ناصر بوريطة : الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة الملك للصين أعطت زخما نوعيا هاما للعلاقات المغربية -الصينية
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء ببكين، أن الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لجمهورية الصين الشعبية في ماي 2016، والتي توجت بالتوقيع على الإعلان المشترك حول إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية، أعطت زخما نوعيا هاما للعلاقات المغربية -الصينية.
واعتبر بوريطة، في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون العربي -الصيني، أن الاتفاقيات التي وقعت بمناسبة تلك الزيارة الهامة، تبرز بشكل جلي مدى الإمكانات المتاحة بين البلدين وتجسد رغبتهما الصادقة في الإسراع في بلورة هذه الرؤية المشتركة الواعدة على أرض الواقع.
كما أكد أن العلاقات التي تجمع المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية اللتين تحتفلان هذه السنة بالذكرى 60 لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية، تشكل إطارا ملائما للعمل سويا على تفعيل “الشراكة الاستراتيجية” و”مذكرة التفاهم حول مبادرة الحزام والطريق”.
وفي معرض حديثه عن العلاقات العربية -الصينية، أعرب السيد بوريطة عن استعداد المغرب الدائم للإسهام الفعال في كل المبادرات الهادفة إلى وضع الأسس القوية والمتناسقة لشراكة مندمجة بين الصين والدول العربية، قوامها احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، تروم تطوير آليات العمل المشترك وتشجيع الاستثمار وتأهيل الاقتصاد والمواطن في المنطقتين، على أساس الاحترام المتبادل ومبدأ رابح -رابح.
وشدد الوزير على أن ما يجمع الدول العربية بالصين لا يقتصر على العلاقات الدبلوماسية فحسب، وإنما ينبني أكثر من ذلك على روابط تاريخية وحضارية استندت في نشأتها على طريق الحرير القديم، الذي كان له الفضل في زيادة مساحة الاختلاط والتجاذب الثقافي والتأثير الإيجابي المتبادل بين شعوب المنطقتين.
كما اعتبر أن الدعم الصيني للقضايا العربية يشكل سندا وازنا يسهم بثباته في إعلاء صوت العقل والحكمة ويسهم في الحيلولة دون تجاوز قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وفي مقدمتها تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية وبالقدس الشريف. وفي هذا الصدد، أكد السيد بوريطة أن المملكة المغربية، في شخص صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، تثمن دعم الصين الموصول للحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة وعدم اتخاذ أية قرارات أحادية الجانب من شأنها أن تقوض جهود إحياء عملية السلام وإبعاد ملف القدس عن طاولة المفاوضات وعزله عن ملفات الوضع النهائي.
وتجدر الإشارة إلى أن منتدى التعاون العربي -الصيني أنشئ سنة 2004، بهدف تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري والثقافي، من أجل خدمة أهداف التنمية المشتركة في العديد من المجالات وتعميق الصداقة الصينية -العربية التقليدية وبناء منصة للحوار بغية تبادل وجهات النظر حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ويعتبر اجتماع وزراء الخارجية النشاط الأعلى مستوى في آليات المنتدى، بحيث يضم وزراء خارجية كلا الجانبين وأمين عام جامعة الدول العربية ويعقد مرة كل سنتين بالتناوب في الصين أو المقر الرئيسي لجامعة الدول العربية أو إحدى الدول العربية، ويبحث المنتدى في كيفية تعزيز مجالات التعاون الصيني العربي.
كما يهتم المنتدى بتطوير العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية من خلال عدة آليات كمؤتمر رجال الأعمال، والندوة الاقتصادية التجارية الخاصة، ومؤتمر التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة وإقامة مهرجان الفنون العربية الصينية، وندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين العربية والصينية وكذا مؤتمر الصداقة العربية الصينية وغيرها من الآليات.
وفي إطار أنشطة المنتدى، من المنتظر أن يحتضن المغرب الندوة القادمة للتعاون العربي -الصيني في مجال الإعلام وكذا الدورة الثانية لملتقى المدن الصينية والعربية خلال سنة 2018.