وبحسب بلاغ للمنظمين، فإن هذا المعرض الضخم، الذي سيكون متاحا للجمهور من 2 نونبر 2024 إلى 8 مارس 2025، سيأخذ الزوار في رحلة تستكشف تراث المغرب، وتستعرض القوى التي شكلت الهوية الفريدة للمملكة.
ويضم المعرض، المنظم في إطار العام الثقافي قطر-المغرب 2024، مقتنيات تزيد على الـ 200، تشمل قطعا أثرية، ومخطوطات، وآلات، ومجوهرات، وصورا فوتوغرافية، تروي جميعها قصة متعددة الأوجه عن تاريخ المملكة، ومجتمعها، وتعبيراتها الفنية، وتبرز دورها الفعال في تنشيط ثقافات البلد.
كما يحتوي معرض “روائع الأطلس” على مجموعة من القطع المعارة، التي لم تعرض سابقا في قطر، من مختلف المؤسسات المغربية، مثل المؤسسة الوطنية للمتاحف، والمكتبة الوطنية بالرباط.
وأبرز المصدر ذاته أنه سيتم أيضا عرض مجموعة من الأعمال لم تشاهد من قبل، من مجموعات متاحف قطر، ومتحف الفن الإسلامي، ومتحف لوسيل المستقبلي، مشيرا إلى أن الدكتورة منية شخاب أبو دية، نائبة مدير المتحف للشؤون المتحفية في متحف الفن الإسلامي ستكون أمينة هذا المعرض.
وبهذه المناسبة، نقل البلاغ عن رئيسة مبادرة الأعوام الثقافية ورئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، قولها “نحن محظوظون للغاية بشراكتنا مع مؤسسات من جميع أنحاء المغرب في إطار العام الثقافي قطر-المغرب 2024”.
وقالت في هذا الصدد، “سيعزز ذلك إمكانيات القطريين والمقيمين في بلورة رؤية دقيقة عن التقاليد الإسلامية العظيمة لجيراننا في شمال إفريقيا”، مضيفة أن “الالتزام المشترك بتوسيع المعارف والاكتشافات العلمية والتميز الفني قد هي أ أرضية خصبة للبرنامج الغني لهذا العام الثقافي”.
وبحسب البلاغ، فإن مبادرة الأعوام الثقافية تروم تنظيم شراكات ثقافية طويلة الأمد بين قطر والدول الشريكة، سعيا منها لتعزيز الاحترام وتعميق التفاهم بين الثقافات المتنوعة، وتحفيز الشعوب على الاتحاد معا.
من جهتها، قالت مديرة متحف الفن الإسلامي، السيدة شيخة ناصر النصر: “لا أجد أفضل من متحف الفن الإسلامي لاحتضان هذا المعرض الرائع، لكونه مكرسا لحفظ الثقافات الإسلامية حول العالم وعرضها ونشرها”، مبرزة أنه “أثناء التخطيط لهذا المعرض، كنا نسعى إلى تسليط الضوء على الهوية الثقافية المغربية ذات الطبقات المتداخلة، لنتيح للزوار فرصة استكشاف تراث البلد الغني”.
وأضافت أن “هذا المعرض يأتي ليكون جسرا يربط الماضي بالحاضر، ويدعو الجمهور إلى الانغماس في الجمال الخالد للثقافة المغربية وإرثها العالمي الدائم”.
وسيتمحور معرض “روائع الأطلس” حول خمسة أقسام، يتطرق كل منها إلى موضوع معين، مستعرضا ثقافات المغرب المتنوعة والمترابطة فيما بينها، وأثرها الدائم على الحياة المعاصرة.
وتشمل هذه الأقسام “وجوه المغرب: الطبيعة والمجتمع”، وهو عبارة عن معرض تعريفي يقدم للزوار مجموعة آسرة من الصور الفوتوغرافية بعدسة كل من برونو باربي، وإيرفينغ بن، وللا الصعيدي، وموس المرابط، ومنير راجي، تجسد مظاهر التنوع البيئي والسكان المعاصرين بالمغرب، وتقدم أيضا لمحة عن الحياة اليومية للمجتمعات العربية والأمازيغية والتضاريس التي يتنقلون عبرها.
