الجمع بين رياضة القنص والترويج للسياحة يقود مقاولة مغربية لحضور معرض “كتارا” الدولي للصيد والصقور في الدوحة

0

زهور السايح: على مدى خمسة أيام تواصل بالحي الثقافي (كتارا) في قلب الدوحة، برنامج الدورة الثانية من المعرض الدولي للصيد والصقور “سهيل 2018″، بحضور حوالي 150 مقاولة عربية وأجنبية متخصصة في إنتاج وتسويق أسلحة الصيد ومسلتزمات القنص والصقور ومعدات التخييم وتنظيم الرحلات، من بينها مقاولة مغربية متخصصة في تنظيم رحلات ودورات للصيد والقنص.

يقول مدير هذه المقاولة، زياد عبد الرحيم، الذي حضر لأول مرة هذا المعرض للترويج لعمل مقاولته ومحاولة اجتذاب مزيد من الزبائن المولعين بسياحة الجبل ومناطق التجوال المليئة بالخضرة، إنها كانت فكرة مبدعة أن يتضمن الترويج للسياحة بخدماتها التقليدية المتعارف عليها، خدمة تنظيم رحلات صيد، بل أن يكون ضمن أهم خدماتها ت خ ص ص تنفيذ هذه الخدمة باحترافية في الأداء والتجهيزات.

ولفت الفاعل السياحي المغربي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، الى أن معرض “سهيل 2018” يمثل بالنسبة لمجال اشتغاله فرصة لتوسيع دائرة زبائنه من بلدان الخليج، وخاصة في قطر؛ حيث تمثل رياضة القنص موروثا ثقافيا، وحاجة متأصلة لدى القطريين، تجمع لديهم بين حس الترفيه ورغبة في الاشتغال على الذات، وبناء وتطوير قدراتها على الصبر ودقة الملاحظة والتركيز والاستهداف، فضلا عما تتيحه هذه الرياضة من إمكانات الانطلاق في أحضان الطبيعة واغتنام فرص التلذذ بجمالياتها لأطول وقت ممكن.

يحكي عبد الرحيم، كيف استطاع بحس رجل الأعمال، أن يعرض على مستثمر مغربي فكرة هذا العمل القائم على الربط الشرطي بين رياضة، تمارسها نخبة خاصة، والاستثمار في السياحة، مشيرا الى أن السياحة وفقا لهذا المفهوم تصبح ذات أبعاد موضوعاتية، يمكن لمن يرغب الانطلاق في غمارها، الاختيار من بين تخصصاتها، لبناء مهاراته المهنية والتأسيس لما قد يصبح مرجعا بالنسبة للآخرين، وهو ما تطمح هذه المقاولة لبلوغه على الصعيد الوطني، وما يرى أنها استطاعت أن تحققه في ظرف وجيز.

كانت بالفعل فكرة مبدعة، يضيف مدير المقاولة المغربية، ثم تبلورت الى تصور فخطة عمل، فبنية وأدوات إنجاز أولية ومشروع ترويجي للترفيه السياحي والرياضي معا، لتنتقل بعد أقل من أربع سنوات الى التأسيس لفندق سياحي من خمس نجوم وحيازة عن طريق الكراء، لثلاث محميات موجهة لخدمة القنص السياحي، تمتد على مساحة 5000 هكتار، تشمل محمية بنواحي بنسليمان ما بين الدار البيضاء والرباط (بمساحة 2500 هكتار) ومحمية بافران (1500 هكتارا) ومحمية بمكناس (1000 هكتار)، موضحا أن اكتراء هذه المحميات يتم وفق تعاقد يتجدد كل خمس سنوات مع المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، ويتضمن الامتثال لدفتر تحملات دقيقة.

