خبير: موجة الحر بالمغرب ناتجة عن رياح الشركي القادمة من الصحراء الكبرى

0

قال عبد الحكيم الفيلالي، أستاذ علم المناخ بالكلية متعددة التخصصات بخريبكة، إن موجة الحرارة التي يشهدها المغرب حاليا مرتبطة بمجموعة من العوامل. وأضاف الفيلالي في حوار مع دوزيم، أن ارتفاع درجة الحرارة ناتج عن  تردد رياح “الشركي”  واختلال في دورة الكربون.

وأوضح الفيلالي، أن المغرب يعرف ارتفاعا كبيرا في درجة الحرارة انطلاقا من الشهر الماضي إلى اليوم، وهذا راجع الى تردد رياح الشركي وهي رياح موسمية تنطلق من افريقيا جنوب الصحراء وتتميز بمناخها الحار والجاف. وبالتالي هبوب هذه الرياح على شمال إفريقيا من بينها المغرب يؤدي عادة إلى ارتفاع درجة الحرارة و هو أمر طبيعي يحدث من ماي إلى حدود بداية شتنبر.

وحول إن كان الأمر عاديا، قال الخبير عبد الحكيم الفيلالي، “ما تم تسجيله خلال السنوات الأخيرة هو أن متوسط درجات الحرارة أصبح غير مسبوق كما أن  المديرية العامة للأرصاد الجوية بالمغرب وكذلك المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والوكالة الأمريكية للأرصاد الجوية أتبتا أن شهر يونيو الماضي يعتبر أحر شهر منذ بداية تسجيل الحرارة أي تقريبا منذ منتصف القرن التاسع عشر وهذا إن دل على شيء فإنما يدل أننا نعيش في منعطف جديد موسوم بتزايد الأحداث المناخية وهي ارتفاع درجات الحرارة.

فالحرارة المرتفعة التي يعرفها المغرب وان كانت طبيعية مرتبطة برياح الشرقي فإن غير الطبيعي هنا هو وتيرة التزايد حيث أصبحنا نسجل ارقاما قياسية غير مسبوقة.

وأوضح أن هذا الاحترار هو جزء لا يتجزأ من الاحترار الذي تعرفه الكرة الأرضية ككل يكفي أن نقول إنه في السنوات الماضية تم تسجيل مقاييس متطرفة، أكثر من ذلك يمكن ان نقول إن هذه المقاييس المتطرفة أصبحت تسجل على الاقل منذ 2016.

وعن الأسباب الكامنة وراء ارتفاع درجة الحرارة، يقول الخبير الفلالي: “فيما يخص الأسباب فالعنصر الأول مرتبط برياح الشركي لكن العامل الأساسي وراء موجة الحرارة هو وجود اختلال في دورة الكربون”.

والكربون كغاز يوجد في الغلاف الجوي والصخور والمياه والغطاء النباتي خاصة الغابات الاستوائية تشكل خزانا للكربون وحين نتحدث عن اختلال في دورة الكربون فهذا يعني ان نسبة الانبعاتاث الغازية أصبحت أكثر تركيز بالغلاف الجوي مما يساعد على الاحتفاظ بكمية اكبر من درجة الحرارة في الطبقة السفلى للغلاف الجوي

واكثر من ذلك هناك مشكل تحرير المزيد من الانبعاتاث الغازية وهو الاستمرار في استعمال الطاقة الأحفورية .

وعن الآثار التي يخلفها ارتفاع درجة الحرارة، قال الفيلالي، “الاحترار تكاد تكون تداعياته غير محدودة لأن الأثر على الصحة يكفي ان نقول بانه في بلدان الجوار كاسبانيا والبرتغال اكثر من 3000 قتيل بفعل ارتفاع درجة الحرارة.

ولحسن الحظ انه بحكم تموقعنا في المغرب في بيئة شبه جافة وحارة في نفس الوقت هذا يجعلنا نتكيف مع هذا الارتفاع في درجة الحرارة لكن يبقى أثرها كبيرا خاصة على مستوى الرفع من الجفاف وكذلك ارتفاع حاجيات النبات من الماء، لأن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي الى مزيد من التبخر. كما أن هذه الحرارة تؤثر على العديد من العناصر كالمساهمة في تزايد الحرائق وبالتالي هذا التغير المناخي له كلفة مادية كبيرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.