الشاعر والروائي المغربي محمد الأشعري: على المثقف أن يتفاعل مع حراك المجتمع لا أن ينعزل في الخلف

0

 جواد التويول: اعتبر الشاعر والروائي المغربي محمد الأشعري أن دور المثقف في مقاومة الاستبداد والظلم أساسي وضروري، لأنه مجبر على التفاعل مع الحراك الثقافي والسياسي للمجتمع بكافة تجلياته المختلفة، لا أن ينعزل إلى الخلف.

وأشار الأشعري في لقاء مفتوح مع ثلة من الكتاب والمثقفين والأدباء المصريين مساء أمس الخميس، ضمن فعاليات معرض القاهرة للكتاب في دورته ال50، إلى أن “الحضور الشكلي للمثقف لم يعد مقبولا في الزمن الراهن، زمن التكنولوجيا الرقمية والتواصل الاجتماعي، بل عليه الانكباب على نحت القيم كما كان يفعل في السابق، منخرطا في الفكر التنويري والقيمي والفعل التثقيفي “. وقال في هذا الصدد، “انا لا أؤمن صراحة بأن المثقف تنازل عن دوره كما كان يفعل في الماضي، لكني في الوقت نفسه، أؤكد أنه عاد للاضطلاع مجددا بمهام ثانية، لأن الأدوار حاليا تغيرت، ولم يعد بإمكانه الانخراط في الزخرفية العمياء”.

وأضاف الأشعري أن عودة المثقف الآن حتمية للتموقع في الواجهة والعمل على مقاومة العنف والتسلط والاستبداد والظلم، و”ما يؤسفني هو انحسار تلك الروح المقاومة، لكني على يقين بأن دورها اساسي في الزمن الراهن لمواكبة الحراك المجتمعي وتمظهراته المختلفة”.

وبخصوص تجربته الإبداعية، قال الأشعري إن “الكتابة عنده إن في الشعر أو الرواية تعني الحياة، والوفاء للهواجس المختلفة التي تثري بداخلي الفضول للبحث عن القيم الجمالية”.

ففي الشعر مثلا يقول الأشعري، “أنا أؤمن بأن السياق الجمالي يجعل من الكتابة ذريعة، لإعادة رصد الواقع بصور إبداعية مختلفة، فأنا اكتب لانتصر للقيم جمالية وإنسانية كانت ولأحقق متعة ذاتية”.

وبخصوص الكتابة الروائية، يضيف الأشعري، “عندما اكتب أي عمل، تجدني قريبا من الشعر، حيث أبقى وفيا لهواجسي اللغوية التي اكتسبتها في الشعر”.

ويؤكد أن الرواية يجب أن تكون منسجمة مع الرؤى المختلفة حول العالم، فأنا “جئت للرواية قادما من كتابة القصة لكني بقيت مرتبطا بالشعر الذي ينسجم مع كياني”.

وسجل أن “تجاربنا الابداعية هي مقاومة للتحرر من مساحات واسعة في اللغة وما انتابها من بثور، ونفس الشيء نقوم به في الرواية عندما نستجلي تفاصيل من حياة الناس اليومية والأحداث التاريخية، لننسج بها حياوات أخرى مختلفة للحياة التي نعيشها”، مضيفا أن “ما ننجزه في الأدب عموما يجعلنا نحب الحياة البسيطة كما هي حتى في تعقدها وتشابكها، وهذا هو المخرج لنا من التيه الذي نعيشه”.

واعتبر الناقد المصري جابر عصفور ، الذي أدار اللقاء، أن الأشعري شاعر وروائي مبدع ، ينتصر للشعر في نصه الروائي، حيث لم تسلم صفحات روايته من أسلوبه الشاعري المعتاد، يتلاعب بالكلمات ويستحضر المعاني المستعارة والمجازية التي يصعب فهمها من الوهلة الأولى.

وأضاف جابر وهو وزير ثقافة مصري أسبق، في معرض تقديمه للأشعري، أن حضور ثنائية الشعر والرواية في مجهود الأشعري الإبداعي، “تنقل القارئ المتلقي الى أفق لا يتوقعه، لأنه محمل بعتاد لغوي باهر، يعمل دائما على جعلنا نبحر في تفاصيل أكثر دقة وشاعرية”.

ومحمد الأشعري من مواليد 1951 بزرهون تلقى دراسته الابتدائية في مسقط رأسه، وأكمل دراسته الثانوية في مدينة مكناس ثم درس بكلية الحقوق بالرباط وتخرج في عام 1975.

أدار مجلة “آفاق” وعمل صحفيا بجريدة الاتحاد الاشتراكي وتولى رئاسة اتحاد كتاب المغرب عام 1989، وبقي على رأسه لثلاث ولايات متتالية.

وناضل محمد الأشعري في صفوف حزب الاتحاد الاشتراكي، وتدرج فيه حتى نال عضوية المكتب السياسي.

عين وزيرا للشؤون الثقافية ضمن حكومة التناوب في مارس 1998 ثم وزيرا للثقافة والاتصال إلى غاية عام 2012.

نشر 11 ديوانا شعريا فى بغداد وبيروت والدار البيضاء، ويعتبر من أبرز الأصوات الشعرية لجيل السبعينات بالمغرب.

من أعماله الروائية، “جنوب الروح” 1996 “القوس والفراشة” 2010 “علبة الأسماء” .2014

أما اعماله الشعرية فهي “صهيل الخيل الجريحة” (ديوان شعر)، 1978 “عينات بسعة الحلم” (ديوان شعر)، 1981

“يومية النار والسفر” (ديوان شعر)، 1983 “سيرة المطر” (ديوان شعر)، 1988 “يوم صعب” (مجموعة قصصية) 1990 “مائيات”(ديوان شعر)،1994

وكان الأشعري قد فاز بجائزة البوكر للرواية العربية سنة 2011 عن روايته “القوس والفراشة” مناصفة مع الروائية السعودية رجاء عالم عن روايتها “طوق الحمام”.

وتتواصل فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب “دورة اليوبيل الذهبي” إلى غاية 5 فبراير المقبل بمشاركة أكثر من 1200 دار نشر. وتحل جامعة الدول العربية كضيف شرف الدورة الحالية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.