قمة أفريسيتي 2018: المدن الإفريقية أمام رهان التعليم المستمر للجميع

0

يشكل رهان ضمان تعليم مستمر وجيد، للمواطنين على المستوى المحلي، من التعليم الأساسي إلى العالي مع الأخذ بعين الاعتبار التعليم غير النظامي، من أهم الرهانات التي تواجه الجماعات الترابية الإفريقية في سعيها إلى تحقيق انتقال نحو أقاليم مستدامة ومرنة وشاملة.

واستأثر هذا الموضوع بالنقاش بين العمداء والخبراء ومسؤولي البرامج الثقافية، لاسيما اليونيسكو، المجتمعين في ندوة منظمة في إطار فعاليات الدورة الثامنة لقمة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية (أفريسيتي )، حول موضوع ” المدن المتعلمة في إفريقيا.. الانتقال نحو مجتمعات مستدامة ومرنة”.

وأوضح المسؤول عن البرنامج الثقافي لليونيسكو في المنطقة المغاربية، السيد كريم هنديلي، خلال تقديمه لتصور “المدينة المتعلمة”، أن الأمر يتعلق بمدينة تتميز بالجهود المبذولة من طرف الجماعة الترابية وكل الشركاء التربويين لتطوير تعليم مستمر مدى الحياة للجميع.

وقال السيد الهنديلي أن التعليم النظامي وغير النظامي وكذا التكوين المهني أو المستمر يوجد في صلب هذه المقاربة، موضحا أن “المدن المتعلمة تدرك بأن التعليم والتكوين يشكلان الأسس للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المستدامة”. واعتبر أن المدن تشكل رهانات أساسية لقضية التكوين والتعليم.

وبحسب اليونيسكو، تساهم المدينة المتعلمة في تحقيق “أهداف التنمية المستدامة” المحددة من طرف أجندة 2030 للأمم المتحدة، لاسيما الهدف الرابع الرامي إلى “ضمان تعليم ذو جودة، دون أي استبعاد، ومنصف، مع إمكانيات التعلم مدى الحياة”، والهدف الـ 11 الرامي إلى “جعل المدن والتجمعات الإنسانية فضاءات دون استبعاد وآمنة ومرنة ومستدامة”.

وأضاف ممثل المنظمة الأممية أن هذه الحقيقة تتخذ صفة ملحة في إفريقيا التي ستصبح القارة الأكثر تمدنا في أفق 2050. من جهته، اعتبر عمدة مدينة بافوسام الكاميرونية، السيد فوكا فوكا جولز هيلاير، أنه على الرغم من أن المسؤولية الأولى في تحقيق أهداف التنمية المستدامة توجد على المستوى الوطني، فإن الحكومات المحلية، التي تمثل مستوى الحكامة الأقرب من الساكنة، تضطلع بدور حيوي في جعل المدن مستدامة ومرنة.

وأضاف العمدة خلال مداخلته حول التجربة التي خاضتها مدينته الواقعة غرب الكاميرون أنه يتم اتخاذ إجراءات لتتحول إلى مصاف “مدينة تعليمية”.

وفي إطار المناقشات حول المتطلبات اللازمة لتحقيق الانتقال في إفريقيا، اعتبرت قمة “أفريسيتي 2018” أنه من الضروري تشجيع وإرساء التعلم مدى الحياة كمبدأ توجيهي لبناء مدن أكثر استدامة.

وبغية مساعدة الحكومات المحلية في إعداد استراتيجيات عملية لبناء مدن متعلمة، أطلق معهد اليونيسكو للتعلم مدى الحياة الشبكة العالمية للمدن المتعلمة لليونيسكو في 2012. وهي شبكة عالمية تنكب على إعداد السياسات التي توفر الاستلهام والخبرة والممارسات الفضلى، وتتكون الآن من 66 مدينة عضوة في إفريقيا.

وفي إطار الورشة المنظمة في مراكش، تم تقديم تجربتان من الكاميرون في مجال إرساء مدينة متعلمة.

وقدم عمدة مدينة بيليل السيد عبو أبوبكار، مسار “بيليل، القروية والمتعلمة”، مسلطا الضوء على رهانات وتحديات هذه الجماعة التي تضم 60 ألف نسمة في وسط الكاميرون، والتي يعتمد اقتصادها على الفلاحة وتربية المواشي، في إرساء تعليم مستمر وشامل.

وقال السيد أبوبكار “لقد قمنا بتملك تصور المدينة المتعلمة وملائمته مع سياقنا القروي” معتبرا أن الأمر يتعلق بالأحرى بـ “قرية متعلمة”.

من جهته، اهتم رئيس المصلحة التقنية للتخطيط الحضري في الجماعة الكاميرونية مايو-باليو، السيد إيمانويل فيسوا، بموضوع “المدن المتواضعة الإفريقية أمام تحديات التعلم مدى الحياة” لتسليط الضوء على أهمية ثقافة التعلم مدى الحياة، معتبرا أن “الانتقال نحو مدن مستدامة وشاملة هي مسألة تهم الجميع”.

ومع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.