ومكن هذا الحدث، الذي نظمته سفارة المغرب بالمملكة المتحدة، على هامش الدورة العاشرة لـ “المناظرة الإفريقية” (ذا أفريكا ديبيت)، من عرض مجموعة واسعة من الفرص التي تقدمها المملكة في مختلف القطاعات، من الطاقات المتجددة إلى الاتصالات، مرورا بالسيارات والصناعة التحويلية.
وتم على الخصوص، تسليط الضوء على الموقع الاستراتيجي الذي ينعم به المغرب واستقراره، فضلا عن التزامه بتعزيز مناخ ملائم للأعمال، ما يجعل من المملكة “البوابة المثالية” نحو السوق الإفريقية.
وفي كلمتها بهذه المناسبة، أشادت كاتبة الدولة البريطانية المكلفة بالأمن الطاقي، كلير كوتينيو، بـ “الاستقرار الذي يتمتع به المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس”، وكذا الشراكة المتينة التي تجمع بين المغرب والمملكة المتحدة.
وأشارت إلى أن ذلك يتجلى من خلال “قوة علاقاتنا التجارية، التي بلغت مستوى قياسيا، مع ارتفاع المبادلات التجارية بنسبة 31 في المائة بين عامي 2022 و2023″، مؤكدة أنه مع اتفاقية الشراكة المغرب-المملكة المتحدة، “فإن هذا المنحى سيتعزز أكثر فأكثر”.
وأضافت “لدينا جميع المقومات اللازمة لتحقيق طموحنا المشترك في الحصول على طاقة آمنة. نتوفر على الكفاءات، الاستثمارات، البنيات التحتية والمبتكرين”، مؤكدة أن “هذا هو سبب أهمية التحالف القائم بين بلدينا”.
من جهته، أشار سفير المغرب لدى المملكة المتحدة، حكيم حجوي، إلى أن المغرب “يفرض نفسه كمركز لوجستي، بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي المتجه نحو مناطق متعددة وبنيته التحتية، مثل ميناء طنجة المتوسط، ولكن أيضا كمركز للأعمال”.
وفي هذا السياق، ذكر السيد حجوي بأن المغرب يتوفر على سلسلة من اتفاقيات التجارة الحرة، التي تربط وتمنح الولوج إلى سوق يضم 2,5 مليار شخص.
وسلط الدبلوماسي الضوء على ما تتمتع به المملكة من استقرار وأمن وصمود، لافتا إلى أن الاستقرار هو “أساس النمو وتسريع عجلة التنمية في البلاد على كافة الأصعدة”.
وفي الأخير، أبرز السيد حجوي الإمكانيات الطاقية التي يزخر بها المغرب، لاسيما في مجال الطاقة المتجددة، فضلا عن كفاءة موارده البشرية، التي مكنت من تطوير صناعات ديناميكية، من قبيل الطيران والسيارات والدفاع، مؤكدا أن الإمكانيات المقدمة خلال هذا المنتدى كفيلة بالتمكين من “الانتقال من النية إلى القناعة ثم العمل”.
وسلطت المائدة المستديرة الأولى المخصصة للطاقة والابتكار الضوء على إمكانات المغرب كرائد إقليمي في قطاع الطاقة. وهي مكانة تدعمها وفرة موارده من الطاقتين الريحية والشمسية وقدرته على الاستفادة من البحث والابتكار لتحقيق تحوله في مجال الطاقة وتوفير طاقة نظيفة وتنافسية لحلفائه.
وتناولت المائدة المستديرة الثانية المخصصة للبنيات التحتية، المبادرات الاستراتيجية التي أطلقها المغرب والمشاريع المستقبلية في قطاعات متعددة، والتي تمثل فرصا ملموسة بالنسبة للمستثمرين البريطانيين والدوليين، لاسيما مع استضافة المغرب لكأس العالم في العام 2030.
وسلطت جلسة النقاش الأخيرة الضوء على دور القطاعين المالي والمصرفي بالمغرب في تشجيع الاستثمار، فضلا عن المزايا الممنوحة لدعم الاستثمارات الخاصة.
وقد أتاحت مختلف الموائد المستديرة التواصل بين الفاعلين الرئيسيين من القطاعين العام والخاص في البلدين، بهدف تعميق التعاون بين المملكة المتحدة والمغرب.