أبرز سفير المغرب في كوت ديفوار ، عبد المالك كتاني، الجوانب المتعددة لمساهمة المغرب في الجهود الرامية إلى تنمية إفريقيا.
واستعرض الدبلوماسي المغربي الذي حل ضيفا على المؤتمر الدوري الذي عقده نادي روتاري-أبيدجان، أول أمس تحت عنوان “مساهمة المغرب في تنمية إفريقيا”، المجالات المتنوعة للرؤية المغربية لإفريقيا.
وقدم كتاني عرضا معززا بالمعطيات والأرقام والتواريخ الرئيسية، بدءا من الاقتصاد، والتعاون الديني، مرورا بتدبير تدفقات الهجرة وعمليات حفظ السلام وغيرها.
فعلى المستوى الدبلوماسي، قال السيد كتاني إنه منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، أصبح تعزيز العلاقات مع إفريقيا من أولويات السياسة الخارجية للمغرب.
وفي هذا الصدد، أوضح السفير أن سياسة المغرب الإفريقية تطورت نحو مقاربة جديدة للتعاون قائمة على تطوير شراكات حقيقية ومربحة للجانبين.
وعلى نحو أكثر وضوحا، يضيف كتاني وقع المغرب مئات الاتفاقيات وعقد الكثير من الشراكات في قطاعات متنوعة مثل التعليم، والتنمية الفلاحية، والاقتصاد ، والمالية، والأعمال والشؤون الدينية.
وبالإضافة إلى ذلك، عين جلالة الملك مطلع العام الجاري، وزيرا منتدبا مكلفا بالشؤون الإفريقية، مقدما بذلك دليلا إضافيا على التزام المغرب الثابت نحو إفريقيا.
واقتصاديا، أشار كتاني إلى أن استراتيجية المغرب تجاه القارة الإفريقية تتمثل في تجسيد الرؤية الملكية التي تدعو إلى تعزيز التنمية في مختلف المجالات الرئيسية، مثل الأمن الغذائي والبنية التحتية، والشمول البنكي والمالي والطاقة المتجددة والنمو الأخضر.
وعلاوة على ذلك، يضيف السفير، فإن تجربة المغرب مع أوروبا والعلاقات الوثيقة التي تجمع الشركات الوطنية في جميع المجالات مع نظيراتها الأوروبية تعطي للمملكة وضعا استراتيجيا كصلة وصل بين أوروبا وإفريقيا.
واضاف أن المغرب يعد حاليا ثاني أكبر بلد في القارة من حيث الاستثمارات الأجنبية المباشرة في إفريقيا جنوب الصحراء، مشيرا إلى أنه في الفترة من 2008 إلى 2016 ، نمت تجارة المغرب مع إفريقيا جنوب الصحراء بمعدل سنوي بلغ 9.1 في المائة.
كما أطلق جلالة الملك مشاريع كبيرة ذات أهمية استراتيجية، من قبيل مشروع خط أنبوب الغاز المغرب- نيجيريا.
وأشار كتاني أيضا إلى أن الفرص التي تنشأ من التعاون “الثلاثي” ، والمتمثلة في توجيه أموال المساعدات الدولية لتمويل مشاريع البنية التحتية في إفريقيا، تشكل قاعدة لمزيد من تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المغرب وبلدان القارة.
وأضاف أن المجموعات المغربية الكبرى تولي الولوج إلى أسواق إفريقيا جنوب الصحراء اهتماما وأولوية في استراتيجيات توجهها العالمي.
وكمثال على ذلك، فإن وجود المكتب الشريف للفوسفاط في إفريقيا، والهادف إلى ضمان الأمن الغذائي فيها، يجسد الاستراتيجية الاقتصادية الجديدة للمغرب نحو القارة.
ووفقا لكتاني، فإن الأمن وحفظ السلام هما أيضا من الأمثلة التي تجسد الرؤية المغربية لإفريقيا.
وذكر بأن القوات المسلحة الملكية شاركت في العديد من بعثات حفظ السلام في إفريقيا منذ الاستقلال عام 1956 ، ونشرت الآلاف من عناصرها في عمليات مختلفة، مضيفا أن الجنود المغاربة اليوم منتشرون في جمهورية إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ وجمهورية اﻟﻜﻮﻧﻐﻮ الديمقراطية.
وتابع الدبلوماسي المغربي أنه تم أيضا إنشاء مستشفيات ميدانية في العديد من البلدان الإفريقية والتي قدمت أزيد من 530 ألف خدمة طبية للسكان المحليين.
وفي ما يتعلق بالهجرة، ذكر سفير المغرب بأنه وفقا للتعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس، تم اعتماد سياسة جديدة للهجرة واللجوء عام 2014.
وأضاف كتاني أن هذه السياسة، التي تتماشى مع التزامات المغرب في مجال حقوق الإنسان، تدعمها مقاربة شاملة تهدف إلى ضمان وصول المهاجرين إلى الحقوق والخدمات الأساسية، بما في ذلك التعليم والسكن الاجتماعي والشغل.
وفي إطار أنشطته للترافع الدولي من أجل مقاربة جديدة بشأن الهجرة، تولى المغرب إلى جانب ألمانيا رئاسة المنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية 2018.
وفي الشأن الديني، يضيف الديبلوماسي المغربي، أنشأت المملكة معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات في مارس 2015.
وفي يوليوز 2015 ، دشن جلالة الملك محمد السادس مؤسسة دينية إفريقية أخرى، وهي مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، والتي تهدف إلى تنسيق جهود العلماء المسلمين لنشر مبادئ التسامح وإحياء التراث الثقافي الإسلامي، وإعداد البحوث العلمية في ما يخص الفكر والثقافة الاسلامية.