الكثيري: ذكرى انطلاق العمليات الأولى لجيش التحرير بالجنوب تشكل تجليا لاجتماع الإرادة المشتركة للملك والشعب
قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أمس الخميس بكلميم، إن ذكرى انطلاق العمليات الأولى لجيش التحرير بالجنوب تشكل تجليا لاجتماع الإرادة المشتركة للملك والشعب غداة عودة جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، طيب الله ثراه، من المنفى حاملا بشرى الحرية والاستقلال ومتوجا بلواء النصر والسؤدد.
وأضاف السيد الكثيري، في كلمة ألقاها خلال مهرجان خطابي بمناسبة الذكرى 62 لانطلاق عمليات جيش التحرير بالجنوب والذكرى 61 لانتفاضة قبائل آيت باعمران، أن تخليد هذا الحدث التاريخي يندرج في سياق الوفاء والبرور بأمجاد الكفاح الوطني التي سطرها الأسلاف من الآباء والأجداد والمناضلين الوحدويين ورجال المقاومة وجيش التحرير، مبرزا أن هذه الذكرى تتزامن هذه السنة مع تخليد الذكرى 43 لملحمة المسيرة الخضراء المظفرة، والذكرى 63 للأيام المجيدة الثلاث.
وقال السيد الكثيري “إن ملاحم جيش التحرير مثلت صفحات مشرقة في سجل الكفاح الوطني ضد الوجود الاستعماري وخلدت أروع صور الشجاعة والإقدام التي برهن عنها أبناء الصحراء المغربية ضمن طلائع أبطال جيش التحرير بانتصاراتهم الساحقة على قوات الاحتلال الأجنبي المدججة بأحدث العتاد الحربي والمدعمة بالطائرات الحربية”.
وأكد أن قيم الصدق والوفاء والالتزام وروح المسؤولية والغيرة الوطنية والتضحية ونكران الذات، والصدق والالتزام في العمل، هي ما جعلت المغرب والمغاربة يبصمون تاريخهم بمداد الفخر والاعتزاز، “وما لقاؤنا اليوم إلا واحدا من تجليات الوفاء والبرور بذلك الرعيل الأول من المناضلين الأماجد، والوطنيين البواسل في النضال والصمود للذود عن حمى الوطن وحياضه”.
وذكر المندوب السامي، بالمناسبة، بالسياق الذي انطلقت فيه ملاحم أبطال جيش التحرير بالجنوب المغربي للدفاع عن وحدة الوطن والذود عن مقدساته، مسترخصين أرواحهم ودماءهم في سبيل عزة الوطن وكرامته وتحرير الأقاليم الصحراوية من سيطرة الاستعمار الأجنبي، مؤكدين مواقفهم الثابتة من القضية الوطنية وداعمين بحضورهم الوازن والمتميز كل المحطات النضالية التي خاضها الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المنيف من أجل الحرية والاستقلال.
وقال “ونحن نستحضر الملاحم البطولية للشعب المغربي قاطبة وأبناء هذه الربوع المجاهدة بقيادة العرش العلوي المجيد، من أجل الاستقلال والوحدة الترابية للمملكة من أقصى الشمال إلى أقصى تخوم الصحراء المغربية، نستعيد باعتزاز كبير روائع ومفاخر النضال المستميت الذي خاضه أبناء الأقاليم الجنوبية في ملحمة العرش والشعب، ومواقفهم التاريخية الموصولة غداة عودة جلالة المغفور له محمد الخامس قدس الله روحه وأسرته الكريمة من المنفى، عندما مثل بين يدي جلالته ممثلو وشيوخ وأعيان الأقاليم الجنوبية لتأكيد بيعتهم، والتعبير عن إرادتهم في الكفاح والنضال من أجل تحرير الأقاليم الجنوبية الصحراوية، التي ظلت جذوة الجهاد بها متقدة في نفوس أبنائها”. وأشار السيد مصطفى الكثيري إلى أن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير “تعمل من أجل التعريف بالأمجاد التاريخية الوطنية، وتسليط الأضواء على ملحمة الاستقلال ونضالاتها وبطولاتها، وتوثيق وتدوين مضامينها وإبراز دلالاتها وتكريم رموزها وأعلامها، وإشاعة رسائل الوطنية الحقة والمواطنة الإيجابية، في صفوف الناشئة والأجيال الجديدة لتتمسك بأقباس هذه الملحمة الخالدة والذود عن ثوابت الأمة ومقدساتها”، مضيفا قوله “لذلك جعلنا في المندوبية السامية من أولوياتنا الاهتمام بالذاكرة التاريخية، وما تحفل به من حمولة ودلالات ودروس وعبر، من أجل تقريبها وتقديمها للأجيال المتعاقبة، لتنوير أذهانها بنضالات العرش والشعب”.
وذكر، في هذا الصدد، بتفضل جلالة الملك محمد السادس، في إطار عنايته السامية بأسرة المقاومة وجيش التحرير، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للمقاومة (ذكرى 18 يونيو الخالدة)، بأن أنعم جلالته على 58 من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمختلف ربوع التراب الوطني بأوسمة ملكية شريفة.
يشار إلى أنه تم تنظيم مهرجانات خطابية بنفس المناسبة بكل من طاطا وأسا الزاك وطانطان.