وأشار، خلال هذه الملتقيات المنعقدة تحت شعار: “إعادة بناء الثقة من أجل عالم موحد وتعددي”، إلى أن الاستثناء المغربي “يعمل على زرع وتعزيز السلام على الساحة الدولية من أجل خير الإنسان والإنسانية”.
وتابع أن هذا الاستثناء هو نتيجة “لتاريخنا العريق ونظامنا الملكي الذي يشكل أساس هويتنا وتنوعنا الثقافي والذي يجمع بحكمة كل المغاربة حول قيم التعايش وقبول الآخر”.
وأشار إلى أن المغرب “يعمل كحصن ضد كل أشكال الظلامية والتطرف والإرهاب والانفصال من خلال وضع مفهوم المشروع في مواجهة أيديولوجيات الرفض، ومن خلال تعزيز التنوع في مواجهة الخصومات وتعزيز روح الوئام بدل الشقاق“. بالنسبة لرئيس الجامعة الأورومتوسطية بفاس، فإنه “في أصعب الأوقات، مثل تلك التي يمر بها العالم اليوم، يكتسب صوت العقل والوسطية الذي يميز المملكة معناه الكامل”. وأضاف أن المغرب والمغاربة “تجمعهم، في سلام، قيم العيش المشترك”.
كما أكد السيد بوسمينة على أهمية التدشين الرسمي، بمناسبة هذه الملتقيات لكرسي تحالف الحضارات داخل هذه الجامعة، والذي تم إحداثه بالشراكة مع الأمم المتحدة. من جانبه، أشار والي جهة فاس مكناس، عامل عمالة فاس، معاذ الجامعي، إلى أن تنظيم هذه اللقاءات يعد مبادرة “تذكر بالتراث الزاهر” للعاصمة الروحية للمملكة، مضيفا أن هذه المدينة الألفية “جسدت على مدى قرون مثل التعددية والتسامح والتعايش السلمي”.
وقال، اليوم، “إن هذا التقليد الإنساني يتم تخليده بفضل الجامعة الأورومتوسطية”، مبرزا أن مدينة فاس، باعتبارها أرض الحوار والتعايش الثقافي والروحي، “تتطلع إلى الاستمرار في كونها رمزا للوساطة والتسامح وفقا للرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
وأشار إلى أن موضوع هذا الاجتماع رفيع المستوى “يندرج في إطار طموح نبيل في مواجهة عالم يتسم بالأزمات متعددة الأبعاد و اللايقين المتزايد” و”يعكس الحاجة الملحة لاستعادة الثقة في المستقبل واستعادة أسس تعاون متناغم بين الأمم” .
كما أشاد الوالي بالتدشين الرسمي لكرسي تحالف الحضارات داخل هذه الجامعة، مؤكدا أن المبادرة “تعكس التزام المغرب بإشعاع قيم التعايش السلمي بين الأمم”.
وتميز حفل افتتاح هذا الحدث بتدشين كرسي الحضارات بحضور الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، ميغيل أنخيل موراتينوس، وتقديم جوائز المؤسسة المتوسطية وكذلك بإحياء حفل موسيقي مستوحى من التراث الروحي للديانات السماوية الثلاث.
وستتناول هذه الملتقيات التي تتواصل غدا السبت بمشاركة شخصيات دولية بارزة، عدة مجالات تتعلق بالسلام والهجرة والتعاون الدولي والشفافية والمسؤولية والثقة والدبلوماسية الوقائية والتعاون الدولي وكذلك الذكاء الاصطناعي.
وبحسب المنظمين، فإن هذه الاجتماعات التي تروم تعزيز الحوار، بهدف بناء حلول مشتركة للمشاكل العالمية مثل تأثيرات الذكاء الاصطناعي على صحة ودقة المعلومات، والظواهر المناخية المتطرفة أو حتى الهجرة القسرية تحت ضغط العوامل المختلفة.
الحدث:ماب