المهرجان الوطني للمسرح بتطوان “الدورة 20”: مسرحية “حاسي بلا كعر” تجسيد لشفافية الشخصية التي يتسم بها الإنسان في اللحظات الحاسمة
سناء بن حمو: تجسد مسرحية “حاسي بلا كعر”، لمخرجها هشام بن عبد الوهاب، شفافية الشخصية التي يتسم بها الإنسان في اللحظات الحاسمة، لا سيما مع اعتقاده باقتراب النهاية.
وتقدم هذه المسرحية، التي عرضت أمس الأربعاء بمسرح إسبانيول بتطوان، في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح (الدورة 20)، قصة شابين شاءت ا لأقدار أن يعلقا سوية داخل نفق منهار، يدفعهما إحساسهما بقرب النهاية للاعتراف ببعض الأسرار.
الشخصيتان الرئيسيتان تلعبان دور شابين يعملان في الحفر والتنقيب داخل نفق عميق تحت الأرض، أحدهما مهندس والثاني عامل مساعد. في لحظة، يتفاجئ الاثنان بانهيار النفق وانسداد فوهته بعد إخطار، بقليل، العمال المتواجدين فوق السطح.
العاملان لم يصابا بأذى، غير أنهما بقيا عالقين في الحفرة. الاثنان يتشبثان بأمل أن يتم إخراجهما وإنقاذهما، لكن الخوف من النهاية يجعلهما يعترفان لبعضهما ببعض الأسرار، كما يكتشفان بعض الأمور الغريبة داخل الحفرة.
وقال مؤلف المسرحية، عبد الرحمان آيت الزاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش العرض، “ارتأينا في هذا العمل الركحي الاشتغال على تجربة جديدة داخل الصحراء تخرج عن الطابع الفولكلوري”، مؤكدا أن “حاسي بلا كعر” تنبش في عمق الثقافة الحسانية والحياة التي يعيشها الإنسان الصحراوي.
وأضاف أن هذه المسرحية تعتمد على ممثلين اثنين يستحضران على خشبة المسرح أحداثا عديدة تدور داخل قبو تحت الأرض ويبوحان بمجموعة من الأسرار مع إحساسهما باقتراب النهاية.
من جهته، قال مخرج المسرحية، في تصريح مماثل، إنه تم العمل على وضع ديكور وإضاءة وسينوغرافيا توحي بالانغلاق التي تعيشها الشخصيتان، والموت البطيء الذي تواجهانه على الخشبة.
والمسرحية، يضيف هشام بن عبد الوهاب، هي مجموعة من قصص البوح التي تروى في مشهد وحيد، منذرة باقتراب لحظة حاسمة، تنتظرها الشخصيتان من خلال التعبير عن مشاعر متضاربة تخالج الإنسان مع اقترابه من خط النهاية.
يشار إلى أن الدورة الحالية للمهرجان تنفتح على كافة الروافد الثقافية للمملكة المعروفة بغناها وتنوعها، حيث تعرض مسرحيات بلهجات مختلفة تمثل جل الثقافات العربية والأمازيغية والحسانية، فضلا عن مسرحيات ناطقة باللغة العربية الفصحى.
وقد تم، أمس الأربعاء، عرض ثلاث مسرحيات خارج المسابقة وهي مسرحية “حجر وطوب” لفرقة تكدة للمسرح والفنون الشعبية من الدار البيضاء، ومسرحية “في انتظار غودو” لفرقة المحترف للثقافة والفن من الفنيدق، ومسرحية “رأس لمصايب” لفرقة المسرح المفتوح من مدينة سلا.
