الأندلسي والمغربي والإفريقي.

وألحت، في هذا الصدد، على أن تأهيل هذا القطاع يعتمد بشكل أساسي على مضاعفة التكوينات ونقل الخبرات والمهارات إلى الأجيال القادمة، لافتة إلى أن الجمعية الشرقية للتنمية نظمت دورات تكوينية لفائدة الفتيات بهدف الحفاظ على الخياطة التقليدية.

ويبدو أن هذا الزي التقليدي الذي يميز الجهة الشرقية بات يستعيد شيئا من ألقه، بفضل تضافر جهود مصممات أمثال السيدة منتبه التي تحرص على أن لا تنحصر الأزياء التي تبدعها في مجال البيع والتسويق فقط، ولكنها ترى أنها رسالة تعكس تاريخ تراث ثقافي تعود جذوره إلى القرن الخامس عشر.

كما تطمح المتحدثة إلى تعزيز تسويق هذا المنتوج والتعريف به على الصعيدين الوطني والدولي من خلال المهرجان الذي تنظمه الجمعية الشرقية للتنمية بمدينة وجدة.

وتمثلت أهداف الدورة الخامسة للمهرجان إيلاء البلوزة العناية التي تستحق وتعزيز إشعاعها، لا سيما من خلال استضافة ست مصممات فرنسيات قدمن هذا الزي بلمساتهن الخاصة، كما التقين بمصممات مغربيات لتبادل التجارب والخبرات.

ولم تكن الأزياء الإفريقية بمعزل عن هذا النزوع نحو الانفتاح على تجارب إبداعية أخرى، إذ شهدت الدورة الثالثة للمهرجان تنظيم سلسلة من اللقاءات والورشات التي توخت تعزيز التعاون المغربي الإفريقي في هذا المجال.

وفي السياق، أعربت السيدة منتبه عن الأمل في إدراج البلوزة ضمن التراث الثقافي باليونسكو. وهي – إلى ذلك – توظف قدراتها التواصلية الفائقة وشغفها بهذا الميدان في تحقيق مزيد من الإشعاع لهذا اللباس التقليدي الذي يميز أزياء جهة الشرق.

الحدث/ و م ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.