التويجري: المغرب نجح في الحفاظ على معالمه التاريخية والتعريف بها

0

أكد عبد العزيز عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو”، اليوم الخميس بالرباط، أن المغرب نجح في الحفاظ على معالمه التاريخية والتعريف بها .

وأبرز التويجري في ندوة صحفية لتسليط الضوء على إعلان الايسيسكو سنة 2019 سنة للتراث في العالم الاسلامي، أن المغرب تمكن بفضل سياسة رشيدة، من المحافظة على ثراثه وحمايته وجعله مقصدا للزوار والتعريف بالموروث الثقافي الغني، مشيرا إلى أن أنشطة المنظمة المبرمجة تفعيلا لإعلان 2019 سنة للتراث في العالم الإسلامي خصت المغرب بمشروع مهم يتمثل في تصميم المتحف الافتراضي حول القصور والقصبات بالمغرب.

وأوضح أن هذا المشروع الذي تعتزم المنظمة تفعيله، بتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبتنسيق مع وزارة التعمير وإعداد التراب الوطني والإسكان وسياسية المدينة بالمغرب، يهدف إلى توثيق مشروع برنامج للتدبير المستدام للقصبات والقصور وتقديمها كمعالم تاريخية في إطارها المجالي وإبراز أهميتها.

من جهة أخرى سجل السيد التويجري أن بعض الدول الإسلامية أهملت تراثها وفقدت جزءا من موروثها بفعل هذا الإهمال، حيث أن جزء من هذا الثراث تعرض للدمار من قبل المجتمعات أو بفعل التخريب الذي يطال المباني التاريخية والمعالم التراثية في عدد من الدول الأعضاء جراء النزاعات والحروب حيث الكثير من المعالم تضررت بل البعض منها دمر بشكل كامل.

واعتبر أن التراث المادي واللامادي يشكلان إرثا إنسانيا مهما ورمزا من رموز الهوية الحضارية الإسلامية، حيث يشكل العالم الاسلامي ربع الكرة الأرضية، وهي مساحة كبيرة ممتدة في التاريخ الحضاري الانساني، لافتا إلى أن هناك 204 مواقع من العالم الاسلامي سجلت كتراث عالمي لدى اليونسكو من بين 1092 موقعا مسجلا ضمن لائحة التراث الإسلامي لدى منظمة الايسيسكو ، وهو رقم لا يعكس غنى التراث الاسلامي الزاخر.

ودعا البلدان الاسلامية إلى اعتماد سياسة ثقافية تولي المزيد من الاهتمام للبرامج الثقافية والتراثية، بما يضمن إبراز تنوع ثراثها الغني وحماية وصيانة معالمها ذات الخصائص الجمالية والثقافية والحضارية في بعديها الإسلامي والإنساني، والتعريف بمعالمها التاريخية ومواقعها الأثرية، ومنشآتها المعمارية المتميزة، وتحفها الفنية.

وأشار إلى أن العالم الاسلامي يزخر بثراث لا مادي غني ومتنوع من الحكايات والنوادر والفنون الشعبية والصناعة التقليدية التي وجب العناية بها واستثمارها جيدا لتكون رافدا لنهضة واقتصاد هذه البلدان، مؤكدا ضرورة توفير مزيد من التكوين والتدريب والتأهيل للعناصر التي تعمل في مجالات التراث الثقافي المادي وغير المادي، والارتقاء بمهاراتهم المهنية والفنية والتقنية والعلمية، بالاعتماد على تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وعلى آليات التدبير الجماعي التضامني.

وأكد بهذه المناسبة أن الايسيسكو دعت الدول الأعضاء إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتخليد هذا الحدث المهم( سنة التراث)، مؤكدا أهمية التراث الحضاري والثقافي بكل تجلياته المادية وغير المادية، في حفظ الذاكرة الجماعية وصيانة هوية الشعوب والأمم.

ويتضمن برنامج المنظمة دعم المؤسسات الثقافية في القدس الشريف، وذلك بمناسبة الاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2019 ، من خلال إنتاج فيلم وثائقي حول الحرف اليدوية والصناعات التقليدية في فلسطين عامة والقدس الشريف خاصة، ووضع دليل توثيقي للأمثال والحكايات والنوادر الشعبية في فلسطين، بالإضافة إلى إعداد دراسة توثيقية للمكتبات المقدسية المنهوبة عام 1948، وعقد ورشة عمل وطنية حول التوعية بالتراث الوطني الفلسطيني المادي وسبل حمايته.

كما تشمل أنشطة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، تنفيذ37 نشاطا بهدف التعريف بالمعالم الحضارية، وبالتراث الإسلامي، وحمايته ورقمنته وتوثيقه، وتفعيل دوره في التنمية المحلية، وترميم المخطوطات، فضلا عن النهوض بالصناعات التقليدية والمتاحف، مع تشجيع العاملين في مجال الحرف اليدوية.

وسيتم تنفيذ هذه الأنشطة على مدار سنة 2019 في مقر الإيسيسكو، وفي 15 دولة عضو هي، فلسطين و العراق و الأردن وتونس و قطر والمغرب، و نيجيريا و مالي وبوركينافاسو وبروناي دار السلام و أذربيجان وبانغلاديش و قيرغيزستان وماليزيا وأوزبكستان، بالإضافة إلى الهند.

ومن هذه الأنشطة عقد المؤتمر الإسلامي الحادي عشر لوزراء الثقافة، والمنتدى الدولي حول أهمية الحوكمة الرشيدة في الحفاظ على التراث المادي في تونس، بالإضافة إلى تنظيم ندوتين إقليميتين الأولى حول وضعية التراث المادي واللامادي في “المدن المتحركة” في أذربيجان، والثانية حول الصناعات التقليدية في قيرغيزستان. كما سيجري عقد الاجتماع السابع عشر للمجلس الاستشاري للتنمية الثقافية في العالم الإسلامي، والاجتماع الثامن للجنة التراث في العالم الإسلامي، والاجتماع العاشر للجنة خبراء الإيسيسكو الآثاريين المكلفين بإعداد تقارير حول الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى ومحيطه.

وسيتم أيضا تنفيذ برامج تفعيل المركز الإقليمي للإيسيسكو لتكوين متخصصي المتاحف في بوركينافاسو من خلال عقد ورشة وطنية حول التوثيق المتحفي، وعقد دورة تدريبية شبه إقليمية حول آليات المحافظة والصيانة داخل المتاحف، إضافة إلى دعم مركز أحمد بابا في تمبوكتو لعقد دورة تدريبية حول ترميم المخطوطات والوثائق وفهرستها واقتناء عدد من التجهيزات ذات الصلة، فضلا عن دعم برنامج توعية النساء حول حماية وإبراز التراث الثقافي من أجل التنمية المحلية في جمهورية مالي، ودعم مشروع حماية المخطوطات الوطنية الموريتانية (جرد وفهرسة).

كما ستنظم الإيسيسكو خلال السنة الجارية ثلاث عشرة دورة وورشة وطنية وإقليمية، مع إنجاز ست دراسات، وطباعة ثلاثة كتب، ودعم ثلاثة مشاريع، بالإضافة إلى منح جائزة الإيسيسكو التشجيعية لأربعة صناع في مجال الصناعات التقليدية والحرف اليدوية في عواصم الثقافة الإسلامية المحتفى بها عام 2019. كما سيتم الاحتفال باليوم العالمي للمواقع الأثرية والمعالم التاريخية، يوم 18 أبريل 2019.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.