ويحتل المغرب، الذي يضم في المجموع 32 موقعا يحمل اللواء الأزرق، المرتبة 18 من بين 43 بلدا في النصف الشمالي للكرة الأرضية من حيث عدد المواقع الحاصلة على اللواء الأزرق، وهي علامة إيكولوجية صارمة أحدثتها مؤسسة التربية البيئية، وتم إدخالها من قبل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة سنة 2002 إلى المغرب، البلد العربي الذي يتوفر على أكبر عدد من شارات اللواء الأزرق، والثاني في إفريقيا.
وذكر بلاغ لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، أن الشواطئ الـ 27 الحاصلة على اللواء الأزرق في صيف 2023 تمكنت كلها من الحفاظ على لواءها الأزرق، مما يعكس التزام الأطراف الفاعلة من أجل الحفاظ على المعايير العالية لهذا اللواء طيلة موسم الصيف.
وأوضح المصدر ذاته، أن الأمر يتعلق بشواطئ واد لاو، والصويرة، وأركمان، والحوزية، وسيدي رحال الشطر الرابع، وبوزنيقة، وبا قاسم، والمضيق، والريفيين، وسيدي إفني، والشاطئ البلدي للسعيدية، والمحطة السياحية السعيدية الغربية، والدالية، وأشقار، وبدوزة، وشاطئ آسفي البلدي، والصويرية القديمة، وأكلو، وإمين تورغا، وأم لبوير، وفم الواد، والصخيرات، وسيدي عابد/الجديدة، وشاطئ الأمم، وامتداد شاطئ عين الدياب، الميناء وشرق مارينا سمير.
وأشار البلاغ إلى أن بحيرة أكلمام أزكزا بالمنتزه الوطني لخنيفرة حصلت على اللواء الأزرق، وتعد أول بحيرة جبلية ترفع هذه الشارة بالمغرب. وتعتبر هذه “البحيرة الخضراء” الواقعة بين منحدر طويل وغابة من أشجار أرز الأطلس عمرها مئات السنين، بمثابة لؤلؤة برية في الأطلس المتوسط.
ولمواكبة ارتياد هذا الموقع الشهير بخنيفرة وناحيتها، ارتأت الجماعات الترابية والسلطات المحلية تهيئته، من خلال إنجاز طرق للولوج، ومبان للخدمات، وفضاء للتخييم، ومرافق صحية وغيرها. وهو المشروع الذي دعمته المؤسسة بمنحه شارة اللواء الأزرق.
وأضاف البلاغ أنه بالنسبة لطنجة مارينا باي، رابع مرفأ ترفيهي يرفع اللواء الأزرق، بعد السعيدية عام 2018، وشرق مارينا سمير عام 2022، والحسيمة عام 2023، فإن هذه العلامة البيئية تعد استمرارا طبيعيا لتطوره.
وأصبح “طنجة مارينا باي”، الذي تم افتتاحه سنة 2018 في إطار إعادة تهيئة ميناء طنجة، أكبر ميناء ترفيهي في المملكة، حيث يضم 1400 مكان لرسو اليخوث والمراكب الترفيهية. وقد مكنته مرافقه العصرية المتكاملة، خاصة في ما يتعلق بتدبير النفايات، من الحصول منطقيا على الشارة الإيكولوجية.
وتحظى شارة اللواء الأزرق بإقبال كبير من قبل الجماعات الساحلية المسؤولة عن تدبير الشواطئ، نظير الصورة الإيجابية التي ينقلها وجاذبيته بالنسبة للمصطافين.
وبالنسبة لنسخة 2024، تقدم 49 شاطئا بطلب الحصول على هذه الشارة، التي يعتمد منحها على احترام أربعة معايير رئيسية تتمثل في: جودة مياه الاستحمام، والإعلام والتوعية بشأن البيئية، والنظافة والسلامة، والتهيئة والتدبير. وتجرى عمليات مراقبة بشكل مباغث خلال موسم الصيف للتأكد من مدى احترام المواقع الحاصلة على الشارة البيئية لهذه المعايير.
وتعد الشواطئ الحاصلة على شارة “اللواء الأزرق” شريكا في برنامج “شواطئ نظيفة”، الذي يضم أكثر من مائة شاطئ، وخاصة تلك التي تعرف إقبالا كبيرا. وستتعبأ 66 جماعة محلية، بدعم من الجهة الوصية، المديرية العامة للجماعات الترابية، وجميع الإدارات المعنية بتدبير الساحل، و26 شريكا اقتصاديا وأزيد من مائة جمعية محلية، على مدار ثلاثة أشهر تقريبا، من أجل تحسيس وتوعية المصطافين والسهر على جودة مياه الاستحمام والرمال، وتجهيز الشواطئ وتأمين السلامة والتغطية الصحية وكذا فرض احترام القانون والنظام.
ويشكل تلوث المحيطات والشواطئ أحد الانشغالات الرئيسية بالنسبة لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي شرعت، منذ سنة 2019، في تنفيذ عملية “بحر بلا بلاستيك”. وتروم هذه المبادرة تعزيز مستوى الوعي، على نطاق واسع، بمخاطر التلوث البلاستيكي بين المصطافين، وحثهم على جمع النفايات وإعادة تدويرها. وخلال سنة 2024، ست قام هذه العملية في نسختها الخامسة، وأصبحت عملية مرجعية تشارك فيها جميع الشواطئ الحاملة للواء الأزرق. وهي مبادرة معترف بها ومدرجة في عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة، الذي تعد المؤسسة طرفا فاعلا فيه.