الرباط: إطلاق فرع البرلمان المغربي في الجمعية الدولية للبرلمانيين من أجل السلام في العالم

0

تم، اليوم الأربعاء بالرباط، إطلاق فرع البرلمان المغربي في الجمعية الدولية للبرلمانيين من أجل السلام في العالم.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي، في كلمة بالمناسبة، أن اطلاق الفرع المغربي للجمعية الدولية للبرلمانيين من أجل السلام يأتي في سياق يحتاج فيه العالم إلى ترسيخ وتثبيت قيم السلم والتسامح والتعاون والاعتدال، وكذا الحاجة إلى المدافعين عن هذه القيم والمبادئ.

وأضاف السيد المالكي أن إطلاق الفرع المغربي يتزامن مع الذكرى 100 لنهاية الحرب العالمية الكبرى الأولى، مشيرا إلى أن العالم شهد، على مدى قرن من الزمن أحداثا كبرى، كان أهمها الحرب العالمية الثانية التي خلفت دمارا هائلا خاصة في أوروبا وحصدت أرواح حوالي 60 مليون إنسان، وكذا اندلاع حروب أخرى كثيرة مدمرة ارتبطت بتصفية الاستعمار، وأيضا الحرب الباردة.

وأوضح رئيس مجلس النواب أنه بالرغم من انتهاء الحرب الباردة بين الشرق والغرب في صيغتها الأولى، إلا أن العالم يعيش أجواء حروب ثقافية يغذيها الجهل بثقافة الآخر والتعصب للذات وللهوية، كما تغذيها الطائفيات القاتلة وكراهية الأجانب.

وفي مواجهة هذه التوترات، أكد على ضرورة عكس المعادلة، من خلال التوجه إلى جذور معضلات عالم اليوم، مشددا على أن اختيار الأفراد للهجرة واللجوء يكون دائما بهدف البحث عن الأمن جراء التوترات التي تشهدها بعض المناطق، أو البحث عن الرزق الذي تعذر الحصول عليه جراء الجفاف أو التصحر أو الفيضانات، أو عن الشغل جراء محدودية موارد البلدانهم الأصل وضعف تنميتها.

واعتبر السيد المالكي أن الفدرالية العالمية للسلام وذراعها البرلماني تضطلع بدور حاسم في مواجهة هذه التهديدات والدعوة إلى السلم وتسوية النزاعات بالطرق السلمية والتصدي لأسبابها باعتبارها تتوفر على الرصيد الاعتباري، وعلى المهارات، وعلى الوزن المدني من أجل المساهمة الحاسمة في بناء جبهة عالمية من أجل السلم والاعتدال، وتوسيع دائرة المدافعين عن هذه القيمة عبر العالم.

وأبرز أن حركة الفدرالية باعتبارها مكونا أساسيا من مكونات الدبلوماسية العالمية، ستتقوى بإطلاق فرع المغرب للجمعية الدولية للبرلمانيين من أجل السلام في العالم، الذي يعد مرتكزا أساسيا من مرتكزات الدبلوماسية المغربية، مشيرا إلى أن مساهمة المملكة كانت دائما حاسمة في بناء السلم العالمي وفي الدعوة إلى الاعتدال وتسوية النزاعات بالطرق السلمية ومكافحة الإرهاب والتطرف والانتصار لقيم السلم والتسامح والتعايش.

وأضاف في هذا الصدد، أن المملكة، وفضلا عن مشاركتها المتميزة في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلم في عدد من مناطق النزاع، واحتضانها لعدة مبادرات لتسوية النزاعات، كانت مساهما أساسيا في ترسيخ مبادرات تحالف الحضارات التي رعتها الأمم المتحدة منذ 2005.

من جهته، اعتبر رئيس الفدرالية العالمية للسلام، توماس والش، أن المغرب يحظى بتقدير كبير من باقي دول العالم نظرا لما يتميز به من استقرار ولما يقدمه في مجال السلم والأمن، مشيدا بتعاون المملكة من أجل تحقيق السلام عبر العالم.

وأوضح السيد والش أن الفدرالية العالمية للسلام في العالم تضطلع بمهمة تحسين حياة الأشخاص والأجيال الناشئة، مضيفا أن هذه المبادرة تشكل فرصة للبرلمانيين المغاربة للعمل مع البرلمانيين الآخرين من أجل السلام.

من جانبها، أكدت السيدة إيرنا أنيكو شوبجيس، الرئيسة عن الجانب الأوروبي للجمعية الدولية للبرلمانيين من أجل السلام في العالم، ورئيسة سابقة لبرلمان لوكسمبورغ، على دور البرلمانيين باعتباره “رابطا انتقاليا” مع المجتمع المدني، مبرزة أن البرلمانات تلعب دورا بارزا في تعزيز السلم والاستقرار من خلال مصادقتها على القوانين، وخاصة قوانين المالية، وكذا من خلال ممارستها لمختلف اختصاصاتها.

وأضافت أن المغرب يعتبر بلدا رائدا في مجال الاستقرار والأمن، مبرزة أن “المسيرة الخضراء التي يحتفل المغرب بالذكرى الـ43 لانطلاقها تشكل نموذجا استثنائيا في هذا المجال”.

ودعت السيدة انيكو شوبجيس إلى الاستثمار في الاستدامة بدلا من الاستمرارية، مشيرة إلى أن “أوروبا تحتاج إلى إفريقيا وأن الاستقرار في أوروبا يعتمد على الاستقرار في إفريقيا”.

يذكر أن الفدرالية العالمية للسلام، وهي منظمة غير حكومية لها وضعية استشارية خاصة لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، تعد بمثابة شبكة دولية للأفراد والمنظمات، تضم ممثلين عن رجال الدين والحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، بهدف تحقيق السلام العالمي، ولها فروع وممثلون بمختلف بقاع العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.