سفير المغرب: عيد العرش مناسبة مجيدة تكتسي أهمية بالغة و دلالات عميقة بالنسبة لجميع المغاربة سواء داخل أرض الوطن أو خارجه

0

إعداد محمد رضا السقاط :أكد سفير المملكة المغربية بروسيا السيد عبد القادر لشهب، أن مناسبة عيد العرش المجيد تكتسي أهمية بالغة ودلالات عميقة بالنسبة لجميع المغاربة ،سواء داخل أرض الوطن أو خارجه، حيث تجسد الذكرى مدى الارتباط القوي بين العرش و الشعب و أواصر الولاء والبيعة والتلاحم العميق ،وهي أيضا لحظة افتخار بما حققه المغرب من انجازات بفضل القيادة الرشيدة لجلالته .

وأضاف الدبلوماسي المغربي ،في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة احتفالات الشعب المغربي بالذكرى التاسعة عشرة لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين، أنه ومنذ تولي جلالته العرش عرف المغرب تحولات عميقة، حيث تحققت بفضل رعاية جلالته الخاصة العديد من المشاريع المهيكلة الهادفة إلى إقرار إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة ،وهو ما يثمنه غاليا كل المواطنين المغاربة ،من ضمنهم أفراد الجالية المغاربة المقيمة بالخارج .

فعلى المستوى الاقتصادي ، يضيف السيد لشهب ،كانت هذه السنة كسابقاتها مثمرة بفضل الأوراش المفتوحة في شتى القطاعات ، ما مكن المغرب من الحفاظ على الاستقرار الماكرو اقتصادي ودعم النسيج الصناعي ، إضافة إلى تحصين وضعية المغرب الاقتصادية والحفاظ على الجاذبية الاقتصادية، وضمان موقع مميز للمملكة كنموذج في المجال السياسي والاجتماعي وكقطب جهوي اقتصادي مرجعي ، كما عززت موقع المملكة كقبلة للاستثمارات الخارجية، يساعدها في ذلك موقعها الجغرافي الذي يجعل منها حلقة وصل متميزة بين أوروبا و افريقيا والعالم العربي والإسلامي .

وفيما يخص العلاقات القائمة بين المملكة المغربية وروسيا الاتحادية، أوضح السفير المغربي ، أن الزيارة التاريخية ،التي قام بها صاحب الجلالة الى روسيا في مارس 2016 أعطت زخما نوعيا للشراكة بين البلدين، و وضع أسس ثابتة لتعاون وشراكة إستراتيجية معمقة تقوم على 16 اتفاقية همت جل مجالات التعاون، مبرزا أن العلاقات بين روسيا والمغرب تقوم على خارطة طريق دقيقة وواضحة المعالم تؤطر البرامج المستقبلية في مسار التعاون المشترك .

كما مكنت أشغال اللجنة المشتركة العليا ،التي عقدت السنة الماضية من تحديد العديد من البرامج التي تهم التعاون الثنائي بين البلدين في عديد من القطاعات ،كالطاقة والمعادن، والصيد البحري، والفلاحة، والصناعة والتجارة والتكنولوجيا الحديثة، والسياحة والاستثمار والثقافة، فضلا عن الزيارة الهامة التي قام بها رئيس الوزراء الروسي السيد دمتري مدفدييف الى المغرب في أكتوبر الماضي على رأس وفد من رجال الأعمال، شكلت لبنة جديدة هامة في بناء الشراكة النوعية بين البلدين.

و أضاف الدبلوماسي المغربي أن المغرب يسعى الى استكشاف كافة الإمكانيات قصد تنويع فرص تعاونه الاقتصادي ،بما يفسح المجال لدعم مجالات التعاون التقليدي ، والانفتاح على مجالات جديدة واعدة ،كتكنولوجيات الاتصالات والبحث العلمي والتقني والمسح الفضائي ومجال الفضاء واستخداماته العلمية والتكنولوجية والاقتصادية ،علاوة على المشاريع الكبرى التي تهم الهندسة المدنية والتجهيز والطاقة والمعادن والفلاحة والسياحة.

فالمغرب يطمح دائما الى الأحسن بفضل حكمة وتبصر صاحب الجلالة ،وحتى يصبح الشريك الاقتصادي الأول لروسيا في إفريقيا و العالم العربي، علما ان المملكة تحتل اليوم المركز الثاني إفريقيا وعربيا.

