أندري أزولاي: تجذر المغرب في التنوع الثقافي يعطي كامل المشروعية لمؤسسة الثقافات الثلاث

0

قال أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة، ورئيس مؤسسة الثقافات الثلاث، أمس الثلاثاء، ببروكسل، إنه ” وبإحداثه إلى جانب الأندلس، قبل 20 سنة لمؤسسة الثقافات الثلاث والأديان الثلاثة، يكون المغرب قد أكد التزامه الرائد والطلائعي بالتصدي لتيه الاقصاء ولمآسي أوهام التنكر للتنوع الثقافي “.

ففي كلمة بمقر البرلمان الأوروبي بمبادرة من فريق الاشتراكيين والديمقراطيين، أكد السيد أزولاي من جهة على التحديات التي تواجهها الأمم اليوم و” التي يتم إضعافها دائما بسبب الاندحار والأمور المتجاوزة ” ومن جهة أخرى على ” صمود وعزيمة المغرب من أجل ان تنتشر في بلادنا قيم الاختلاف، والانفتاح والاحترام المتبادل التي تعطي جوهرا وواقعا لمجتمع يستمد تفرده من الغنى والتنوع”.

بعد ذلك، دعا أزولاي الحضور إلى الوقوف على الطابع التاريخي للرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس قبل أيام إلى القمة التي احتضنتها نيويورك والتي نظمتها اليونيسكو حول ” العلوم، التربية، ومعاداة السامية ” في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأبرز أن جلالة الملك أكد على أن ” يعلم أبناءنا التاريخ برواياته المتعددة ” مضيفا أن معاداة السامية ” تنطوي على إنكار الآخر، وتشكل إقرارا بالإخفاق “.

وخلص السيد أزولاي، تحت تصفيقات القاعة، إلى أن هذه الرسالة، التي لقيت إشادة من قبل العديد من رؤساء الدول الذين حضروا القمة، والتي تمنح الأولوية للتعليم وتوصي بإدراج تاريخ الهولوكوست في المقررات المدرسية، تعطي كامل القوة والمشروعية للأهداف التي وضعتها مؤسسة الثقافات الثلاث والأديان الثلاثة.

وفي بداية هذا اللقاء أكد النائب الأوروبي رامون جوريغي من فريق التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين بالبرلمان الأوروبي على تقارب أهداف مؤسسة الثقافات الثلاث، التي تشجع على الإثراء المتبادل، مع أهداف المؤسسة التشريعية الأوروبية كفضاء للوحدة، والتنوع والتفاهم المتبادل.

وأشاد جوريغي، بهذه المناسبة، بمبادرات المؤسسة من أجل ” النهوض بالتسامح والتفاهم المتبادل بين ضفتي المتوسط “.

من جانبه، استعرض مدير مؤسسة الثقافات الثلاث خوصي مانويل سيرفيرا، تاريخ إحداث المؤسسة الذي يندرج ضمن المشروع الهادف إلى جعل المتوسط فضاء للسلام والازدهار والتنمية، مؤكدا على أن المؤسسة ” فضاء للتصدي لجميع أشكال التطرف”.

وأكد على ” الحاجة للتصدي والتحرك ” مشددا في نفس الوقت على استعداد مؤسسة الثقافات الثلاث العمل بشكل مشترك مع المؤسسات الأوروبية، وخاصة البرلمان الأوروبي، من أجل المساهمة في إيجاد حل للمشاكل المشتركة في ضفتي المتوسط (هجرة، إرهاب،…) وتفعيل السياسات الأوروبية في هذا المجال.

وبالنسبة لبناردينو ليون، الأمين العام السابق في الحكومة الإسبانية، من الضروري استخلاص الدروس من الماضي لمواجهة عدم التسامح والخطابات الشعبوية، مشيرا على سبيل المثال إلى تاريخ التعايش الجميل بين الثقافات والأديان سواء في المغرب أو إسبانيا وخاصة في الأندلس.

وفي السياق ذاته، جدد الكاتب العام للشؤون الخارجية في حكومة الأندلس أنجل لويس سانشيز مونيوز، دعم الحكومة المستقلة للإقليم الإسباني لمؤسسة الثقافات الثلاث، والتي تعتبر ” آلية لمقاومة التطرف والطائفية، من خلال النهوض بالسلام بين الشعوب وبالتنوع “.

وخلص إلى أن ” هدفنا يتمثل في النهوض بالسلام والحوار بين جميع شعوب المتوسط التي تتقاسم تاريخا وقيما مشتركة “.

وتعتبر مؤسسة الثقافات الثلاث في المتوسط، والتي تأسست باشبيلية سنة 1998، منتدى قائما على مبادئ السلام والتسامح والحوار، ويتمثل هدفها الأساسي في تشجيع اللقاء بين الشعوب وثقافات حوض المتوسط.

كما أن المؤسسة، التي رأت النور بمبادرة من الحكومة المغربية والحكومة المستقلة للأندلس، تعد إحدى الأجهزة الأكثر نشاطا في الفضاء الأورو – متوسطي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.