كتاب “احكي لي قصتك” لفاطمة المريني الوهابي ومحمد حمادي بكوشي، نافذة على عالم الأشخاص المعاقين

0

تم، امس السبت بالدار البيضاء، تقديم كتاب “احكي لي قصتك: الإعاقة، الشجاعة للحديث عنها” لطبيبة العيون فاطمة المريني الوهابي، والباحث في علم الاجتماع محمد حمادي بكوشي، برواق وزارة الثقافة والاتصال، وذلك في إطار الدورة الـ 25 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.

ويتضمن الكتاب شهادات لـ 28 شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة، تسعة منهم أطفال و19 راشدا، يعانون من إعاقات مختلفة، يعبرون فيها عن واقعهم وأحلامهم، حيث أعرب أغلبيتهم عن تفاؤلهم وعن رغبتهم في التغلب على إعاقتهم.

ويروم هذا الكتاب تحسيس السلطات العمومية والمجتمع المدني بخصوصيات الأشخاص المعاقين، والتعريف بحقوقهم، وإعادة النظر في الاستراتيجيات السياسية والسوسيو-اقتصادية المعتمدة لضمان حق الأشخاص المعاقين في الولوج إلى مواطنة كاملة.

وفي هذا الصدد، أوضحت السيدة المريني الوهابي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “هذا الكتاب يتضمن 28 شهادة تم جمعها في عيادتها”، مضيفة أن “معظمهم جاؤوا لاستشارة في طب العيون، علما أن مشاكل العين ترتبط بالأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى الإعاقة”.

وأشارت إلى أنه من بين 80 شخصا تم استجوابهم، اختارت 28 حالة تمثل مختلف الإعاقات، مسجلة أن هذه الشهادات تتقاسم عدة نقاط مشتركة، من بينها وجود خطأ في تشخيص الحالة، وأن آباء الأطفال المعاقين لا يكونوا على علم بإعاقة أبنائهم إلا بعد بلوغ سن معينة، وأن احتياجات هذه الفئة الخاصة لا تؤخذ بعين الاعتبار.

ودعت السيدة المريني الوهابي إلى إيلاء اهتمام أكبر بهذه الفئة من خلال اعتماد مخططات واستراتيجيات خاصة بها، وتوثيق جميع الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من إعاقة وفحصهم قبل الخروج من المستشفى، وكذلك إلى إبلاغ الآباء بحالة أبنائهم.

من جهته، أشار محمد حمادي بكوشي إلى أن هذا الكتاب مكن من الاستماع إلى الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والتعبير عما يشعرون به في داخلهم، مع محاولة الحفاظ على حيادية في الكتابة.

وسجل أنه على الرغم من إعاقتهم، فإن هذه الفئة تحمل في قلوبها الأمل والرغبة في الاندماج وإضفاء قيمة مضافة، مضيفا أن بعض تجارب الأشخاص المعاقين تظهر أنهم قد نجحوا في فرض أنفسهم وتجاوز الآخرين في عدة مجالات.

والسيدة فاطمة المريني الوهابي هي طبيبة عيون وعضو مؤسس للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، تعاني من إعاقة حركية جراء إصابتها بفيروس شلل الأطفال عند سن ستة أشهر، كما أنها عضو مؤسس ورئيسة الجمعية المغربية للمعاقين جسديا.

ونشرت سنة 2014 كتابا بعنوان “مغرب المعاقين بين المعاناة والطموح” أعطى الكلمة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة للتحدث عن تجاربهم.

وتعرف هذه الدورة مشاركة أكثر من 700 عارض مباشر وغير مباشر، يمثلون أكثر من 40 بلدا، كما يساهم في البرنامج الثقافي للدورة الـ25 المنظمة إلى غاية يوم غد الأحد، حوالي 350 من المفكرين والأدباء، والشعراء وشخصيات من عوالم السياسة والاقتصاد والفن والقانون سيدلون بآرائهم، وسيعرضون مساهاماتهم في فقرات ثقافية تستمر لعشرة أيام.

الحدث/ومع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.