وقال إنه تفعيلا لهذا التوجه ، تم وضع آليات ناجعة للتعاون بإنشاء فرق العمل القطاعية تلامس مجالات الاستثمار، و التجارة و الطاقة و الصناعة و الصيد البحري و المجال العسكري و كذا التقنيات الحديثة.

كما يتم العمل على تنظيم لقاءات دورية و مكثفة لرجال الإعمال، على غرار ملتقى رجال الإعمال الذي انعقد في اكادير في شتنبر 2016، و كذا الملتقى الذي نظم على هامش زيارة السيد مدفدييف للمغرب في اكتوبر المنصرم، حيث شكلت هذه الفعاليات فرصة سانحة لبلورة هذا التوجه الرامي الى تنويع و تعميق المبادلات الاقتصادية و الرقي بها الى مستوى العلاقات السياسية الجيدة التي تربط بين البلدين.

من جهة أخرى ،وفيما يتعلق بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، قال الدبلوماسي المغربي بأن هذه العودة كانت تتويجا لرؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس الحكيمة و المتبصرة ،التي جعلت من القارة الإفريقية ومن التعاون جنوب جنوب إحدى أهم الركائز للسياسة الخارجية المغربية ،موضحا أن هذه العودة إلى العائلة الإفريقية تكتسي بعدا تاريخيا بالنظر لعدد الدول التي ساندت الطلب المغربي ،و التي عكست بشكل واضح المكانة الرائدة التي يتبوأها لدى أشقائه الأفارقة.

كما يعكس هذا الدعم القوي لعودة المغرب للاتحاد المصداقية التي تميز سياسته تجاه افريقيا، وقد حرص المغرب على مواصلة تعزيز تعاونه و شراكاته على المستوى الثنائي مع البلدان الإفريقية عبر آلية التعاون جنوب جنوب، و ظل المغرب دائما على استعداد لتقاسم تجربته و خبرته مع كافة الدول الإفريقية.

كما أن القارة الإفريقية شكلت فضاء خصبا لانجاز العديد من المبادرات الخلاقة ،التي كان لها الوقع الايجابي و الفعال فيما يخص التنمية الاقتصادية والاجتماعية و البشرية في هذه البلدان.

وقد شملت هذه المبادرات انجاز العديد من المشاريع المهيكلة الكبرى في قطاعات مختلفة ،كالبنيات التحتية والفلاحة و الصحة و التعليم و التكوين.

وأضاف السيد لشهب ان هذه المشاريع و المبادرات الضخمة تعكس مدى وجاهة الاستراتيجية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،والتي اثبتت نجاعتها حيت اصبح المغرب فاعلا محوريا داخل القارة الافريقية.

و كسفير للمملكة المغربية بروسيا، يضيف الدبلوماسي المغربي، فقد سعدت بالترحيب الذي لاقته كل الخطوات التي يقوم بها المغرب من طرف أصدقائنا في روسيا ، معربا في الوقت نفسه عن استعداد المملكة المغربية لإقامة شراكات اقتصادية مجزية مع روسيا، من شأنها أن تجعل من المغرب بوابة للاستثمارات الروسية بالقارة الافريقة.

واشار السيد لشهب الى ان المغرب ،الذي ظل دائما وفيا لنهجه القائم على ترجيح الحوار و السلم والتعاون لرفع التحديات الكبرى التي يعرفها العالم ،أصبح اليوم قبلة لاحتضان اكبر الملتقيات الدولية ، فبعد مؤتمر المناخ ،الذي احتضنته مدينة مراكش، اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة، المغرب لاستضافة المؤتمر الدولي للهجرة لسنة 2018.

وبعد أن اشاد السفير المغربي بمتانة العلاقات التي تربط المغرب مع روسيا، و التي يحرص قائدا البلدين على أن تكون علاقات متكاملة تلامس كافة المجالات ، أبرز بأن هذا خيار استراتيجي نابع من إرادة المغرب الراسخة في تنويع شراكاته .

وأبرز الديلوماسي المغربي أن الاحتفال بعيد العرش المجيد هو لحظة تقدير وإجلال لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ،الذي حقق المغرب بفضل تبصر جلالته وبعد نظره الانجازات الكبرى في مختلف ربوع المملكة وفي كل القطاعات ،ما أكسب المغرب سمعة خاصة على الصعيدين الإقليمي والقاري والدولي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.