الدورة الـ17 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش: أزيد من 100 ألف شخص تتبعوا فقرات هذه التظاهرة المشرقة والشعبية
نجح المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته السابعة عشرة، الذي اختتمت فعالياته مساء أمس السبت، بقصر المؤتمرات بالمدينة الحمراء، بتتويج الفيلم النمساوي “جوي” بالنجمة الذهبية لمخرجته سودابيه مرتضائي، في استقطاب أزيد من مائة ألف شخص .
وحسب المنظمين، فقد حضر حوالي 110 ألف شخص، طيلة 9 أيام، مختلف العروض والأنشطة بالمهرجان، التي كانت مجانية ومفتوحة أمام الجمهور. وكانت قاعات قصر المؤتمرات بمراكش تغص بالجماهير لمتابعة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية. نفس الشيء بالنسبة إلى العروض الخاصة بـ”بانوراما السينما المغربية”، عروض سينما “كوليزي”، متحف إيف سان لوران، أو خلال العروض الخاصة التي برمجت فيها أفلام من مستوى عال، بعضها مرشح لجوائز “الغولدن غلوب
وكانت دورة هذا الموعد السينمائي العالمي دورة غنية بالصور، والنقاشات، والأحاسيس الجارفة، وعرفت إقبالا شعبيا كبيرا على مختلف العروض والأنشطة المبرمجة.
وبعد استراحة لمدة سنة خصصت للتفكير، عاد المهرجان الدولي للفيلم بمراكش مفعما بمزيد من القوة والتجديد، ومعززا بمضامين سينمائية وفنية أكثر ثراء، بهذا تفرض هذه التظاهرة الكبيرة نفسها كموعد سينمائي رئيسي بالمغرب وبالمنطقة.
وتوجت الدورة 17 من المهرجان ثلاثة من الأسماء الكبيرة في السينما العالمية. إذ حصل كل من روبير دي نيرو، وأنييس فاردا، والجيلالي فرحاتي على النجمة الذهبية للمهرجان تكريما لهم على مسيراتهم الفنية الرائعة. وقد أنار الثلاثة، بمواهبهم وسخائهم، البساط الأحمر وقصر المؤتمرات بمراكش
ومن النجاحات الأخرى التي تحسب لهذه الدورة ، فقرة “محادثة مع…” التي مكنت جمهورا غفيرا ومتحمسا من لقاء عمالقة السينما العالمية مثل: مارتين سكورسيزي، روبير دي نيرو، غييرمو ديل تورو، تييري فريمو، أنييس فاردا، يسري نصر الله، وكريستيان مونجيو. كانت فعلا حصصا للتبادل والنقاش الراقي، تقاسم فيها سبعة من كبار مهنيي السينما، بسخاء، تجاربهم وأراءهم في القطاع. وشارك، كل يوم، حوالي 500 شخص- مهنيون، طلبة، صحافيون، وشغوفون بالسينما- في هذه المحادثات، التي تم بثها مباشرة على شبكة الإنترنيت.
وخصصت دورة هذه السنة مكانة هامة للسينما المغربية والمهنيين المغاربة. إذ كان بين الـ80 فيلما المبرمجة 12 شريطا مغربيا. فضلا عن الفيلم المشارك في المسابقة الرسمية (“طفح الكيل” للمخرج محسن بصري)، تم عرض 7 أفلام وطنية أخرى في إطار الفقرة الجديدة “بانوراما السينما المغربية”، التي جذبت جمهورا عريضا، بمن فيهم عدد من المهنيين الدوليين الذي اكتشفوا بعضا من الإنتاجات المغربية الحديثة.
كما تم عرض أربعة أفلام مغربية أخرى في ساحة جامع الفنا وفي إطار التكريم الذي خصص للمخرج المغربي الجيلالي فرحاتي.
ففي كل مساء حضر نجوم كبار- مثل يسرى، ليلى علوي، مارتن سكورسيزي، عبد الله فركوس، بشرى أهريش، لورانس فيشبورن، عزيز داداس، مونيكا بيلوتشي- للقاء الجمهور بجامع الفنا، و جذبت الأفلام التي تم عرضها في هذه الساحة الخالدة لوحدها حوالي 70 ألف مشاهد طيلة أيام المهرجان، بمعدل 7 آلاف إلى 12 ألف مشاهد كل مساء.
من جانب آخر ، وفت “ورشات الأطلس” بكل وعودها. وجرت فعاليات هذه الفقرة الجديدة المخصصة لصناعة السينما وتشجيع المواهب بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، من 2 إلى 5 دجنبر بدعم من “نيتفليكس”.
وجمعت هذه الفقرة 225 مهنيا من المغرب، والشرق الأوسط، وإفريقيا، وأوروبا وأمريكا الشمالية و25 مديرا ومبرمجا للمهرجانات (كان، روتردام، بوزان، موريليا، كارلوفي فاري، الجونا، صوفيا، طوكيو…إلخ).
كما استفادت المشاريع الـ8 التي كانت قيد التطوير، والأفلام الـ6 التي كانت في مرحلة ما بعد الإنتاج، من استشارات وإرشادات 17 مهنيا دوليا، قبل تقديمها أمام المهنيين الحاضرين، ما أدى إلى عقد أكثر من 200 لقاء فردي.
وتمت كذلك دعوة حوالي 100 من المكفوفين وضعاف البصر، من كل جهات المملكة، للمشاركة في هذه الدورة الجديدة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. واستفادوا من رعاية كاملة، ومرافقة شخصية لمتابعة الأفلام الخمسة المبرمجة في فقرة الوصفي السمعي، وللمشاركة في مختلف الأنشطة المنظمة لصالحهم (ندوات، قراءات شعرية، أغان، موسيقى.. ).
كما حضر الجمهور الناشئ بكثرة لمشاهدة العروض المخصصة له. وفي المجموع، تمكن 3500 تلميذ من جهة مراكش، برفقة معلميهم، من متابعة الأفلام المبرمجة في هذه الفقرة. بالنسبة إلى بعض الأطفال، كانت هذه أول مرة يلجون فيها قاعة للسينما.
وتميزت الدورة 17 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش كذلك، بتنظيم حملة طبية واجتماعية جديدة لجراحة العيون (الكتراكت)، وجرت هذه الحملة التضامنية بمستشفى محمد السادس بمدينة تحناوت من 3 إلى 8 دجنبر، ومكنت من إجراء عمليات لـ300 مريض من المنطقة. كما استفاد أكثر من ألف مريض محتاج يعانون من “الكتراكت”، من العلاجات الطبية المجانية قام بها فريق من أطباء العيون المتطوعين.