اليوم العالمي للسياحة 2018: “السياحة والتحو ل الرقمي” شعار يبرز مساهمة التكنولوجيا الرقمية في النهوض بقطاع السياحة والتنمية المستدامة

0

من الواضح أن للرقمنة قوة جذب لا تقاوم ، لا يكاد ينفك قطاع من جاذبيتها . فبعد الملاحة الجوية والسيارات وفروع اقتصادية أخرى، يبدو أن السياحة في طريق تحقيق تحولها الرقمي .

“السياحة والتحول الرقمي” ، هو الشعار الذي اختارته منظمة السياحة العالمية هذا العام للاحتفاء باليوم العالمي للسياحة، وذلك من أجل تحسيس الرأي العام ومهنيي القطاع، بمساهمة السياحة الفعلية والمحتملة في التنمية المستدامة . وترى هذه المؤسسة الأممية المعنية بتعزيز السياحة، أنه من الضروري فهم واستيعاب الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المتنامية للتكنولوجيا والابتكار على قطاع السياحة للحفاظ على نموه بشكل مستمر وشامل، انسجاما مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

وفي هذا السياق، قال الأمين العام للمنظمة زوراب بولوليكاشفيلي في رسالة نشرت بالمناسبة ، إن ” السياحة التي تستند إلى الابتكار والتقدم الرقمي، تتاح أمامها فرص أكبر للتطور الشامل وتحقيق الاكتفاء الذاتي للسكان المحليين وترشيد الموارد “.

ومن جانبه ، دعا الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتريس، بمناسبة هذا اليوم الذي يوافق 27 شتنبر، الدول إلى ” دعم التكنولوجيا الرقمية كقطاع قادر على تحويل أساليبنا في السفر، وتقليص الأعباء البيئية للسياحة، وتعميم فائدتها على البشرية”.

ونتيجة لذلك ، فإن الاحتفالات الرسمية بهذا اليوم ، التي ستقام في بودابست بالمجر، ستسلط الضوء على أهمية التقنيات الرقمية في مجال السياحة، وحوافز الابتكار في هذا القطاع ، الذي يعد من بين القطاعات الأكثر حساسية للتطور التكنولوجي والتغيرات في الاستخدامات.

كما ستجري مناقشة طرق إطلاق وتحرير إمكانيات السياحة من خلال الابتكار، وتعزيز النظم الإيكولوجية لريادة الأعمال، لضمان استمرار تنافسية القطاع والإبقاء عليه محركا مستداما للنمو .

وسيشكل هذا اليوم أيض ا، فرصة لمناقشة الإمكانيات التي يوفرها التقدم التكنولوجي، خاصة البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية في قطاع السياحة.

وباعتبارها جزء من القطاعات الاقتصادية العالمية الكبرى العابرة عبر أنحاء العالم ، تشهد السياحة اليوم ثورتها الرقمية نتيجة لتغير العادات، وخاصة تحت ضغط زبناء متطلبين بشكل متزايد ودائمي البحث عن خدمات مبتك رة ومبتك رة.

إذا كان التقدم الرقمي، قد غي ر بالنسبة للمواطن العادي، طريقته في التواصل والاستعلام، فإن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وفرت بالنسبة للمهنيين في قطاع السياحة أدوات أساسية وقوية لا غنى عنها في الإدارة واللوجستيك والتوزيع والتسويق. بل أحدثت أشكالا جديدة في السياحة تتطلب جهدا متواصلا للملاءمة من قبل الفاعلين، فأصبحنا اليوم نتحدث عن السياحة الإلكترونية (السياحة والإنترنت) ، والسياحة المتنقلة (السياحة المتنقلة عبر الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية) ، والسياحة الاجتماعية (استخدام الشبكات الاجتماعية للسياحة).

لم يترك التطور الرقمي مجالا للخيار أمام المهنيين في القطاع، سوى الاستثمار في التقنيات الرقمية التي من شأنها أن تساهم في خلق بيئة مواتية للابتكار وريادة الأعمال في مجال السياحة.

وبرأي الأمين العام للأمم المتحدة ، هذه العوامل أعطت زخما إيجابيا للمجتمعات والاقتصادات في جميع أنحاء العالم، وساعدت على بناء روابط عالمية، بل ساعدت على تمكين أكثر الفئات ضعفا، وأصبحت حليفا لا غنى عنه لتحقيق التنمية المستدامة.

واعتبر الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أن الحجم الهائل للسياحة العالمية، وأثره على العديد من القطاعات الأخرى ، وكذا على جميع أهداف التنمية المستدامة، يجعلها تحتل الرتبة الأولى من حيث المسؤولية الاجتماعية التي تسير جنبا إلى جنب مع الابتكار على جميع المستويات.

إن ظهور تكنولوجيات جديدة متعلقة بالسياحة أحدثت بلا ريب ثورة في طريقة السفر وعيش التجربة السياحية، لكنها ساهمت بشكل أساسي في تطور هذا النشاط.

اليوم ، يمثل قطاع السياحة ما يقرب من 10 في المائة من الناتج الخام العالمي، ونحو وظيفة واحدة من كل عشرة. لذلك فإن الرهان الكبير هو تعزيز وسائل ديمومة هذه الديناميكية المواتية للجميع، والتي تعد التكنولوجيات الرقمية، بالتأكيد، جزء منها.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.