دشن الرائد العالمي في مجال الهندسة والاستشارة التكنولوجية “ألتن”، اليوم الجمعة بالرباط، مركزا للتميز مخصصا لهندسة السيارات.
وسيتيح هذا المركز الجديد تطوير النظام الاقتصادي (إيسو) “الاستعانة بمصادر خارجية في مجال الهندسة” بالمغرب، عبر خلق 550 منصب شغل إضافي، خاصة في مجال السيارات.
وبهذه المناسبة، عبر مدير شركة “ألتن المغرب”، أمين زروق، عن اعتزازه بافتتاح “مركز التسليم ” الجديد الذي يندرج في إطار استراتيجية تطوير مراكز الهندسة ” نيرشور وأوفشور ” التابعة للمجموعة الفرنسية، وكذا تقوية التنافسية التقنية والاقتصادية لـ” ألتن” لتغطية مجالات مهنية وقطاعية واسعة.
وأبرز زروق أن المجموعة، التي تعتبر فاعلا رئيسيا في تشغيل المهندسين والإدماج المهني للشباب بمعدل أزيد من 7 آلاف مهندس يتم توظيفهم كل سنة عبر العالم، ستساهم في تكوين وتطوير المهارات المغربية المدعوة اليوم لتنمية “أنظمة الذكاء الاصطناعي العملياتية والمعقدة ” والتي تمثل قيمة مضافة قوية لزبناء ” ألتن “.
من جانبه، أوضح وزير الشغل والإدماج المهني، السيد محمد يتيم، أن هذا المشروع يشكل “خطوة مبتكرة ولا محيد عنها لربط التقدم الذي أحرزته المملكة في مجال صناعة السيارات بالتكوين عالي الدقة “، الذي يتم التأكيد عليه في هذا القطاع.
وبعد أن شدد على أهمية التكوينات الدقيقة وذات التقنية العالية التي يبدو أنها تفرض ذاتها لمواجهة التغييرات التنظيمية والوظائف الجديدة، لفت السيد يتيم إلى أن المغرب أضحى، خلال سنوات قليلة فاعلا رئيسيا في صناعة السيارات على الصعيد العالمي، حيث يتموقع كثاني بلد في صناعة السيارات في إفريقيا، موضحا أنه من أجل تحسين موقعه، فإن المغرب مدعو لتعزيز رأسماله البشري ورفعه إلى مستوى تطلعات المستثمرين الدوليين، الذين يتجهون نحو المملكة بالنظر للفرص التي تتيحها.
من جهتها، أكدت كاتبة الدولة المكلفة بالتجارة الخارجية، السيدة رقية الدرهم، أن هذا المشروع سيساهم في تكثيف سلسلة القيمة الخاصة بمنظومة إنتاج السيارات ونجاحها في المغرب، والتي تتميز أصلا بالمنحى التصاعدي القوي لمجموعة مكونات الإنتاج (النسيج والأسلاك ونظام التوجيه وناقل الحركة والبطاريات ..)، وكذا تطوير مهن السيارات، وإدماج سلسلة القيمة بأكملها من خلال التطوير الجاري لمركز اختبار السيارات وفقا للمعايير الدولية.
وقالت السيدة الدرهم إن “المغرب عازم على جعل صناعة السيارات والطيران والسكك الحديدية محركا لنمو اقتصاده”، مشيرة إلى أن وزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي “لن تدخر جهدا لضمان ازدهار أنشطة المجموعة في المغرب وتكثيفها في المستقبل”.
بدوره، قال المدير العام لشركة ” ألتن ” إن المجموعة الفرنسية تنجز مشاريع للتصميم والدراسات لصالح فاعلين عالميين كبار في قطاعات المعلومات التكنولوجية، والاتصالات، والطيران، والبنوك، والفضاء والسيارات.
وحققت الشركة، التي تم إنشاؤها سنة 1988، والتي تتواجد في أزيد من 20 بلدا، رقم معاملات يصل إلى 1.975 مليار أورو سنة 2017، وتضم حوالي 30 ألف موظف عبر أنحاء العالم، 90 في المائة منهم مهندسون من المستوى العالي.
وقد قامت المجموعة بوضع برنامجين في المغرب، هما برنامج ” ألتن بوست” وبرنامج ” ألتن آب كرايد “، وذلك بهدف إرساء تكوين يتوج بشهادة لمتعاوني المجموعة، وكذا إدماج الشباب حاملي الشهادات (بكالوريا زائد 5 ) الذين يرغبون في توجيه مسارهم المهني نحو مهن صناعات السيارات والطيران والمعلوميات.
وحضر حفل تدشين مركز التميز لـ”ألتن”، بالخصوص، رئيس جهة الرباط – سلا – القنيطرة عبد الصمد سكال، ورجال أعمال مغاربة وأجانب وممثلو العديد من القطاعات الوزارية.
ج
