ببلوغه دور ربع نهاية كأس العالم لكرة القدم لأقل من 17 سنة (إندونيسيا 2023)، كتب المنتخب المغربي صفحة جديدة في سجل كرة القدم المغربية، حيث لم يسبقه أي منتخب لهذه الفئة إلى هذا الدور، ونحت هذه المسيرة البطولية ، بعدما جمع بين الأداء المقنع والنتائج المميزة.
فقد تمكن ” أشبال الأطلس” من التأهل لربع نهاية المونديال الإندونيسي لأول مرة في تاريخه ، بعد فوزه في دور ثمن النهاية على المنتخب الإيراني، بسورابايا الإندونسية، بالضربات الترجيحية 3-1 بعد مباراة هتشكوكية انتهى وقتها الأصلي بهدف لمثله.
وبعد تألق المنتخب المغربي لكرة القدم في مونديال قطر 2022، بعدما أصبح أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ المربع الذهبي لأكبر مسابقة منتخبات في العالم، سار الأشبال على المنوال ذاته بعدما نجحوا في تجاوز الإنجاز الذي حققوه في أول مشاركة سنة 2013 بمونديال الإمارات، عندما توقف قطار مشوارهم في ثمن النهاية أمام كوت ديفوار (2-1).
ولم يكن هذا الإنجاز الرائع الإ امتدادا لما حققه المنتخب الوطني في مشوار التأهل إلى نهائيات المونديال بعدما أثبت كفاءته خلال كأس إفريقيا للأمم الأخيرة في الجزائر بإنهائه منافسات دور المجموعات في صدارة مجموعته بست نقاط أمام منتخبات نيجيريا وجنوب إفريقيا وزامبيا، قبل أن يتجاوز في ربع النهاية منتخب البلد المضيف الجزائر بفوزه عليه 3-1، ثم تفوق في نصف النهاية على منتخب مالي بالضربات الترجيحية 6-5 (0-0)، قبل أن يخسر المباراة النهائية أمام منتخب السنغال 2-1.
والأكيد أن ما حققه المنتخب المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة هو تكريس للتألق الذي عرفته كرة القدم الوطنية على جميع المستويات وطال مختلف الفئات العمرية، على غرار تأهل “لبؤات الأطلس” إلى نهائي كأس إفريقيا للأمم 2022، وثمن نهاية كأس العالم للسيدات 2023 في أستراليا ونيوزيلندا، بالإضافة إلى تتويج المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة بلقب كأس إفريقيا للأمم 2023.
فهذا التألق حتما ليس مفاجئا، لأن وراءه إعداد وتخطيط على المدى الطويل، بل وإيمان عميق بالقدرات الذاتية على إنتاج المواهب وعمل جاد تقوم به الجامعة الملكية لكرة القدم، تنفيذا للرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وكما أكد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ،فوزي لقجع، بعد الإنجاز القاري الأخير ببلوغ نهائي كأس إفريقيا في الجزائر، والتأهل إلى نهائيات مونديال لهذه الفئة، فإن “ما وصلت إليه الكرة المغربية هو نتيجة عمل متبصر وضع أسسه جلالة الملك منذ أكثر من 10 سنوات حيث أشرف وشيد ومول مشروع أكاديمية محمد السادس التي أصبحنا اليوم نجني ثمارها، بعد تألق بعض اللاعبين داخل المنتخب الأول من خريجي الأكاديمية، جاء الدور على منتخب أقل من 17 سنة”.
وبانشاء الأكاديمية كان الهدف الأساسي اكتشاف المواهب الكروية ومساعدة لاعبي كرة القدم على الوصول إلى هدفهم واللعب في دوريات احترافية، وبالتالي خدمة للمملكة بتكوين منتخبات قوية تشرف البلاد في المحافل العالمية، وهو بالضبط ما حدث في السنتين الأخيريتن، أي أنه بعد نحو ثلاثة عشر سنة من تأسيس هذه الأكاديمية بدء موسم جني الثمار، ورفع المغرب السقف عاليا في أكبر المحافل العالمية.
وبالإنجاز الذي حققه “أشبال الأطلس” اليوم برهن المغرب مرة أخرى أن الكرة العربية والإفريقية قادرة على إعادة خلط أوراق التراتبية العالمية وبمدرب محلي ،سعيد شيبا، الذي نجح في زرع ذهنية الفوز والروح القتالية في نفوس لاعبيه.2651022172
FO