بشفافية تامة، قلب هذا الوجه البارز في السينما العالمية صفحات من كتاب سيرته اللامعة أمام جمهور مأخوذ استعاد معه بداياته في الوسط السينمائي وتطلعاته والتحديات التي تواجهها الصناعة السينمائية.
وعبر شون بين عن تقديره للتكريم الذي حظي به في مهرجان مراكش والطريقة الراقية التي يكرم بها هذا الحدث الكبير الأعلام البارزون في السينما العالمية.
منحدرا من أسرة فنية، كان هذا الممثل الحائز على الأوسكار مرتين متعودا على استوديوهات التصوير. لكن، بعيدا عن أي حلم بامتهان الفن، اتجه الشغف الأول لشون بين إلى القانون الجنائي، متطلعا إلى ممارسة المهنة في ردهات المحاكم. يقول متندرا على مساره الدراسي: “كنت أقرأ كتب محامين مشهورين، غير أني أهملت ست مواد أساسية للحصول على شهادة الثانوية”.
دون أن يتصور مستقبلا أمام الكاميرا أو خلفها، بدأ شون في التمثيل، والاستكشاف. قادته تجاربه الأولى إلى نيويورك ثم برودواي، حيث فتح له دوره الأول باب السينما.
وعن أسلوبه في التحضير لأدواره، أو ما يطلق عليه البعض “منهج شون بين”، تحدث النجم الأمريكي عن مرحلة تعلمه داخل فرقة مسرحية بلوس أنجلس، حيث تتضافر التمارين مع الدروس المكثفة والعمل في الكواليس. يقول: “تعلمت كيف أبني شخصية، وأحلل سيناريو. تطلب ذلك مني الكثير، لأنني لم أكن أملك موهبة فطرية” كاشفا أنه تأثر كثيرا بمدرسة ستراسبيرغ ومنهج ستانيسلافسكي.
وعرج شون بين على جانب غير معروف في مهنته، ويتعلق بالعلاقة بين الابداع والتجارب الشخصية. “أحيانا، يصلك سيناريو جيد، غير أن القضايا المطروحة لا تتسق مع ما تعيشه”. عاد في هذا السياق الى دوره كأب مكلوم بمقتل ابنته، ومصمم على الانتقام في “النهر الغامض” (2003)، الذي أخرجه كلينت إستوود، والذي حصل من خلاله على جائزته الأولى للأوسكار، مبرزا وقع الشخصيات على تجربة الممثل.
بالنسبة له، عمل الممثل يظل واجهة للاستكشاف الانساني والفني. وقال في هذا الشأن “كممثل ومخرج، أبحث عن مشاريع تطرح قضايا لم أجد لها جوابا بعد”.
يذكر أن شون بين، الحاصل على جائزتي أوسكار، أضحى أيقونة أمريكية عبر أكثر من أربعة عقود من الفن السينمائي. ورشح 5 مرات لأوسكار أفضل ممثل. وموازاة مع مشواره الفني في التمثيل، أثبت هذا النجم نفسه كمخرج سينمائي، حيث تشمل فيلموغرافيته مجموعة من الأعمال السينمائية الشهيرة مثل “إلى البرية”، و”يوم العلم”، و”الوعد”، و”حارس المعبر” وفيلمه الأول “العداء الهندي”.
الحدث:ماب