وأضاف أن دفتر التحملات يلزم المشرف على هذه المحميات السهر على ضمان حماية كاملة لتنوع المنظومة البيئية، وحماية فائقة للأنواع المهددة بالانقراض، والامتثال للكميات المسموح بصيدها، وانجاز تهيئة سنوية للمواقع الموجودة تحت تصرفه من حيث التشجير وحفر الآبار وإصلاح المسالك، علما أنه ملزم بأن لا ينسى، وهو في خضم تدبيره للشق الاستثماري من المشروع، أنه يضطلع بدور الوسيط، المفترض ان يكون معنيا بحماية الموارد المتوفرة، بل وأن يساهم في تكاثرها بنفس القدر الذي يهتم فيه بتنمية عوائده الاستثمارية، لأن أي تقصير، على هذا الصعيد، من شأنه بالنتيجة أن يؤثر بشكل سلبي على الروح الاستثمارية للمشروع وينزع عنها طابع الاستدامة.

وتجري، بحسب هذا الفاعل المهني، مواسم الصيد، التي تكون محور استقطاب لهواة القنص على الصعيدين الوطني والدولي، في موسمين أحدهما يبدأ من عاشر أكتوبر ويستمر الى آخر مارس، ويكون مخصصا لصيد الحجل والسمان والأرانب والبط والخنزير البري، والثاني يخصص ما بين شهر يوليوز وغشت من كل سنة لصيد الحمام بالدرجة الأولى.

ويعتبر زياد عبد الرحيم أن مشاركته في معرض “كتارا” الدولي للصيد والصقور، كانت فرصة تعرف فيها عن قرب على المستجدات المتصلة بممارسة القنص السياحي على مستوى التقنيات والأفكار والتوجه العام للسوق وانتظارته، خصوصا في منطقة الخليج، وتمكن خلالها، في المقابل، من عرض منتوجات المقاولة التي يديرها، وربط الاتصال بعدد من الزبائن المحتملين، لكن أهم قطاف لتجربة مشاركته في هذا المعرض، والتي قد تكون موضوع استثمار مستقبلي، اذا حظيت بالقبول لدى مؤسسي المقاولة، هو التفكير بجدية في احداث مشروع متطور في المغرب لتربية طائر الحبارى، الذي يلقى اهتماما واسعا في المنطقة العربية. وبحسب المنظمين، يعتبر معرض “كتارا الدولي للصيد والصقور”، الذي امتد على مساحة 10 آلاف متر مربع، محطة لتبادل الخبرات وعقد الصفقات بين الشركات المتخصصة في مجال الصقور والصيد وأسلحته ومستلزماته وتجهيزاته،”وفرصة لسبر أغوار هواية تراثية عريقة”، والترويج لما يماثلها أو يرافقها من هوايات كالرماية ورحلات البر والصحراء والبادية. وتضمن برنامج المعرض، الذي انتظمت فعالياته ما بين رابع وثامن شتنبر الجاري، وقال منظموه إنه استقطب 116 الفا و400 زائر، أنشطة عدة، من بينها؛ استعراض الحرف التقليدية المرتبطة بالصيد مثل صناعة البرقع الخاص بالصقور، الى جانب الحفر والرسم على الأسلحة، وحياكة القفازات الجلدية التي يستخدمها القناصون، لكن الفقرة التي كانت أكثر تتبعا من قبل الفاعلين بهذا القطاع والزوار أيضا؛ هو المزاد الذي كان يقام يوميا لتقييم وتسويق أفخر أنواع الصقور، والذي كانت تصل مبالغ الصفقات المبرمة فيه الى أرقام جد مهمة وأحيانا غير متوقعة تبدأ كحد أدنى من 100 الف ريال قطري (27 الفا و465 دولارا).

وتجدر الإشارة الى أنه تم تسجيل ممارسة رياضة “الصقارة” (الصيد بواسطة الصقور كموروث ثقافي) ضمن القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية لدى منظمة (اليونسكو) في 2010، بعدما كانت تقدمت 12 دولة عربية وأجنبية بملف في الموضوع، وذلك في سياق توجه عام أيضا من قبل هؤلاء المهتمين لإضفاء المشروعية على هذه الهواية، وفقا لمبدإ الصيد المستدام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.