المغرب-إسبانيا.. علاقات إستراتيجية تطال مختلف القطاعات

0

يواصل المغرب وإسبانيا تجديد شراكتهما الاستراتيجية والمتعددة الأبعاد، مع التطلع إلى المستقبل. وفي ظل الثقة والاحترام المتبادلين، يعمل البلدان بشكل دؤوب على جعل تعاونهما يمضي قدما نحو آفاق جديدة طموحة وواعدة.

ووعيا منهما بأهمية استمرار هذه الدينامية، يواصل البلدان تنفيذ عناصر خريطة الطريق، المنبثقة عن البيان المشترك الصادر يوم 7 أبريل 2022، وبحث السبل الرامية إلى تسريع تنفيذها، وتحديد مسارات تعاون جديدة، ومواكبة الزخم الذي أعطي لهذا الشراكة من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمناسبة لقاء جلالته مع رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز.

وفي هذا الإطار، يظل المغرب وإسبانيا، الجاران والصديقان التاريخيان والفاعلان الأساسيان في تطوير الجوار الجنوبي للمتوسط، مصممين على جعل شراكتهما الاستراتيجية قوة دفع للمضي قدما، بصفة مشتركة، في العديد من المشاريع المبتكرة والمتجددة، ولمواجهة التحديات المتعددة التي تفرض نفسها، خدمة لتطلعات البلدين.

ومن خلال إعطاء الأولوية لقيم الحكمة والتفاهم والمصلحة المشتركة، يلتزم البلدان بشكل حازم ببناء شراكة متعددة الأوجه ومتعددة الأبعاد تشكل نموذجا للشراكة رابح-رابح بين الشمال والجنوب، على الرغم من القضايا والتحديات التي تفرضها التغيرات الإقليمية والدولية.

وفي هذا السياق، وضع الاجتماع رفيع المستوى، الذي انعقد يومي 1 و2 فبراير الماضي في الرباط، لبنة جديدة في صرح شراكة استراتيجية بين بلدين ينظران إلى مستقبلهما بحماسة وثقة متجددة.

وفي بيان مشترك صدر في ختام أعمال الاجتماع الـ 12 رفيع المستوى المغربي-الإسباني، أعرب البلدان عن التزامهما باستدامة العلاقات الممتازة التي جمعتهما على الدوام، ويؤكدان رغبتهما في إثرائها باستمرار.

وفي هذا السياق، تدرج إسبانيا والمغرب تعاونهما في إطار معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون والحوار السياسي المعزز المنبثقة عن البيان المشترك الصادر في 7 أبريل 2022، القائمة على مبادئ الشفافية والحوار الدائم، والاحترام المتبادل، وتنفيذ الالتزامات والاتفاقيات الموقعة من قبل الجانبين، والتي تم التطرق فيها إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، بروح من الثقة، بعيدا عن الأعمال الأحادية أو الأمر الواقع.

وتؤكد الرباط ومدريد أن هذا الاجتماع رفيع المستوى شكل فرصة لاستعراض أهداف خارطة الطريق والنتائج المرضية التي تم تحقيقها من جهة، ومن جهة أخرى، لتجديد عزم البلدين على العمل، بشكل مشترك، من أجل مواصلة هذه الدينامية الجديدة، الضرورية لرفاهية البلدين وازدهار المنطقة بأسرها.

ورحب الجانبان بالعمل المنجز من قبل كافة فرق العمل، مجتمعة ووظيفية، لاسيما الجهود المبذولة والانخراط المعبر عنه من كلا الجانبين، بهدف تحقيق الأهداف المحددة في خارطة الطريق المذكورة.

وإدراكا منها بالأهمية الاستراتيجية للمغرب، تواصل إسبانيا التأكيد على عزمها مواصلة توطيد الشراكة مع المملكة، مشيدة بالشراكة الواعدة والزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية.

وأكد وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، أن المغرب وإسبانيا، اللذان يقيمان “أكثر العلاقات كثافة وغنى التي يمكن أن توجد في العالم”، تجمعهما اليوم “شراكة استراتيجية ومتعددة الأبعاد”.

وأكد رئيس الدبلوماسية الإسبانية أن المغرب يشكل “الأولوية الأولى للسياسة الخارجية الإسبانية. وتربطنا به بالفعل شراكة متميزة، شراكة مربحة لكلا الجانبين”.

وبعد ثمانية عشر شهرا من البيان المشترك الصادر في 7 أبريل 2022، شهدت الشراكة بين المغرب وإسبانيا تطورا ملموسا في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك. ويشهد على ذلك الحوار السياسي المعزز والمستمر، والشراكة الاقتصادية المهمة، ومجموعة واسعة من الاتفاقيات التي تم إبرامها في جميع القطاعات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.