ويسافر قسم “روح المغرب: ملوك، أولياء ومفكرون” في رحلة عبر تاريخ السلالة الحاكمة بالمغرب، التي غرست بذور المعرفة في العلوم الدينية، وساهمت في التقدم العلمي في مدينتي فاس ومراكش، وهما المركزان الرئيسيان لطلب العلم. ويبر ز هذا القسم كيف مه د حكام المغرب، الذين يعود نسبهم مباشرة إلى نسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الطريق لمواصلة مسيرة البحث العلمي في الفلك والرياضيات والطب وغيرها من المجالات.
كما سيركز القسم بشكل خاص على التطرق إلى مؤسسات التعليم العالي، مثل جامعة القرويين الشهيرة، التي تأسست على يد المرأة المسلمة فاطمة الفهرية عام 859، وهي أقدم جامعة في العالم لا تزال مستمر ة في منحها للدرجات العلمية.
ويستكشف قسم “نسيج التقاليد: البراعة اليدوية المغربية”، وهو أكبر قسم في هذا المعرض، الدور المحوري للحرف اليدوية في ثقافات المغرب المتعددة، مستعرضا ازدهار مجموعة من الصناعات التي تناقلتها الأجيال، ترتبط بالجلود، والمنسوجات، والسجاد، والخزف، والمجوهرات، والأعمال الخشبية.
وتعكس الأعمال الخزفية التراث الإسلامي في المغرب، وخاصة الأمازيغي والأندلسي منه، في حين ترسم المنسوجات اليدوية صورة عن البلد باعتباره ملتقى تتقاطع فيه الحضارات، حيث تجتمع فيه لمسات التأثير من إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط تحت مظلة واحدة.
كما يضم هذا القسم أزياء ومجوهرات، لا سيما الملابس التقليدية مثل القفاطين التي ترتديها النساء في الحفلات والمناسبات، وجميعها توض ح كيف حافظ المصممون والحرفيون على أزيائهم التقليدية، وكي فوها مع الاحتياجات المعاصرة. ويستمد هذا القسم فكرة تصميمه من ورشات الحرف والأسواق المغربية، صانعا لزواره تجربة آسرة.
من جهة أخرى، يستعرض قسم “الأصوات المغربية التقليدية”، آلات موسيقية، تعب ر عنها مقتنيات من متحف دار الجامعي بمكناس، والتي تستخدم في إبداعات عديدة من سمفونيات أندلسية للمدن إلى موسيقى كناوة جنوب المغرب. كما ستصاحب القطع المعروضة مقاطع فيديو، تقد م لمحة عن التراث الموسيقي الذي يميز مختلف المناطق.
أما القسم الأخير، فهو بمثابة تكريم لبراعة الحرف المغربية ذات اللمسة العصرية، حيث يضم سبعة أعمال بتكليف من المصمم المغربي نور الدين أمير، تستجيب القطع فيها لمعايير الحرف التقليدية، أضفيت عليها ملامح الابتكار لتصبح أعمالا تجريدية بارزة وجديدة، ستعلق في سقف المعرض، وت صاحبها تركيبات ضوئية تساعد في التعرف على ملمس المنسوجات التقليدية والتقنيات المستخدمة لصناعتها.
وسيكون هذا المعرض مصحوبا بكتاب يحتوي على مقالات قصيرة حول المواضيع التي تطرقت إليها الأقسام الرئيسة. كما سيتضمن صورا ومعلومات مفصلة لكل عمل في المعرض. وست عرض العديد من هذه القطع التابعة لمجموعات متاحف قطر بالمعرض لأول مرة.
وتجدر الإشارة إلى أن مبادرة الأعوام الثقافية تقدم شراكات ثقافية طويلة الأمد بين قطر والدول الأخرى، وتهدف إلى تعزيز الاحترام بين الثقافات المتنوعة وتحفيز الشعوب على الاتحاد وتعزيز الروابط وتشجيع الحوار وتعميق التفاهم.