الاستاذ أنطوان كومبانيون يرصد في محاضرة بأكاديمية المملكة علاقة الأدب بالابتكار

0

ألقى أنطوان كومبانيون الأستاذ بكوليج دوفرانس مساء يوم الأربعاء بأكاديمية المملكة المغربية بالرباط محاضرة تناول فيها علاقة الأدب بالابتكار ومكانة الآداب والإبداع الأدبي في سياق تطبع الثورة الرقمية وتحولات تكنولوجية متتالية.

وسجل الأستاذ أنطوان كومبانيون في المحاضرة التي تندرج ضمن سلسلة “محاضرات كوليج دوفرانس” التي تنظم بشراكة مع المعهد الفرنسي بالمغرب أن الأدب الفرنسي والأوروبي والغربي عموما ساير في أدائه وأسلوب اشتغاله خلال القرنين التاسع عشر والعشرين طريقة وأسلوب تطور التقنية أي أن التطور في الآداب كان ترجمة للتطور الذي شهده مجال التقنيات والتكنولوجيا.

واستشهد في هذا السياق بالأساليب والتقنيات الجديدة التي اعتمدت في رواية “أشجار الغار المقطوعة”(1887)لإدوارد دوجاردان وكذا في أشعار الشاعر شارل بودلير في منتصف القرن ال19. ولم تتوقف إضافة شارل بودلير في مجال الشعر بل تعدته إلى المجال الفني حيث سجل المحاضر أن الشاعر الفرنسي لعب دورا مهما في تطور النقد الفني حيث زرع بذور ما سيعرف لاحقا بالحداثة الفنية من خلال تركزيه على مفاهيم جديدة كجمالية المجرد و الشعور المنفلت .

من جهة أخرى توقف المحاضر الفرنسي عند تدفق الكتب الرقمية في سوق النشر حاليا حيث أضحى الكتاب الرقمي يمثل 20 بالمائة من رقم معاملات قطاع النشر في الولايات المتحدة مقابل 7.6 بالمائة في فرنسا و4.2 بالمائة فقط من الانتاج الأدبي.

غير أن أنطوان كومبانيون سجل في المقابل أن الكتاب الرقمي لم يزح أو يعوض الكتاب الورقي بل ظل مجرد مكمل له بالنظر إلى أن الكتاب الورقي “يحمل عبقا” و”له ملمس” وهو أكثر قابلية للاستذكار ويمكن أيضا أن يعار أو يقدم كهدية.

وكان أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية السيد عبد الجليل لحجمري قد أبرز في تقديمه لموضوع المحاضرة أن الأمر يتعلق بالوقوف على أسئلة مهمة من قبيل التقدم والحداثة ومكانة الآداب بل والإبداع الأدبي والفني بشكل عام في سياق تطبعه الثورة الرقمية والتحولات التكنولوجية التي باتت عبارة عن ” دوامة جارفة لكل شيء وتصل تداعياتها إلى مستقبل الإنتاج الأدبي والفني بكل تلويناته وأشكاله”. وأضاف أن الأدب يشكل محركا للابتكار وهو في الوقت نفسه بلسم للتداعيات السلبية لارتفاع وتيرة التغيير السريع أصلا .

يذكر أن أنطوان كومبانيون أستاذ ب” كوليج دو فرانس” ،مسؤول عن كرسي الأدب الفرنسي الحديث والمعاصر وهو أيضا أستاذ بجامعة كولومبيا بنيويورك وله عدة مؤلفات كرسته كأحد أهم النقاد والكتاب في العالم. وللاستاذ أنطوان كومبانيون عدة دراسات تحليلية عن الفيلسوف مونتين وبعض رموز الأدب الفرنسي كالشاعر بودلير والروائي بروست والناقد الأدبي رولان بارت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.