وتميزت هذه المباراة، التي عرفت حضور جماهير غفيرة لمساندة أسود الأطلس، بإجراء الناخب الوطني، وليد الركراكي، تغييرات طفيفة على التشكيل الوطني، من خلال الدفع بالوافدين الجديدين جمال حركاس ويوسف بلعمري منذ البداية في خط الدفاع.
بدوره اعتمد مدرب منتخب إفريقيا الوسطى، السويسري راوول سافوي، على تشكيلة يغلب عليها عنصر الخبرة كما هو الحال بالنسبة لمهاجم فريق ميتز الفرنسي (دوري الدرجة الثانية)، لويس مافوتا، ومتوسط ميدان مارسيليا الفرنسي جيوفري كاندوكبيا.
ومع بداية المباراة، أكدت العناصر الوطنية نواياها الهجومية من خلال السيطرة الكاملة على وسط الميدان وتنويع حملاتها عن طريق الأجنحة والاختراق عبر العمق، وكانت أول محاولة حقيقية للتسجيل في حدود الدقيقة الخامسة كان بطلها العميد أشرف حكيمي الذي اخترق منطقة جزاء الخصم وسدد ضربة أخطأت المرمى.
وتوالت محاولات المنتخب المغربي لفك شيفرة الدفاع المتأخر الذي اعتمده منتخب إفريقيا الوسطى، حيث سنحت للاعبين عددا كبيرا من محاولات التسجيل.
وأعطى الضغط الهجومي المغربي أكله في الدقيقة الـ18 بعد توغل حكيمي في منطقة جزاء الخصم وتمريره الكرة لسفيان رحيمي الذي سددها تجاه دومينيك يوفيغان، غير أنه صدها لترتد نحو الزلزولي الذي أسكنها في الشباك، معلنا عن افتتاح التسجيل للأسود.
وفي الدقيقة الـ 32 من المباراة تعرض حارس عرين الأسود ياسين بونو للإصابة ليغادر الملعب تحت تشجيعات زملائه وتصفيقات الجماهير، تاركا مكانه لمنير الكجوي الذي دخل سريعا في أجواء المباراة بعد تصديه لانفراد صريح لمهاجم المنتخب الخصم وأنقذ المنتخب الوطني من هدف محقق.
وتواصل الاندفاع الهجومي لأشبال وليد الركراكي، حيث مرر بن الصغير الكرة بعد فاصل مهاري في الجهة اليسرى لزميله بلعمري الذي هيأها لعز الدين أوناحي الذي سددها بدوره لتسكن شباك منتخب إفريقيا الوسطى، معلنا الهدف الثاني في الدقيقة 38 من عمر المباراة.
دقائق بعد ذلك، وعلى إثر تمريرة حاسمة من عز الدين أوناحي إلى عميد الأسود حكيمي، تمكن هذا الأخير من تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 45، قبل أن يعود أوناحي إلى زيارة مرمى دومينيك يوسوفيغان بعد مرور دقيقتين ويطلق تسديدة محكمة رفع بها رصيد أهدافه الدولية إلى سبعة.
ومع انطلاق الجولة الثانية، كان على عناصر المنتخب الوطني تدبير الأسبقية المريحة في نتيجة المباراة مع توقع اندفاع هجومي لمنتخب إفريقيا الوسطى، وهو ما حدث بحيت استطاع الأسود التعامل بذكاء مع الضغط العالي الذي حاول منتخب إفريقيا الوسطى فرضه عليهم، وتصدى خط الدفاع والحارس للعديد من المحاولات الخطيرة.
لكن سرعان ما استعاد المنتخب الوطني زمام المبادرة وتحول للضغط بمنطقة دفاع الضيوف، وهو ما كلله بهدف خامس من نقطة الجزاء عبر سفيان الرحيمي في الدقيقة 71 بعدما حصل عبد الصمد الزلزولي على ضربة جزاء في محاولته اختراق منطقة الفريق الخصم.
وفي مباراة أخرى عن المجموعة ذاتها، تعادل منتخب الغابون، أمس الجمعة، مع منتخب ليسوتو بنتيجة صفر لمثله. ومن المنتظر أن يواجه المنتخب المغربي نظيره لإفريقيا الوسطى في مباراة ثانية برسم الجولة الرابعة، يوم الثلاثاء المقبل، على أرضية الملعب الشرفي بوجدة.
وعقب هذه النتيجة، رفع المنتخب المغربي رصيده إلى تسع نقاط في المركز الأول، متبوعا بمنتخب الغابون في المركز الثاني بأربع نقاط، ثم منتخب إفريقيا الوسطى ثالثا بثلاث نقاط، فمنتخب ليسوتو في المركز الرابع بنقطة واحدة.