حكيم بن شماش: النموذج التنموي نوع من التعاقد الاجتماعي بين كافة مكونات الأمة من أجل تحقيق تطلعات الشعوب

0

قال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، حكيم بن شماش، اليوم الثلاثاء بالرباط، إن النموذج التنموي يعد نوعا من التعاقد الاجتماعي بين كافة مكونات الأمة من أجل تحقيق تطلعات الشعوب على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.

وأكد السيد بن شماش، في كلمة ألقيت بالنيابة عنه، خلال ندوة نظمها فريقا الأصالة والمعاصرة بمجلسي البرلمان حول موضوع “مساهمة حزب الأصالة والمعاصرة في بلورة تصور للنموذج التنموي الجديد”، أن النموذج التنموي لا ينحصر في التوجهات الاقتصادية لكن يشمل كذلك التوجهات المجتمعية، معتبر أن هذه التوجهات يتعين أن تكون في مستوى التراكمات الكبيرة التي حققتها المملكة منذ الاستقلال، وذلك خلال الاستثمار في الإنسان كرافعة للتنمية.

واستعرض الرهانات الكبرى التي يجب أخذها بعين الاعتبار، وتهم على الخصوص تعزيز المكتسبات الحقوقية التي حققتها المملكة خلال العهد الجديد، وفي طليعتها توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، وتحقيق العدالة الاجتماعية وتقليص التفاوتات المجالية والقضاء على الفقر، وضمان الولوج لجيل جديد من الخدمات الصحية وتعليم وتكوين مهني ذي جودة عالية وقضاء حر ونزيه، وكذا الاستثمار في التنوع وجعله رافعة من رافعات البناء الاقتصادي بالمغرب.

وسجل الأمين العام أنه يجب التفكير في تبني توجهات مبتكرة ومبدعة للاقتصاد الوطني، وتبني مفاهيم متطورة، من قبيل توجهات الاقتصاد الأزرق واقتصاد المعرفة واقتصاد الحدود والاقتصاد التشاركي، وهي التوجهات التي أثبثت نجاعتها في تحقيق الثورة الاقتصادية وتحقيق عوامل تأثير كبيرة على المستوى الاجتماعي.

وأشار السيد بن شماش إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة يعقد العزم على تقديم مقترحات مبتكرة ومتقدمة انسجاما مع التراكمات الفكرية والسياسية للحزب، واستلهاما لروح وفلسفة الدستور المغربي الذي حددت ديباجته المرتكزات والمبادئ الأساسية التي تشكل رافعة لتعزيز دولة الحق والقانون والمؤسسات، وذلك من أجل إعطاء نفس جديد لمسار التنمية وإنجاح مسلسل ولوج المغرب لنادي الدول الصاعدة.

وأبرز أن ورش البيئة يشكل البعد الثالث لمسار النموذج التنموي، مستحضرا التوجهات البيئية للمغرب وخصوصا الاستثمارات الاستراتيجية في الطاقة المتجددة التي ستمكن البلاد من توفير أزيد من 50 في المائة من فاتورته الطاقية في أفق 2050، والتي تشكل عاملا نوعيا في التحول التنموي للمغرب.

وأضاف أن الالتزامات المغربية في ميدان البيئة تعتبر عامل تموقع جد متقدم في الاقتصاد العالمي والأسواق المالية، مما من شأنه تعزيز الثقة الدولية في المغرب كنموذج مثالي وآمن للاستثمار الدائم والمسؤول، مؤكدا على ضرورة الاستمرار في هذه الدينامية خصوصا أن المغرب يعتبر من بين أكثر الدول التزاما بإعلان باريس حول التحولات المناخية وأهداف التنمية المستدامة.

وتم خلال هذه الندوة تقديم عرض حول التصور الأولي لحزب الأصالة والمعاصرة بخصوص النموذج التنموي الجديد، الذي يعتمد مقاربة استباقية ويعمل على تحصين المكتسبات، بشكل ينسجم مع المرجعية الفكرية للحزب.

كما تتجلى التوجهات الكبرى للنموذج التنموي، حسب العرض، في الإنصاف والعدالة الاجتماعية وضمان الحريات، وترسيخ الحكامة الرشيدة، وتحفيز إحداث الثورة وتوزيعها بشكل عادل، والشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص.

ويراهن كل من فريقي الأصالة والمعاصرة، من خلال تنظيم هذه الندوة، على ملاحظات واقتراحات مناضلاته ومناضليه، التي ستغني سلسلة المشاورات السابقة، والموسعة والمتوافق عليها من طرف مختلف أجهزة ومكونات الحزب. كما يطمح الحزب إلى أن تتمحور توصيات وخلاصات هذه الندوة حول الإشكاليات والتحديات السياسية والمؤسساتية والاجتماعية والاقتصادية، التي قد تشكل الأجوبة عنها إحدى المداخل الأساسية لبناء نموذج تنموي جديد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.