أبوظبي : انطلاق “المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية “بمشاركة مغربية

0

انطلقت اليوم الأحد في أبوظبي أشغال “المؤتمر العالمي للأخو ة الإنسانية”،الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين، وذلك بمشاركة ممثلي مختلف الأديان وخبراء وأكاديميين وباحثين من عدة بلدان منها المغرب.

ويأتي هذا المؤتمر، الذي افتتحه وزير التسامح الاماراتي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بحضور الامين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ، بالتزامن مع “لقاء الأخو ة الإنسانية” بين بابا الفاتيكان فرنسيس، وإمام الأزهر أحمد الطيب، ، اللذين يزوران الامارات خلال الفترة من الثالث إلى الخامس من شهر فبراير الجاري.

ويتضمن برنامج المؤتمر ثلاثة محاور رئيسة للنقاش، تشمل: منطلقات الأخوة الإنسانية، وأهمية المبادرات والحوار المشترك لتحقيق التطور السلمي، والفرص المتاحة لضمان تعاون أوثق لتعزيز القيم المشتركة في المستقبل.

وينظم مجلس حكماء المسلمين ،الذي يتخذ من أبوظبي مقرا له هذا المؤتمر للمساهمة في تعزيز التسامح والتناغم بين جميع الأديان والعقائد حول العالم.

ويشارك من المغرب في هذا الملتقى رئيس مركز الداسات والبحوث الانسانية والاجتماعية بوجدة سمير بودينار من خلال إدارته لثلاث ورشات تعالج قضايا: منطلقات الأخوة الإنسانية، والمسؤولية المشتركة لتحقيقها، ثم التحديات والفرص التي تواجه الاخوة الإنسانية,

وقال بودينار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأبناء إن المغرب كان ولا يزال يتميز بتشبثه وإيمانه بالقيم الإنسانية المشتركة ومد جسور التواصل العابرة للانتماءات القومية والدينية و الهويات الثقافية،مبرزا أن هذا الامر تؤكده الطبيعة الحضارية للمملكة باعتبارها أرضا للتعايش والسلم والتواصل الحضاري بين العالم العربي الإسلامي وإفريقيا والفضاء الأورومتوسطي.

وأضاف ان المغرب يتميز ايضا كبلد منتج لثقافة الأخوة الإنسانية من خلال المنتوج المعرفي لنخبه الفكرية والأكاديمية ورصيده في الخزانة العربية من الاصدارات التي أصلت لقيم المشترك الإنساني وتنمية القدرات في مجال الانفتاح على الاخر والتعايش الايجابي في كل البيئات وخاصة في العصر الحاضر الذي تهدد سلمه العالمي مخاطر الصراع والحروب وكراهية الاخر والاسلاموفوبيا.

من جانبه ،أبرز محمد البشاري الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة ، أهمية تنظيم هذا المؤتمر العالمي للاخوة الانسانية الذي يأتي بالتزامن مع حدث كبير وهو زيارة بابا الفاتيكان للامارات المعروفة بالتسامح منذ تأسيسها مشيرا في هذا الصدد الى ان الامارات تستضيف أكثر من مائتي جنسية وأكثر من مليون مسيحي.

واعتبر أن هذه الزيارة تأتي أيضا في ظرفية زمنية “عصيبة” تمر بها الانسانية في ظل صعود موجة الغلو والتطرف ، مشيرا الى ان المؤتمر يتوخى البحث عن صناعة الأمل بين المسلمين والمسيحيين وباقي الاديان الأخرى كما يشكل مناسبة لوضع لبنة التعايش والتلاحم بين الناس على اختلاف انتماءاتهم . ويشار إلى أن زيارة البابا فرنسيس إلى الإمارات هي الأولى من نوعها إلى شبه الجزيرة العربية.

وتشتمل الفعاليات الأخرى المصاحبة للزيارة على إقامة قداس بابوي شعبي يحييه البابا فرنسيس، ويتوقع أن يحضره نحو 135 ألفا من المقيمين في الإمارات وخارجها.

وقال القائمون على المؤتمر إن هذه الزيارة المشتركة للبابا وإمام الأزهر إلى الإمارات تكتسب أهمية خاصة، بالتزامن مع احتفال الامارات في 2019 بعام التسامح، بما يعزز تشجيع الاستقرار والازدهار في المنطقة.

وتجدر الإشارة إلى أن الامارات شهدت تأسيس أول كنيسة كاثوليكية في العصر الحديث بأبوظبي عام 1965. كما وجد علماء الآثار بقايا كنيسة ودير على جزيرة صير بني ياس يرجع تاريخهما إلى القرن السابع الميلادي.

وتوجد في الإمارات حاليا 76 كنيسة ودار عبادة للديانات والعقائد المختلفة تبرعت الدولة لبعضها بأراض لإقامتها.

ويذكر بأن مجلس حكماء المسلمين ،الذي يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقرا له، هو هيئة دولية مستقل ة تأسست في 21 يوليو عام 2014، ويرأسها إمام الأزهر .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.