سافرت المجموعة الإسبانية (سيكستيتو باربييري) في حفل أقيم ، مساء أمس الأربعاء بدار البطحاء بفاس ، بالحضور إلى بداية القرن ال20 بشبه الجزيرة الإيبيرية من خلال موسيقى زارزويلا.
واندرج هذا الحفل الذي اختير له عنوان “ليلة على إيقاع زرزويلا”، في إطار النسخة الثانية من برنامج “أوجه، الثقافة الإسبانية اليوم”، الذي سطرته وزارة الثقافة والرياضة بإسبانيا بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال بالمغرب.
وقدم عازف البيانو دانييل ديل بينو والمجموعة مقطوعات موسيقية كشف من خلالها النقاب عن أسرار فن زارزويلا، ليتعرف جمهور الحاضرة الإدريسية على هذا اللون الفني بألحانه وإيقاعاته، من خلال أدائها لمقطوعات كبار الفنانين الإسبان من قبيل فيرنانديز كابييرو ولونا وباربيري ومورينو توروبا وفايا.
وصفق الجمهور الذي كان في غالبيته من الشباب من جنسيات مختلفة، لعروض هذه المجموعة الشابة أيضا.
وفي كلمته بالمناسبة، أوضح مدير معهد سيرفانطيس بفاس أوسكار بويول أن زاروزيلا لون موسيقي شعبي بإسبانيا يعود إلى مطلع القرن ال20، مذكرا بأن “ما يسمى بفضاءات مقاهي-الحفلات كانت هي المكان المعتاد لسماع الموسيقى الإسبانية عموما وزارزويلا على الخصوص كلون يؤدى بالأساس على إيقاع آلة البيانو”.
وقال إن هذا النمط أصبح شائعا لدرجة أن كل ما يحمل اسم الأدب “النوع القاصر وغير المكتمل” ينسخ من هذه الموسيقى الشعبية التي كانت تبحث لها آنذاك عن موقع بين الألوان الموسيقية الأخرى الأكثر شيوعا.
وبالنسبة لعازف البيانو دانيال ديل بينو، فإن زارزويلا هي عبارة عن موسيقى الأوبريت وهي إسبانية خالصة تغنى وترقص بطريقة احتفالية للغاية.
وأضاف أنها موسيقى تؤرخ لحقبة لم تكن فيها إمكانيات لصنع إنتاجات كبرى، حيث كان الأمر يقتصر على حفلات صغيرة أو حفلات-مقاهي تحييها مجموعات مقلصة العدد.
وعبر ديل بينو عن سعادته بتقديم عرض موسيقي بفاس، مسجلا أن جولته بالمغرب “لها حنين خاص” على اعتبار أنه قضى سبع سنوات من طفولته بالرباط التي بدأ بها دراساته على آلة البيانو.
ويتضمن برنامج “أوجه، الثقافة الإسبانية اليوم” أزيد من مائة عرض ثقافي متنوع في 12 مدينة مغربية ما بين شهري شتنبر ودجنبر 2018.
وكانت المجموعة الإسبانية (سيكستيتو باربييري) التي تقوم حاليا بجولة بالمغرب، قد أحيت حفلا فنيا بوجدة أمس الأول الثلاثاء، على أن تقدم حفلا مماثلا غدا الجمعة بالرباط.
