البرتغال.. الحزب الاشتراكي بقيادة بيدرو نونو سانتوس يرتب بيته الداخلي استعدادا للانتخابات التشريعية المبكرة

0

 بانتخابه بيدرو نونو سانتوس أمينا عاما جديدا خلفا لرئيس الوزراء السابق أنطونيو كوستا، الذي قدم استقالته على خلفية قضية فساد طالت بعض وزرائه ومساعديه، يكون الحزب الاشتراكي البرتغالي قد دخل في سباق مع الزمن من أجل خوض غمار الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها يوم 10 مارس المقبل.

واختار الاشتراكيون خلال هذه الانتخابات الداخلية، التي شارك فيها نحو 60 ألف عضو، وزير البنيات التحتية السابق بيدرو نونو سانتوس، لقيادتهم في خطوة أولى من أجل ترتيب البيت الداخلي للحزب، وذلك في أفق التحضير للانتخابات التشريعية المبكرة.

ودعا الزعيم الجديد للاشتراكيين البرتغاليين، الذي حصل على 62 في المائة من أصوات أعضاء الحزب، مباشرة بعد انتخابه مساء السبت الماضي، إلى “وحدة الحزب” قبل الانتخابات التشريعية القادمة، مشيرا إلى أن مسؤوليته تكمن في “تقديم مشروع طموح وإصلاحي”.

وقال إنه “لا يزال هناك الشيء الكثير الذي يتعين القيام به، لاسيما في مجالات مثل الإسكان وتشغيل الشباب والصحة”.

ويعد نونو سانتوس البالغ من العمر 46 عاما، والذي يتزعم الجناح اليساري للحزب، الأمين العام التاسع في تاريخ الحزب الاشتراكي البرتغالي منذ تأسيسه في 19 أبريل 1973 بقيادة زعيمه التاريخي ماريو سواريز، الذي تولى منصب رئيس الوزراء مرتين متتاليتين قبل أن يصبح رئيسا للدولة خلال الفترة ما بين 1986 و1996.

وتنافس نونو سانتوس على قيادة الحزب مع وزير الداخلية الحالي خوسيه لويس كارنيرو، ممثل التيار الوسطي للحزب الاشتراكي، الذي أعرب عن استعداده للتعاون مع القيادة الجديدة، مشيرا إلى أنه “انطلاقا من اليوم أصبحنا جميعا اشتراكيين”.

ويعد فوز نونو سانتوس، الذي تقلد عدة مناصب حكومية، إنجازا كبيرا لهذا السياسي الاشتراكي الذي أثار مساره الكثير من الجدل، لاسيما عندما اضطر إلى تقديم استقالته قبل عام، بسبب الفضيحة الناجمة عن دفع مكافأة نهاية الخدمة البالغة 500 ألف يورو لمدير شركة طيران “تاب” البرتغالية، بينما كان الناقل البرتغالي موضوع إعادة هيكلة.

ويواجه القائد الجديد للاشتراكيين البرتغاليين تحديا كبيرا خلال الاستحقاق الانتخابي، لاسيما وأن الحزب الذي فاز بالأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية الجمهورية خلال الانتخابات التشريعية لسنة 2022، أرغم على خوض انتخابات تشريعية سابقة لأوانها في سياق مزاعم فساد طالت بعض المسؤولين بالحكومة التي يقودها، ولم تستثن حتى أمينه العام السابق ورئيس الوزراء السابق أنطونيو كوستا.

وبحسب استطلاعات الرأي، فإن وضعية الحزب الاشتراكي الانتخابية ليست سيئة للغاية، حيث لا يبدو الفارق كبيرا بينه وبين غريمه التقليدي الحزب الاجتماعي الديمقراطي، الذي أضحى أمام فرصة ذهبية للعودة إلى السلطة التي أبعد عنها منذ سنة 2015.

ويتخوف البرتغاليون بشكل أكبر من أن يستغل حزب “شيغا” اليميني المتطرف هذه الوضعية لتحقيق اختراقات جديدة في بلد ظل على العموم يعتبر استثناء أوروبيا من حيث ضعف الأحزاب المتشددة في مشهده السياسي، وذلك بعد تمكنه من دخول البرلمان وحصوله على 12 مقعدا خلال الانتخابات الماضية.

ومع ذلك، وفقا لهذه الاستطلاعات، ينبغي أن يحصل اليمين بأكمله على عدد من نواب أكبر من العدد الذي ستحصل عليه أحزاب اليسار، في حين يمكن لحزب “شيغا” اليميني المتطرف أن يصبح لاعبا لا غنى عنه بالنسبة للأغلبية اليمينية، من خلال تحقيق اختراق انتخابي جديد.

وم ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.