مستشار الخليفة العام للطريقة المريدية: مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة رافعة للنهوض بقيم الإسلام ونشر العلم والثقافة في إفريقيا

0

عبد اللطيف أبي القاسم: أكد مستشار الخليفة العام للطريقة المريدية بالسنغال، الشيخ عبد القادر امباكي، أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تعد بمثابة رافعة للنهوض بقيم الإسلام السمح ونشر العلم والثقافة على مستوى القارة الإفريقية والعالم.

وقال الشيخ امباكي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش الاستعدادات لتنظيم (مغال توبا)، وهو تجمع ديني وروحي ضخم تنظمه الطريقة المريدية، خلال شهر صفر الجاري، إن “مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تقوم بدور مثالي للنهوض بالإسلام وإشاعة قيمه السمحة في القارة الإفريقية”.

وأبرز الشيخ امباكي أن المؤسسة “بدأت بالفعل تضطلع بدور رئيسي في نشر العلم والثقافة الإسلامية، والمساهمة بشكل فعال في كل المناسبات الدينية بإفريقيا”، منوها في هذا الإطار بالجهود التي يبذلها القائمون عليها.

وأشار مستشار الخليفة العام للطريقة المريدية بالسنغال، إلى أن المؤسسة تضم في عضويتها العديد من العلماء الذين ينحدرون من جل دول القارة الإفريقية بما ذلك السنغال. وأبرز في هذا الصدد الحضور القوي لعلماء الطريقة في هذه المؤسسة، مؤكدا أنهم يضطلعون بالدور المنوط بهم في إطارها.

وتعد مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، هيئة تروم توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين بالمغرب وباقي الدول الإفريقية، وذلك من أجل التعريف بقيم الإسلام السمحة وإشاعتها وتعزيزها.

وتتمثل أهداف هذه المؤسسة خصوصا، في القيام بمبادرات في إطار كل ما من شأنه تفعيل قيم الدين السمحة في كل إصلاح تتوقف عليه عملية التنمية في إفريقيا، سواء على مستوى القارة أو على صعيد كل بلد، وتنشيط الحركة الفكرية والعلمية والثقافية في المجال الإسلامي، وكذا توطيد العلاقات التاريخية التي تجمع المغرب وباقي دول أفريقيا والعمل على تطويرها.

وبخصوص تظاهرة (مغال توبا)، الذي ينظم احتفالا بذكرى نفي الشيخ خادم الرسول، أحمدو بمبا امباكي (1853 -1927)، مؤسس الطريقة المريدية، قال الشيخ امباكي إن هذا الحدث أصبح يشكل “اجتماعا كبيرا للأمة الإسلامية نظرا للعدد الهائل من الزوار الذين يقصدونه من مختلف أنحاء العالم، والذي يقدر بالملايين”.

وأبرز الشيخ امباكي أن (مغال توبا) يعد “مناسبة هامة ذات دلالات متعددة، تتمثل أهمها في كونها تساهم في إبراز الصورة المتطورة والمتقدمة للإسلام في إفريقيا، والارتقاء بقيمه السمحة والنبيلة، ولاسيما في صفوف الشباب الذين يقبلون بشكل كبير على حضور هذا الحدث الديني”.

وحسب الشيخ امباكي، فإن برنامج التظاهرة متنوع حيث “تتخلله فعاليات متعددة منها ما يخص الذكر وقراءة القرآن، ومنها ما يخص الندوات التي تعرف مشاركة علماء سنغاليين وأجانب يناقشون خلالها الجوانب الدينية والاجتماعية في حياة الأمة الإسلامية”.

وقال مستشار الخليفة العام للطريقة المريدية بالسنغال، إن (مغال توبا) يشكل “مناسبة يفسح فيها المجال للعلماء لاقتراح حلول مناسبة لمشاكل المسلمين عبر العالم”.

ولم يفت الشيخ امباكي أن يبرز الحضور المغربي في هذه التظاهرة الدينية، موضحا أن المملكة دأبت كل سنة على إرسال وفد مهم لتمثيلها في الاحتفالات الرسمية ل(مغال توبا)، وهو ما يعكس “الأهمية البالغة لهذه المناسبة الدينية”.

وخلص مستشار الخليفة العام للطريقة المريدية بالسنغال، إلى القول “نحن ننوه بهذه المشاركة الفعالة للمملكة المغربية ونقدم لها تشكرات الخليفة العام للطريقة المريدية، الشيخ منتقى بصيرو إمباكي”.

يشار إلى أن (مغال توبا) تظاهرة دينية سنوية ضخمة تخلد يوم 18 صفر من كل سنة، ذكرى نفي الشيخ أحمدو بمبا امباكي (1853 -1927)، مؤسس الطريقة المريدية. ويحج أزيد من ثلاثة ملايين من أتباع الطريقة المريدية من السنغاليين والأجانب على مدينة توبا للمشاركة في هذا التجمع الروحي.

وتعتبر الطريقة المريدية إحدى أهم الطرق الصوفية بالسنغال البلد الذي استقر فيه إسلام صوفي، وتجمعه قواسم مشتركة ضاربة في القدم مع المدارس الصوفية بالمغرب التي حققت إشعاعا بجميع أنحاء القارة على مدى قرون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.