ويتناول الكتاب رؤية فكرية متعددة الأبعاد حول القضايا التاريخية والتنموية المتعلقة بالجنوب العالمي، من خلال التركيز على التداعيات السياسية والإجتماعية للتحولات المستجدة، والتوقف عند مفهوم “الجنوب المعولم”.
كما يسلط الكتاب الضوء على التغيرات الاقتصادية والسياسية التي عرفتها الدول النامية خلال العقود الأخيرة، مستعرضا تأثيرات العولمة على مسار التنمية والاستقلال الاقتصادي لهذه الدول.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد السيد ولعلو أن “الجنوب المعولم” هو مفهوم فرض نفسه في السنوات الأخيرة، لا سيما في ظل التطورات الجيو سياسية التي يعرفها العالم، حيث برز أن بلدان الجنوب تريد بدورها أن تعبر عن خصوصية مواقفها سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا. وأبرز، في هذا الصدد، أن الكتاب يتطرق إلى نشأة تاريخ الجنوب، الذي بدأ عمليا في عشرينات القرن الماضي عندما برزت الحركات الوطنية ومنها الحركة الوطنية بالمغرب، وسياقات ما بعد الحرب العالمية الأولى، حيث بزغ مفهوم الجنوب لأول مرة قبل ترسيخه خلال سنوات الخمسينيات بعد مؤتمر باندونغ.
وأضاف أن “صدمات القرن الـ21 سمحت بطفرة جديدة لمفهوم الجنوب في إطار العولمة المتجددة، لاسيما مع صعود الصين والبلدان النامية من جديد، حيث يسعى الجنوب المعولم رغم تعدديته لإفقاد الشمال احتكاره لتدبير العولمة ومخاطبتها”.
من جانبه، أبرز جواد النوحي، رئيس شعبة القانون العام والعلوم السياسية، بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال-الرباط، أن كتاب “من العالم الثالث إلى الجنوب المعولم” طرح إشكالات امتدت على ما يزيد من قرن من الزمن وصولا الى الأحداث العالمية الكبرى المستجدة.
وأضاف أن هذا الكتاب يعكس القضايا الكبرى التي دافع عنها الكاتب، من خلال الإنتقال من مفهوم دول العالم الثالث إلى “الجنوب المعولم” ومحاولة تأسيس هذا المفهوم واستشراف المستقبل، وكذا دور المغرب في هذه المنظومة العالمية كدولة تهدف إلى المساهمة في خلق التحول.
ولفت إلى أن هذا اللقاء يروم تعريف المؤلف لدى الجيل الجديد من الباحثين، فضلا عن تكريم الأستاذ فتح الله ولعلو الذي بصم على مسار طويل في البحث والممارسة.
يذكر أن فتح الله ولعلو سبق له أن شغل العديد من المناصب، منها وزيرا للاقتصاد والمالية، وعمدة مدينة الرباط، كما تولى مهام رئيس الفريق البرلماني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ورئيسا لاتحاد الاقتصاديين العرب.
وصدر للسيد ولعلو عدة مؤلفات، باللغتين العربية والفرنسية، في النظرية الاقتصادية، والسياسة المالية، والمجال الأورو – متوسطي، والعلاقات الاقتصادية الدولية، من بينها “مدخل إلى الدراسات الاقتصادية”، و”توزيع المداخيل، النقود والائتمان”، و”الاقتصاد العربي والمجموعة الاقتصادية”، و”تحديات عولمة الاقتصاد والتكنولوجيا”، و”المشروع المغاربي والشراكة المتوسطية”.
وقد شكل هذا اللقاء فرصة للطلبة، والباحثين، للتبادل وللاستفادة من الخبرة العلمية والتعرف على المسيرة الملهمة للأستاذ ولعلو التي جسدها عبر سنوات من العطاء والمعرفة.
الح:م