ارتفاع درجات الحرارة أسعد محبي الاصطياف في شهر شتنبر

0

مر الأسبوع الأول من فصل الخريف، ودرجات الحرارة تتجاوز ال31 درجة، والشواطئ تشهد إقبالا من قبل المغاربة والأجانب الذين يفضلون قضاء عطلتهم خلال شهر شتنبر، من أجل قضاء أجواء صيفية ملائمة للسباحة والاستمتاع بأشعة الشمس.

ومن بين هؤلاء، أمين، وهو شاب مغربي متزوج ولم ينجب بعد، والذي يختار دوما السفر خلال شهر شتنبر “فأسعار الفنادق والمطاعم تكون منخفضة نسبيا. ورغم ميزانيتي المحدودة، أستطيع الاستمتاع بإقامة صيفية بجودة عالية، إلا أن زوجتي غالبا ما تشتكي من المناخ الذي يكون أقل انتعاشا مقارنة بشهر يوليوز وغشت”.

وأضاف بابتسامة معبرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، ” هذه السنة، من حسن حظنا الاستمتاع بأجواء صيفية بأثمنة فصل الخريف”.

ويلاحظ خلال السنوات الماضية أن شهر شتنبر أصبح بمثابة “شهر رابع في فصل الصيف”، نتيجة استمرار ارتفاع درجات الحرارة.

وقد استمتع محبو شهر شتنبر الذين تجتذبهم عادة الأسعار المناسبة والهدوء الذي يميز الأجواء في هذه الفترة من السنة، بعطلتهم المتأخرة هذه السنة وسط أجواء مشمسة أكثر من المعتاد.

ففي شهر شتنبر، تعرف أسعار الأسفار انخفاضا بمقدار النصف مقارنة بموسم الذروة. ويعزى هذا الانخفاض في الأسعار إلى معطى آخر مهم يتعلق بقلة أعداد المصطافين، حيث يصبح الاصطياف في شتنبر فرصة لتوفير المال من جهة، وللاستمتاع بصفاء مكان العطلة، وسط مناخ صيفي أكثر دفئا من جهة أخرى.

أما كلاريس وهي شابة فرنسية اختارت الاستمتاع بالسباحة بشاطئ بوزنيقة، فتقول “أحب الاستمتاع بأشعة الشمس وبجمال البحر، غير أنني لا أحبذ أجواء فصل الصيف بالشاطئ، وبمداخل المحلات التجارية، وبمرائب السيارات.. وفي كل مكان”.

وأضافت أنه “لهذا السبب أفضل قضاء عطلتي خلال شهر شتنبر، خاصة وأن طفلي لايزال رضيعا. هذه السنة أسعدتني درجات الحرارة التي ظلت مرتفعة، والإقامة الهادئة والاسمرار في أجواء رائعة”.

أما زوج كلاريس، فيعتبر ساحل المحيط الأطلسي “الوجهة المثالية لتمديد عطلتهما الصيفية. فالأجواء لطيفة الحرارة، والظروف المناخية المثالية تجعل من المغرب في شتنبر وجهة مثالية”.

كما أرضى الأداء السياحي خلال شهر شتنبر بأجوائه الدافئة والممتعة، مهنيي القطاع.

وفي هذا السياق، أفاد مسؤول عن مركب سياحي بمدينة المحمدية، بأن “عدد الحجوزات المسجلة في مركبنا تجاوز بكثير المتوسط المعتاد خلال هذا الشهر. استمرار ارتفاع درجات الحرارة يجذب المزيد والمزيد من السياح الأجانب الذين يفرون بداية فصل الخريف من غالبية المدن الأوروبية”.

ولأن استمرار توافد السياح على المدن الشاطئية بالخصوص رغم انقضاء فصل الصيف يساهم في استمرار الرواج التجاري، أعرب حميد، بائع متجول، عن سعادته قائلا “ولدت في سوق الأربعاء، وقد اعتدت منذ صغري على البقاء بشاطئ المهدية من يونيو وحتى الأسبوع الأول من شتنبر لبيع وتأجير المعدات اللازمة للشاطئ”، مضيفا أنه “هذه السنة، استمر نشاطي لمدة أطول، فدرجات الحرارة ماتزال مرتفعة والشاطئ ممتلئ. هذا النشاط المتواصل سيساعدني بالتأكيد في نفقات عائلتي بعد الدخول المدرسي”.

العزاب، كما الأزواج الذين ليس لديهم أطفال في سن التمدرس، والمتقاعدون أيضا… هم أكثر الفئات التي تختار قضاء العطلة في مطلع فصل الخريف، وجميعهم سعداء برؤية شهرهم المفضل شبيها بمناخ فصل الصيف.

وإذا كان هذا التغير المناخي مصدرا لسعادة المسافرين والمؤسسات السياحية، فإنه يدفع علماء البيئة إلى دق ناقوس الخطر، على اعتبار أن امتداد فترات ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات عالية وغير طبيعية، يعد واحدا من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري.

كما أن الأجواء الحارة المناسبة لمحبي ارتياد الشواطئ في هذه الفترة تثير انزعاج أغلبية الناس الذين يتوجهون إلى مكاتبهم أو يرافقون أطفالهم إلى المدرسة. وتتسبب أيضا في متاعب صحية لدى الفئات الهشة، مثل المسنين أو المصابين بالأمراض التنفسية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.