حضور وازن للمسرحيين المغاربة في الدورة ال11 لمهرجان المسرح العربي بالقاهرة

0

جواد التويول: يحضر الفن المسرحي المغربي بمهرجان “المسرح العربي” في دورته ال11 بالقاهرة التي انطلقت فعالياتها مساء أمس الخميس بدار الأوبرا بأزيد من 48 فنانا ومؤلفا وناقدا مسرحيا، إلى جانب ثلاثة أعمال مسرحية، منها إثنتين تعرضان ضمن المسابقة الرسمية.

وتعكس هذه المشاركة المغربية الوازنة، في هذا المحفل الثقافي العربي، موقع فن الركح المغربي وريادته على الصعيد العربي، وتجذره، إن تعلق الأمر بمعالجته لرؤى فنية وجمالية عميقة تستلهم واقع المجتمع المغربي، أو ارتبط بقيمة الأعمال الفنية المتنافسة على جوائز هذه التظاهرة الثقافية، والتي أخرجها وألفها مبدعون مسرحيون يزاوجون بين جيل الرواد وجيل الشباب القادم بقوة والتواق إلى إذكاء حضوره الفعلي في كبريات المهرجانات العربية.

ويشارك المغرب في هذا الموعد الفني بثلاثة عروض، هي مسرحية “شابكة” لمسرح “أوركيد” وهي من تأليف عبد الكريم برشيد وإخراج أمين ناسور، و”عبث” لمسرح “بصمات الفن” من تأليف وإخراج إبراهيم رويبعة، و”صباح ومسا” لفرقة “دوز تمسرح” لمؤلفها غنام غنام و إخراج عبد الجبار خمران.

يقول المؤلف المسرحي عبد الكريم برشيد في تصريح مقتضب لوكالة المغرب العربي للأنباء، “نحن هنا في القاهرة بالتأكيد لنرسم جمالية مسرحنا وعمق رؤاه الفنية”، مبرزا أن حضور مسرحيين مغاربة، من ممثلين ومؤلفين ونقاد، من جيل الرواد والشباب في هذه التظاهرة الفنية، “ليس فقط من أجل التلاقي والتعييد في معناه الحقيقي”، ولكن هو حضور نوعي ومشاركة واقتسام، لتبيان التجلي المسرحي المغربي على الساحة العربية.

وأضاف رائد المسرح الاحتفالي على الصعيد العربي، أن المغرب “بات يعرف نهضة مسرحية لا تخطئها العين، حتى إننا بدأنا نستشرف حضورا نوعيا لفرق مسرحية تمثل مدنا صغرى، وهو ما يعني أن الحراك المسرحي والثقافي يعم كل ربوع المملكة”.

واعتبر أن المسرح في المغرب، سيبقى “ورشة كبيرة مفتوحة” على التفكير والاجتهاد، وعلى الخلق والابتكار والإبداع، مبرزا أن “جمالية أي عمل مسرحي تكمن في تعبيراته الصادقة ورؤاه ومواقفه والإشكاليات التي يطرحها بعمق فني، وهذا ما أعطى لفن الركح في بلادنا تراثا مسرحيا غنيا بالتعدد والتنوع والبحث والتجريب”.

أما الناقد المسرحي عبد الواحد بني ياسر، فاعتبر أن الحضور النوعي للمسرحيين المغاربة في هذا المحفل العربي، يرجع لسببين، أولهما تجذر المسرح المغربي على الساحة العربية، حيث “بات ركنا أساسيا في المشهد المسرحي العربي”، والثاني لأنه مسرح “متعدد الأبعاد والزوايا، وواقعي وطبيعي وشاعري ورمزي، يحتفي بالإنسان في كليته وشموليته الرمزية”.

وأضاف بني ياسر أن صناعة الفرجة في المسرح المغربي، “لا تأخذ مأخذها من الحس الابداعي المرهف فقط والذي يزاوج بين التشخيص والمعالجة الدرامية، ولكن من عمق الأسئلة الأشد ارتباطا بالواقع اليومي للمجتمع”.

أما مخرج مسرحية “شابكة” أمين ناسور، التي تشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، فأكد أن حضور عمله المسرحي، في هذه التظاهرة الثقافية، “ليس اعتباطا” وإنما لكونه انتقي من أصل 148 عملا مسرحيا عربيا، وهو ما يؤكد أنه “جهد ابداعي وذلك بشهادة النقاد، إن تعلق الأمر بالإخراج والرؤية السينوغرافية أو ارتبط بالتشخيص”.

وأضاف ناسور أن “شابكة” توليفة جمالية تعتمد على تقنيات مسرحية جديدة، تراعي عنصر الفرجة، وإذكاء حس التفاعل مع الجمهور، وهو ما جعلها تحظى باحتفاء نقدي وجماهيري واسع في المغرب.

وترصد مسرحية “شابكة” حكاية أسرة تتقاذفها صراعات الحياة وشظف العيش وإكراهات واقع مر، موزعة بين إحساس بالدونية والألم والقهر وبين الحلم والتوق للخلاص ، بين خيار تحسين وضعيتها ولو على حساب المبادئ، وبين التشبث بقيم الحق والخير والجمال في مواجهة مظاهر القبح والاستغلال.

ويتنافس في هذه التظاهرة الثقافية، التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح بتعاون مع وزارة الثقافة المصرية، إلى غاية 16 يناير الجاري، 17 عرضا مسرحيا، من عدة دول عربية من ضمنها المغرب.

باقي العروض المتنافسة، هي لفرق مسرحية من مصر والعراق والأردن وتونس والإمارات والكويت، حيث تشارك مصر بأربعة عروض هي “الحادثة ” و”المعجنة”، و”مسافر ليل” و”الطوق والإسورة” والعراق بعرض “تقاسيم على الحياة”، والأردن بعروض “جنونستان الرحالة” ، و”سلالم يعقوب”، و”النافذة” ، و”نساء بلا ملامح”، وتونس بمسرحيتين “قمرة 14” ، و”ذاكرة قصيرة”، و الإمارات بعرضين “ليلك ضحى”، و”المجنون”، فيما تشارك الكويت بمسرحية “الرحمة”.

وتم انتقاء العروض المشاركة للتنافس على “جائزة سلطان القاسمي للمسرح” من بين 148 عرضا.

وإلى جانب عرض الأعمال المسرحية، يتضمن برنامج المهرجان فقرات مصاحبة، تشمل ورشات فنية ومعرض للكتاب وندوات صحفية لتقديم المسرحيات المشاركة.

وكان حفل افتتاح المهرجان قد شهد تكريم عدد من الوجوه المسرحية المصرية التي أثرت ميدان الدراما والمسرح العربي من قبيل أشرف عبد الغفور وجلال الشرقاوي، ورشوان توفيق وسميحة أيوب و سمير غانم، وسهير المرشدي و عبد الرحمن ابو زهرة وعزت العلايلي.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.