ويهدف هذا المنتدى، الذي ينعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي تنظمه المجموعة الإعلامية “ماروك ديبلوماتيك” (Maroc Diplomatique )، على مدى يومين، إلى أن يكون ملتقى للتبادل والتفكير بين شخصيات بارزة من عوالم الدبلوماسية والاقتصاد والثقافة. وفي كلمتها بهذه المناسبة، أشارت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، إلى أن المملكة شهدت خلال 25 سنة تغيرات عميقة، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الدبلوماسي، جاعلة بذلك المواطن في صلب أولويات الرؤية الملكية، حيث تجتمع التنمية البشرية مع الابتكار والعدالة الاجتماعية والاستدامة.
وأضافت أنه على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، تم اتخاذ العديد من الإجراءات، مع تحقيق كثير من النجاحات، مشيرة إلى البنية التحتية الحديثة، ومن بينها ميناء الداخلة الأطلسي والطريق السريع تيزنيت-الداخلة، مما يضمن مواصلات بشكل سلس بالأسواق الدولية.
وفي معرض تطرقها إلى النموذج التنموي الجديد الذي أطلقه جلالة الملك سنة 2015، أشارت السيدة السغروشني، إلى أن هذا المشروع يهدف إلى إعادة التفكير في الأولويات الوطنية وإطلاق دينامية النمو المستدام والشامل.
من جانبها، أكدت كاتبة الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المكلفة بالصيد البحري، السيدة زكية الدريوش، أن سياسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس تجاه الأقاليم الجنوبية للمملكة تتميز بمقاربة مندمجة ومتعدد القطاعات. كما أشارت السيدة الدريوش، إلى أنه في 2015، استفادت هذه الأقاليم من برنامج واسع للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويتعلق الأمر ب”النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية”، مبرزة أنه تم ضخ استثمارات كبيرة في البنية التحتية للموانئ، منها تشييد ميناء الداخلة الأطلسي، حيث خصص له حوالي 10 ملايير درهم والذي من المقرر الانتهاء من أشغاله سنة 2028.
كما أكدت على العلاقات الممتدة منذ قرون بين المغرب والبلدان الإفريقية، في إطار الشراكة جنوب – جنوب، وفقا للرؤية الملكية الرامية إلى دعم التنمية المستدامة والشاملة بإفريقيا.
وأضافت أنه تم إبرام العديد من اتفاقيات التعاون بين المغرب وأزيد من 18 دولة بالقارة الإفريقية، تسمح بتنظيم التكوين وتبادل الخبرات والتجارب، مشيرة إلى أنه تم إنجاز خمس بنيات تحتية للتفريغ والتسويق بقطاع الصيد التقليدي في أربعة بلدان (السنغال وكوت ديفوار والغابون وغينيا).
من جانبها، أكدت سعاد المكاوي المديرة العامة لـ”ماروك ديبلوماتيك””، وأحد مؤسسي المجموعة الإعلامية، أن الدورة الرابعة للمنتدى السنوي “المغرب الدبلوماسي- الصحراء” ترتكز على موضوع فرض نفسه بشكل بديهي بخصوص محطتين هامتين: السنوات الخمس والعشرين الأولى من عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والسنوات العشر من التحولات العميقة التي شهدتها الأقاليم الجنوبية. وفي هذا الصدد، أشارت السيدة المكاوي إلى أن جلالة الملك، منذ اعتلائه العرش، ما فتئ يرسم معالم طريق طموح وشامل، يقوم على ركائز متينة، وهي كرامة المغاربة، والوحدة الترابية، والاشعاع القاري والدولي.
وأشارت إلى أن المغرب، بقيادة جلالة الملك، شهد تحولات بفضل هيكلة المشاريع التي أعادت رسم معالمه الاقتصادية والاجتماعية، مبرزة في هذا الصدد البنيات التحتية الحديثة، كالطرق السيارة والموانئ وخطوط السكك الحديدية فائقة السرعة، التي ربطت المغرب بالطرق الكبرى للتجارة العالمية.
ويتضمن برنامج هذا المنتدى جلسات نقاش تركز بشكل خاص على ” المشاريع الكبرى والأوراش الملكية: تحول في العمق”، “إشعاع المغرب على الساحة الدولية”، و “التعاون جنوب جنوب ودور الأقاليم الجنوبية”، و “المغرب الأطلسي والبعد الإفريقي” و”الانفتاح الدبلوماسي الكبير للمغرب أو رؤية ملك”.
ويعد منتدى “المغرب الدبلوماسي-الصحراء”، حسب منظميه، رؤية للمستقبل ترمز إلى مغرب حديث ومدمج ومزهر، حيث يتقاطع الاقتصاد بالثقافة للمضي قدما نحو مستقبل واعد. وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى، على الخصوص، بحضور والي جهة الداخلة وادي الذهب، عامل إقليم وادي الذهب، علي خليل، والسفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، إلى جانب عدد من المنتخبين وسفراء أفارقة بالمغرب وكذا القناصل العامين المعتمدين في الداخلة والعيون.