الدعوة إلى تعزيز التعاون الثقافي بين إفريقيا والمجتمع المدني المغربي

0

 دعا المشاركون في ندوة وطنية، مساء أمس السبت، بالداخلة، الى تعزيز التعاون الثقافي بين إفريقيا والمجتمع المدني المغربي، وذلك عبر خلق شراكات مع الجمعيات والمنظمات ذات الاهتمام المشترك قصد تفعيل الدبلوماسية المدنية.

وشدد المشاركون في هذه الندوة المنظمة حول موضوع “إمارة المؤمنين بإفريقيا ودورها في تعزيز القيم الإنسانية المشتركة”على ضرورة الرفع من عدد الندوات والمحاضرات الهادفة الى التعريف بأسس التعاون جنوب- جنوب والانفتاح على المحيط الإفريقي.

ويندرج تنظيم هذه الندوة، التي نظمتها جمعية “الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي” بجهة الداخلة وادي الذهب والائتلاف الوطني للدفاع وحماية المقدسات، تحت شعار”القضية الوطنية ثقافة ووجدان الأمة المغربية”، بمناسبة ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، في إطار رفع الوعي بالثوابت الوطنية وخصوصا إمارة المؤمنين لدى الفاعلين المحليين وتمكين المشاركين من الآليات الكفيلة للدفاع عن الوحدة الترابية في سياق الدبلوماسية المدنية.

وفي هذا السياق، أكد رئيس جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي، أحمد الصلاي، في مداخلة حول موضوع” مؤسسة إمارة المؤمنين: بين المقدس الديني والنص الدستوري” على أن العلاقة بين الديني والسياسي بالنسبة للنظام السياسي المغربي تعتبر مسألة بنيوية تجذرت من خلال تواتر العلاقة بينها طيلة تاريخ المغرب، وتمت هيكلتها في إطار ما سمي بإعادة هيكلة الحقل الديني في المغرب، والإستراتيجية الرسمية لمواجهة التكفير والإرهاب، وتمت دسترها ضمن جميع دساتير المغرب منذ دستور 1962 إلى حدود الوثيقة الدستورية الحالية .

من جهته قال رئيس مركز حيبلتي للتراث و التاريخ محمد محمود حيبلتي، في مداخلة تحت عنوان”علماء الصحراء وإمارة المؤمنين رباط مقدس وأصيل تحكمه البيعة والوفاء”، إن الأمة المغربية ظلت خطا متقدما في جبهة الدفاع عن الإسلام، ونشر علومه و مبادئه السمحة، مستشهدا بنماذج لعلماء وصلحاء من الصحراء دأبوا على الدعوة للدفاع عن المقدسات ضد الغزاة كلما دعت الحاجة لذلك، ليخلص الى أن علماء الصحراء وحدويون بفعل مرجعيتهم الدينية التي تجمع كل المغاربة، وتميزهم عن غيرهم.

أما نائب رئيس الإئتلاف الوطني للدفاع عن المقدسات وأستا باحث، محسن باكو،فأشار من جانبه، إلى أن موضوع الندوة يكتسي أهمية بالغة بالنظر للسياقات الجيو – سياسية والتحولات الاقتصادية التي تعرفها المنطقة الافريقية خاصة بعد عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي، داعيا هيئات المجتمع المدني الى إيلاء الموضوع ما يستحقه من أهمية عبر تنظيم ندوات ومحاضرات تسلط الضوء على جوانب وأبعاد مختلفة لهذا الموضوع.

وتحت عنوان ” إمارة المؤمنين ودورها في تعزيز السلم بإفريقيا”، تطرق محمد سالم أولحسن، أستاذ باحث، الى أدوار إمارة المؤمنين في تأصيل قيم السلم في العالم عموما وبإفريقيا على وجه الخصوص، وذلك من خلال دعم الأمن الاقتصادي بإفريقيا، وتقوية الأمن الروحي بها، ثم الأمن الثقافي والرياضي، مشيرا إلى أن إمارة المؤمنين عملت على نشر قيم السلم في المحيط الأفريقي بوسائل عملية أصبحت ثمارها تظهر من خلال إخراج الدول الأفريقية من الوضع الحرج الذي كانت تعرفه. 

و تناول رئيس المركز الحساني لتنمية وتثمين التراث الثقافي، أحمد دلبوح، في مداخلة بعنوان “إمارة المؤمنين: دعامة مركزية للوحدة الترابية ومدخل أساس للانفتاح على المحيط الافريقي”، الجوانب المميزة لمؤسسة امارة المؤمنين بالمملكة وفرادتها وعراقتها من خلال أبرز مراحل تطور هذا المفهوم، مسلطا الضوء على زيارات أمير المؤمنين الأخيرة للقارة الإفريقية التي باتت تكتسي وضعا خاصا ضمن الأجندة الملكية في السياسة الخارجية للمملكة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.