خالد بركة: قال وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، عزيز رباح إن تجارب وخبرات التعدين في المغرب دائما ما تستحضر كمرجع على المستوى الإفريقي؛ بالنظر للتقدم الأكيد والخطوات الكبيرة التي قطعتها المملكة في هذا القطاع منذ زمن بعيد.
وأشار رباح، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش أشغال الدورة الثالثة لأسبوع أنشطة التعدين في غرب إفريقيا، التي افتتحت الخميس الماضي بواغادوغو (العاصمة البوركينابية)، الى أن قطاع الفوسفاط في المغرب اثبت، أولا وقبل كل شيء، للعالم قدرة ومهارة المملكة في انجاح الانتقال من نمط استغلال كلاسيكي الى آخر أكثر ابتكارا وذكاء.
ولفت الوزير الى أن المغرب اعتمد رؤية استراتيجية في قطاع الفوسفاط خَصَّها بما يقرب من 200 مليار درهم، بهدف تعزيز الوضع الريادي للمملكة في هذا المجال على نطاق عالمي.
وبحسب رباح، تمتد هذه القدرة أيضا إلى قطاعات تعدين أخرى، في وقت يعمل فيه المغرب على إرساء وتأهيل ترسانة قانونية بأكملها عن طريق رَفْدِها بأحدث المستجدات إقرارا لطريقة اشتغال عملية أكثر كفاءة، لافتا الى أن هذه المقاربة تستند إلى عدة أعمدة، بما في ذلك خفض تكاليف الإنتاج وزيادة قدرات التعدين وإنتاج المواد الكيميائية.
واضاف الوزير ان المغرب كان حاضرا بقوة في اجتماع غرب افريقيا للتعدين في واغادوغو بوفد كبير من الخبراء رفيعي المستوى في هذا القطاع.
وضم الوفد المغربي، بالإضافة إلى رباح، كلا من مدير الجيولوجيا، ورئيس قسم الأنشطة التعدينية بوزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، على التوالي كلا من احمد بن الخديم وعبد العالي لفداوي، الى جانب كل من الكاتب العام لفيدرالية الصناعات المعدنية السيد محمد مرتجي، ونائب رئيس الإنتاج التعديني بموقع خريبكة، السيد عبد الكريم رمزي، ومديري الاستكشافات الدولية، محمد غرابي وعبد الحفيظ ميري، ومهندسان بالمكتب الوطني للهيدروكربونات والمناجم، عبد الرزاق حمزاوي ورشيد حاكو.
وأضاف الرباح أن هذا الاجتماع أتاح للوفد المغربي فرصة اللقاء مع وزراء ومستثمرين وأرباب مقاولات إفريقية لديهم اهتمام بتجربة المغرب وخبرته في قطاع التعدين، والذين أعربوا عن أملهم ورغبتهم في المجيء إلى المملكة للوقوف عن قرب، على التطور الذي عرفه هذا القطاع، وللتعرف على مناخ الأعمال الملائم والفرص المتاحة لها في هذا المجال”.
وترأس الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة لأسبوع الأنشطة التعدينية بغرب إفريقيا (ساماو 2018)، التي افتتحت أشغالها أمس في العاصمة البوركينابية، رئيس وزراء بوركينا فاسو بول كابا تيبا، بحضور عدد من وزراء الطاقة والمعادن الأفارقة، والذين يمثلون على الخصوص ليبيريا والنيجر والتشاد وتوغو وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى المفوض المكلف بالقطاع عن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو).
وتابع رباح أن (ساماو 2018) يمثل حدثا مهما بحيث يجمع أيضا بين الوزراء وصانعي القرار والمستثمرين والخبراء وفاعلي المجتمع المدني من هذه المنطقة ومن القارة لمناقشة القطاع والسبل الممكنة للنهوض به وتعزيزه.
ولفت إلى أنه في الوقت الحالي، “أصبحنا نشهد تحولا جذريا في قطاع التعدين، ذلك أن إفريقيا دشنت مرحلة الانتقال من نمط استغلال الخام إلى نهج ذكي ومبتكر في هذا المجال مع خلق مزيد من فرص العمل والاستثمار”.
وأشار رباح إلى أن شعار الدورة الثالثة لهذه التظاهرة يمثل إطارا يسمح بإطلاق تفكير وبدء نقاش عالمي حول الإمكانيات والمناهج التي يمكن اعتمادها من أجل الاستفادة من قطاع التعدين وعائداته، فضلا عن ضمان التنمية المستدامة لفائدة للمجتمعات المحلية، لاسيما من حيث خلق فرص العمل، والأنشطة الملحقة المذرة للدخل، وتحسين الظروف المعيشية للسكان الأصليين بصورة جوهرية.
ونظم أسبوع الأنشطة التعدينية بغرب إفريقيا 2018، تحت شعار “استغلال الموارد المعدنية في أفريقيا: أية استراتيجيات تجعل منها محركا للنمو والتنمية المستدامة؟”.
وقال السيد رباح إن هذا الأسبوع يمثل أيضا فرصة لممثلي الدول المشاركة لتقديم وعرض تجاربهم وخبراتهم في قطاع التعدين على المستوى القانوني، من حيث قوانينه وتسهيلاته وفوائد الاستغلال والتنقيب التعديني، إضافة إلى الشراكات المحتملة بين القطاعين العام والخاص.
وتابع أن الأمر يتعلق أيضا بنقاش مثمرة وواعد، خاصة في ما يتعلق بالاستغلال المعدني وقطاعات المناولة المرتبطة بهذا القطاع، والتي يمكنها مساعدة الساكنة المحلية على أكثر من صعيد.
ويهدف أسبوع الأنشطة التعدينية بغرب إفريقيا، الذي كان المغرب ضيف شرف دورته الثانية التي كانت احتضنتها واغادوغو في شتنبر 2017، إلى توفير فرص الأعمال للفاعلين في القطاعين العام والخاص، وجذب المستثمرين لدعم النمو في مجال التعدين واستغلال المناجم ودعم التنمية المستدامة في هذه القطاعات.