قال المدير العام لمنظمة العمل الدولية، جلبير فوسون هونغبو، امس الأربعاء بالرباط، إن تحقيق العدالة الاجتماعية رهين بالولوج العادل للفرص، خاصة في سوق الشغل.
وأكد السيد هونغبو، في مداخلة في إطار مائدة مستديرة رفيعة المستوى نظمت بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية حول موضوع “العدالة الاجتماعية والتغيرات في سوق الشغل”، أنه في عالم متغير، يعد الولوج العادل للفرص ضروريا لمكافحة الفوارق الاجتماعية.
وأشار إلى أن “الفقر يشكل تهديدا للازدها أينما كان”، محذرا من الفجوات التي تتسع أكثر فأكثر، سواء داخل البلدان أو في ما بينها، والتي يجب محاربتها.
وشدد على أن ضمان الولوج العادل للفرص لا يتعارض مع التنمية، بل يعززها، على اعتبار أن هذا الولوج يشجع على الاستقرار الذي لا ينفصل عن العدالة الاجتماعية، مؤكدا أن النمو الاقتصادي واحترام الكرامة لا يتعارضان.
من جهته، أكد وزير الادماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، على الدور الريادي للمغرب في مجال العدالة الاجتماعية، في ظل التغيرات التي يشهدها سوق الشغل.
وأشار إلى أن المملكة ملتزمة بسياسة يتم تنفيذها تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ترسي أسس تحويل المجتمع حول الحوار الاجتماعي وسياسات التشغيل المرتكزة على العدالة الاجتماعية.
وأضاف أن “جميع الأرقام الخاصة بالتجربة المغربية تثبت، مرة أخرى، أن المغرب قادر على أن يكون نموذجا، على مستوى مكتب العمل الدولي ومنظمة العمل الدولية، لإلهام عدد من البلدان”، مبرزا في هذا الصدد الإصلاحات التي قامت بها المملكة بمختلف المجالات لتعزيز الدولة الاجتماعية.
من جانبه، استعرض العربي الجعايدي، الباحث البارز بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد مختلف الإشكالات التي يعرفها سوق الشغل، مستحضرا أمثلة حول عدم المساواة بين الجنسين، والتمييز، والدخل المنخفض.
وأضاف أنه في ظل الصدمات الكبرى التي يواجهها الاقتصاد العالمي، تضاف تحديات أخرى، بما في ذلك إزالة الكربون من السوق الدولية، وبروز الذكاء الاصطناعي، مشددا على ضرورة تجديد الكفاءات والقدرات من أجل استيعاب هذه الصدمات وخلق فرص عمل لائقة وكريمة لجميع السكان.
وجمع هذا اللقاء المنظم من طرف مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بشراكة مع وزارة الادماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، باحثين بارزين وأكاديميين وفاعلين اقتصاديين ومجتمعيين، بهدف استكشاف الاتجاهات الناشئة في سوق الشغل، وترجمة السياسات الاجتماعية وتسليط الضوء على التحديات والفرص الناتجة عنها.