تم، مساء اليوم السبت بمراكش، تنظيم كرنفال استعراضي في إطار فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان الدولي “أيام الفلكلور العالمي”، المنظمة تحت شعار “الوحدة في التنوع”، بمشاركة أزيد من 700 فنان ينتمون لفرق من 22 بلدا، من بينها المغرب. وتروم هذه التظاهرة العالمية، التي تنظمها جمعية التراث والفلكلور إلى غاية 29 أكتوبر الجاري، الاحتفاء بثقافات مختلفة من جميع أنحاء العالم سعيا نحو ترسيخ قيم الاتحاد والتعايش، وكذا التعريف بالتراث الثقافي المغربي والعالمي.
وتفاعل الجمهور، الذي توافد بكثرة على شارع “إم أفنيو” (M Avenue)، مع الأهازيج والرقصات والتعابير الفنية المقدمة من طرف مختلف الفرق المشاركة في هذه التظاهرة، والتي حرص أفرادها على الظهور بأزيائهم التقليدية التي تمثل جزء من ثقافات بلدانهم، فضلا عن كونها مكنت من رسم لوحة جميلة مفعمة بالألوان زادت هذا الشارع رونقا وجمالية. وأكد رئيس الجمعية المنظمة، يوسف حسني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مشاركة عدة فرق من إفريقيا وأوروبا وآسيا يبرز بجلاء ما تنعم به المملكة من أمن واستقرار تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن شعار هذه الدورة يعكس تنوع وتعدد الثقافات والروافد التي تزخر بها المملكة.
وأشار إلى أن هذا المهرجان يبرز مدى انفتاح المغرب على الثقافات العالمية، مضيفا أن هذه الدورة تعبير عن التضامن مع ساكنة المناطق التي تضررت من الزلزال، حيث تمت برمجة عروض فنية خاصة للفرق الأجنبية بمركز إيواء شباب الحوز بمراكش، بغية إدخال البسمة والفرحة على قلوبهم، وتمكينهم من التعرف على الثقافات المتنوعة التي تشارك في هذه التظاهرة.
من جهته، أعرب دانييل ميساموراي، ممثل إحدى الفرق المشاركة التي ينحدر أفرادها من عدد من البلدان الإفريقية كالكاميرون والسنغال والكوت ديفوار وغينيا، عن سعادته بالمشاركة في هذا المهرجان وإبراز التنوع الثقافي للقارة الإفريقية، خاصة بمدينة مراكش التي تعد قبلة للسياح بامتياز، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة تعتبر فرصة للاستمتاع بباقة غنية ومتنوعة من الرقصات واللوحات الفنية لمجموعة من الثقافات المختلفة.
أما لورانس شاري، نائبة رئيس الفرقة الفلكلورية “نوك” لمدينة لي سابل دولون الفرنسية، فأكدت في تصريح مماثل، أن مشاركة هذه المجموعة الفلكلورية تعد الأولى من نوعها في هذا المهرجان، موضحة أن هذه التظاهرة تشكل مناسبة لإبراز ثقافة هذه المدينة الفرنسية من خلال أزيائها التقليدية التي تعود لسنوات 1900 وكذا الرقصات التي يؤديها أفراد المجموعة والتي تعكس الحياة اليومية لهذه المدينة الشاطئية ذات البعد السياحي.
ويعرف هذا المهرجان الثقافي مشاركة 32 فرقة من المغرب وإسبانيا وفرنسا وأرمينيا وبولونيا وألمانيا والنمسا والبرتغال والمكسيك وغانا وأندورا ومالي والطوغو وبلغاريا والمملكة المتحدة وإيطاليا وإيرلندا وإندونيسيا وهنغاريا وسويسرا وكولومبيا والهند)، بهدف تسليط الضوء على ما تزخر به هذه البلدان من تقاليد وتراث، من خلال عروض فنية ممتعة بإيقاعات راقصة شكلت لوحة فنية حية من التنوع الثقافي والتراثي العالمي. ويتضمن برنامج هذا المهرجان تقديم مجموعة من العروض الفنية للفرق المشاركة في عدد من الساحات العمومية بالمدينة الحمراء، وتنظيم مائدة مستديرة حول موضوع “التراث الثقافي للأطلس: تحديات الاختفاء وحلول التنشيط”، بالإضافة إلى إقامة حفلات ورقصات فنية خاصة بالتراث الأمازيغي لإقليم الحوز.