استعراض التجربة المغربية في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية للأشخاص المسنين في اجتماع وزاري عربي بشرم الشيخ
تم خلال أشغال الاجتماع المشترك لمجلسي وزراء الشؤون الاجتماعية والصحة العرب، اليوم الثلاثاء بشرم الشيخ، استعراض التجربة المغربية في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية للأشخاص المسنين.
وأبرز الكاتب العام لوزارة الصحة السيد هشام نجمي، الجهود التي بذلها المغرب في مجال العناية بفئة الأشخاص المسنين من الجنسين، موضحا أهداف ومرتكزات الاستراتيجية الوطنية للأشخاص المسنين التي أعدتها وزارة الصحة بناء على معطيات للبحث الوطني للسكان وصحة الأسرة حول هذه الفئة خلال السنة الجارية.
وأضتف أن هذه الفئة تشكل 11,1 بالمائة من عدد السكان خلال سنة 2017 ويرتقب أن تصل هذه النسبة إلى 25 بالمائة سنة 2050 .
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية التي تهدف بالخصوص، إلى تأمين ولوج المسنين لخدمات الرعاية الصحية المتوافقة مع احتياجاتهم وذات جودة، وخلق، في حدود سنة 2030، مراكز للتكفل بالأشخاص المسنين المرضى بالمستشفيات الجامعية والجهوية ، ترتكز على المرجعيات المعتمدة لدى منظمة الصحة العالمية وعلى رأسها قرار الجمعية العمومية 13-67 ، وقرار المجلس التنفيذي للمنظمة في ماي 2016 بعنوان “عشرية من أجل شيخوخة في صحة جيدة 2020-2030”.
واعتبر الكاتب العام لوزارة الصحة ، أن مشروع الاستراتيجية العربية لكبار السن المطروح ضمن بنود أشغال هذا الاجتماع العربي المشترك، يتلاءم مع ما تقترحه الاستراتيجية الوطنية من حيث الأهداف والتوجهات، التي “تصب في نفس المنحى بشكل يكاد يكون متطابقا”، وهو ما يمكن استغلاله لحشد الدعم للتجربة المغربية وجعلها مقياسا لمدى نجاح الاستراتيجية العربية .
وبخصوص محاور الاستراتيجية الوطنية للأشخاص المسنين، أبرز السيد نجمي ، أن هذه الاستراتيجية تقوم على أربعة محاور هي إعداد منظومة علاجات تتمحور حول احتياجات الأشخاص المسنين ، وخلق بيئة متوافقة مع احتياجات هذه الفئة ، وكذا الشراكة والتعاون بين القطاعين ، فضلا عن الحكامة والتتبع والتقييم والبحث العلمي.
وأشار ، من جهة أخرى، إلى أن هذا الاجتماع المشترك، هو فرصة للخروج بنتائج علمية تستهدف تحسين جودة مختلف الخدمات الصحية والنهوض بالمنظومة الصحية العربية وخاصة على مستوى حقوق الأشخاص المسنين في الرعاية الصحية والاجتماعية. ويبحث هذا الاجتماع، عدة مشاريع قرارات منها بالخصوص، إطلاق مشروع الاستراتيجية العربية لكبار السن، بجوانبها الاجتماعية والصحية.
وتسعى هذه الاستراتيجية التي تم عرضها أمس الاثنين في اجتماع مشترك لمجلسي وزراء الشؤون الاجتماعية والصحة العرب على مستوى كبار المسؤولين، إلى بلورة استراتيجية عربية موحدة متجاوبة مع المقررات الدولية، تضمن حقوق كبار السن وتترجم وعي الحكومات العربية ووحدة موقفها من قضية حقوقهم في مجتمعاتها.
كما تهدف إلى تطوير أنظمة الرعاية الاجتماعية وملاءمتها مع المتطلبات الجديدة لكبار السن ، وكذا تطوير المنظومة الصحية المعتمدة في الدول العربية لفائدة هذه الفئة، وتحسين نوعية البرامج الصحية والوقائية ، ودعم المجتمع المدني في النهوض بفئة كبار السن.
وبالاضافة الى ذلك ، يناقش هذا الاجتماع ، رفع هذه الاستراتيجية، التي جاءت باقتراح من تونس وبتعاون مع صندوق الامم المتحدة للسكان وبتنسيق مع القطاع الاجتماعي بالجامعة العربية، الى القمة العربية في دورتها العادية ال 30 المزمع عقدها في مارس المقبل بتونس .
كما سيتم التداول بشأن مشروعي قرارين يتعلقان بدعم الصومال، ودعم النازحين داخليا في الدول العربية والنازحين العراقيين بشكل خاص. ويمثل المغرب في هذا الاجتماع، بالإضافة إلى السيد نجمي، كلا من محمد فجري، رئيس قسم التضامن والتماسك الاجتماعي بوزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، وسكينة يبوري، رئيسة قسم الأسرة والأشخاص المسنين بالوزارة ذاتها.