تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بفاس تساهم في إعادة الاعتبار للمدرسة العمومية

0

بفعل تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بفاس توسعت الأنشطة التربوية والتعليمة بعدد من المؤسسات المدرسية، فأصبحت المدرسة العمومية تستقبل أقساما للتعليم قبل المدرسي، وأخرى خاصة بذوي الإحتياجات الخاصة، علاوة على أقسام تعليمية ذات مواصفاة متفردة من قبيل تعليم وإدماج الأطفال الصم حاملي القوقعة. وتروي عدد من المؤسسات المدرسية بفاس حكايات نجاح مثيرة للاهتمام وباعثة للأمل، في مستقبل المبادرة كفكرة وروح خصوصا، وأنها ستدخل في يناير المقبل مرحلتها الثالثة وهي أكثر نضجا لمزيد من العطاء.

وفي هذا الإطار تبرز ثلاثة نماذج لمدارس عمومية بفاس أعادت لها المبادرة، من خلال مشاريع تربوية هادفة وزهيدة التكاليف، رونقها لتصبح نموذجا للمدرسة العمومية المنفتحة على محيطها، مستعيدة ثقة السكان والتلاميذ على السواء.

فبجماعة أولاد بوعبيد القروية بسايس في ضواحي فاس أحدث قسمان للتعليم الأولي قبل المدرسي بدعم من المبادرة وتعاون مع ”جمعية دعم النجاح“. يضم القسمان في المجموع 65 من الأطفال يمثلون الغالبية العظمى للأطفال في القرية من هم في سن ولوج التعليم المدرسي ورياض الأطفال حيث يستقبل الأول أطفالا من 3 و4 سنوات والثاني من 5 و6 سنوات.

وبدعم من المبادرة تم تجهيز القسمين بمختلف الأدوات والمعدات البيداغوجية بما في ذلك حواسيب وفضاء للحكي واستراحة، وفضاء خارجي للعلب مجهز بمجموعة من الألعاب صممت بشكل يضمن السلامة والنمو الفكري والذهني للبراعم الصغار. وبينما تتكلف الإدارة المدرسية بمختلف الجوانب البيداغوجية والإدارية المرتبطة بتواجد هؤلاء البراعم الصغار داخل أسوارها تتكلف الجمعية بدعم من المبادرة بإداء أجور المربيات الموظفات لهذا الغرض. يقول عبد الكريم الوزاني مدير المدرسة إن إقبال الأسر على تسجيل أبنائهم في أقسام التعليم قبل المدرسي كبير جدا بهذه القرية ويمكن القول إنه يصل الى أزيد من 90 في المائة كما أن هذه التجربة التي انطلقت في العام 2015 ناجحة وأعادت الاعتبار للمدرسة العمومية وبالخصوص ثقة الأسر. إنها المدرسة العمومية، بنايات ضخمة على مساحات أرضية كبيرة بمرافق عصرية وحدائق وساحات وملاعب، وليست حجرات محشورة في غرف بلا نوافذ في فيلات أو عمارات متهالكة، باتت تستعيد إشعاعها، والعديد من الأسر تسترجع ثقتها في بنياتها وأطرها التعليمية وتعيد أبناءها للتلقين داخل جدرانها.

وبحسب الإحصائيات الرسمية فخلال الفترة ما بين 2014 و2018 ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تجهيز 37 قسما للتعليم قبل المدرسي في 25 مدرسة بعمالة فاس.

كما أن الأقسام الجاري حاليا فتحها تبلغ 11 قسما للتعليم قبل المدرسي فيما تم إحداث ثلاثة مراكز للتعليم قبل المدرسي .

وبمدرسة الشهيد محمد الزرقطوني بفاس أكدال التي يوجد بها كذلك قسمان للتعليم قبل المدرسي انخرطت المؤسسة بتعاون مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وإحدى الجمعيات على إقامة فضاء خاص لتعليم وإعادة إدماج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويستقبل هذا القسم 20 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين 8 و20 سنة، بعضهم يجد صعوبة في النطق وآخرون في الاندماج فيخضعون للتأهيل والترويض بغية تعليمهم القراءة والكتابة وإعادة إدماجهم في مسارات التعلم.

ويشيد العديد من أولياء التلاميذ بهذه الإلتفاتة التي أعادت منذ العام 2015 البسمة لهؤلاء الأطفال من خلال مساهمة فعالة للمدرسة العمومية التي أصبحت أكثر انفتاحا على محيطها ودعم مادي فاعل من المبادرة الوطنية للتنمية يبلغ في المجموع قرابة المائة ألف درهم خصصت لتوفير المعدات اللازمة لتهجيز هذه الوحدة التربوية.

أما النموذج الثالث فيتمثل في مدرسة عبد اللطيف اللعبي بالمشور فاس الجديد وهي بدورها تتوفر على قسمين للتعليم قبل المدرسي أضيف له مركز خاص لإدماج الأطفال الصم حاملي القوقعة بشراكة مع جمعية الأمل لحاملي القوقعة وبدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تساهم بنحو 190 ألف درهم في تحهيز المركز.

ويوجد بهذا المركز 50 من التلاميذ الذكور و27 من الإناث قادمون من مختلف مناطق جهة فاس مكناس حيث إنه المركز الوحيد بالمنطقة الذي يتيح للتلاميذ الصم حاملي القوقعة وهي أداة إليكتونية تزرع في الأذن لمساعدة الأطفال على السمع والنطق. وتتمثل الأنشطة المزاولة في حصص لتقويم النطق وحصص تربوية بوسائل تعليمية ملائمة وحصص للعلاج النفسي، ومكنت هذه المبادرة من إعادة إدماج عدد من التلاميذ في التعليم الابتدائي بعد أن تحسنت قدراتهم التعبيرية بشكل كبير بدعم من مقومي النطق وبرامج الترويض الطبي والنفسي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.