أكاديميون يبرزون الوضع الثقافي والسياسي والاجتماعي لطنجة خلال الفترة الدولية

0

أبرز محاضرون في ندوة “مائوية تدويل مدينة طنجة.. من طنجة الدولية إلى طنجة الكبرى” أمس السبت، خصوصيات الوضع الثقافي والسياسي والاجتماعي لمدينة البوغاز خلال هذه الفترة من تاريخ المدينة.

وتوقف المتدخلون في الندوة، المنظمة بمبادرة من مؤسسة لحظات طنجة لتثمين الذاكرة بشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة وجماعة طنجة، تجليات تدويل طنجة في المخيال الإنساني، وترسيخ وضعها كمدينة منفتحة ثقافيا وتجاريا في الفضاء المتوسطي والدولي، بأبعاد إفريقية ومتوسطية.

كما تطرق المحاضرون، أساتذة جامعيون ومهتمون بالتاريخ، إلى أهم مراحل طنجة خلال القرن العشرين، ابتداء بالفترة الدولية ثم الاحتلال الاسباني، مرورا بزيارة جلالة المغفور له الملك محمد الخامس سنة 1947، وأهم الأحداث التاريخية والبطولية لرجال المقاومة وأعضاء جيش التحرير، وصولا إلى الاستقلال وعودة الحاضرة إلى الوطن.

وقدم عبد الحفيظ حمان، المؤرخ والأستاذ الباحث بشعبة التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، مداخلة حول “صور من مساهمة طنجة في المقاومة المسلحة من أجل الاستقلال بين 1953 و1956″، مستعرضا أساليب وآليات التنسيق التي اعتمدها رجال المقاومة وأعضاء جيش التحرير بين مدينتي طنجة والدار البيضاء وباقي المناطق.

وأبرز الأكاديمي ذاته الدور الذي اضطلعت به مدينة طنجة ومنطقة الشمال، إذ شكلت مصدرا هاما لدعم المقاومة المغربية بالعتاد والأسلحة في معركة التحرير ومواجهة الاستعمار.

بدوره، سلط محمد أوبيهي، أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، الضوء على الأهمية الاستراتيجية لمدينة طنجة، إذ شكلت بوابة للرحلات الأوروبية إلى المغرب، التي حظيت برعاية وتأمين من طرف البعثات الدبلوماسية الأوروبية.

وبعد أن ذكر أوبيهي باستقرار البعثات الدبلوماسية الأوروبية بطنجة، بالنظر لما شكلته المدينة من مجال خصب لتبادل المعلومات حول الوضع بالمغرب، توقف عند دور الصحافة الأوربية في الدعاية الاستعمارية، والتي اعتبرت حينئذ مصدرا للأخبار وتغطية الأحداث بالنسبة للصحف العالمية.

أما محمد ياسين الهبطي، الأستاذ الباحث في شعبة التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، فقد ركز على السمات المجتمعية بطنجة خلال الفترة الدولية، مستحضرا البنية المؤسساتية التي أرستها الدول الأوربية إبان الفترة الدولية.

وأوضح أن المدينة عرفت خلال هذه الحقبة التاريخية تعددا للثقافات والأجناس مما انعكس على الأوضاع الاجتماعية، من خلال ظهور أحياء جديدة خارج المدينة القديمة، في ظل تغير البنية الديموغرافية التي طبعت المدينة.

من جهته، أكد محمد عزيز الطويل، عضو مؤسسة لحظات طنجة لتثمين الذاكرة، ومدير المنتدى الدولي لطنجة لسنة 2024، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن القائمين على تنظيم هذه الفعالية وضعوا جملة من الأهداف لتحقيقها، لاسيما مد جسور الماضي بالحاضر، وإعادة الاعتبار للتاريخ والذاكرة لطنجة خلال فترة التدويل باعتبارها مرحلة مهمة من تاريخ المدينة ما بين سنتي 1923 و 1956.

واعتبر الطويل أن هذا الموعد الثقافي هو فرصة لربط المرحلة التاريخية لتدويل مدينة طنجة بالمشاريع الكبرى والمهيكلة ضمن الرؤية الملكية لطنجة الكبرى، وما تحقق من طفرة سواء في المجال الصناعي واللوجيستيك، مشددا على ضرورة رد الاعتبار الرمزي والحضاري لكل ما يتعلق بالمجال الثقافي بالمدينة.

واختتمت فعاليات المنتدى بإحياء سهرة موسيقية متنوعة مساء السبت، بمشاركة فرق موسيقية محلية متخصصة في فن كناوة والعيطة الجبلية والفلامينكو.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.