حصاد سنة 2017 : سنة صحوة الرياضة المغربية وعودة كرة القدم إلى الواجهة قاريا ودوليا

0

إعداد القسم الرياضي (ومع):  زخرت سنة 2017 ، التي نودعها بعد أيام قلائل، بالكثير من الأحداث الرياضية، شكلت فيها الإنجازات التي حققها الرياضيون على مختلف المستويات وفي مختلف المحافل الدولية والقارية جانبا مضيئا كرس بامتياز صحوة الرياضة المغربية. وكانت البداية من أبرز حدث كروي على الإطلاق، كأس العالم 2018، التي نجح “أسود الأطلس” في بلوغ نهائياتها بعد غياب دام لأكثر من عشرين سنة وبالتالي عودة كرة القدم الوطنية إلى الواجهة.
وكانت أولى الخطوات لبلوغ المبتغى تحقيق أسود اللأطلس فوزا ثمينا خارج عرينها وكان على منتخب كوت ديفوار في المباراة التي جمعتهما في نونبر الماضي، ضمن منافسات المجموعة الثالثة، التي ضمت أيضا منتخبات كوت ديفوار والغابون ومالي، لتتصدر بامتياز المجموعة الإفريقية الخامسة.
فبعد تعثره في الجوليتين الأولى والثانية ، إثر تعادله مع منتخبي الغابون في فرانس فيل و كوت ديفوار بالدار البيضاء (0-0)، كذب المنتخب المغربي كل التكهنات وبدد المخاوف من أن يغيب أيضا عن دورة 2018 ورسم البسمة من جديد على شفاه ملايين الجماهير التي ظلت تسانده دون كلل أو ملل بل دون يأس ، بعد فوزه بستة أهداف نظيفة بمدينة الرباط على المنتخب المالي .
وبعد هذا الفوز المستحق، عادت الأسود إلى الزئير مرة أخرى وانتزعت تعادلا بطعم الفوز من قلب باماكو وفوزا بينا على منتخب الغابون في فرانس فيل 2-0. وبات المنتخب المغربي الوحيد الذي حافظ على عذرية شباكه إذ لم تستقبل أي هدف طيلة المباريات الاقصائية وأنهى مشواره في الإقصائيات كأحسن خط هجوم في المجموعة الثالثة ب11 هدفا. وقبل أسبوع من تحقيق أسود الأطلس لهذا الإنجاز التاريخي، كان فريق الوداد البيضاوي على موعد مع تتويج بطعم إفريقي خالص بنيله كأس عصبة الأبطال الإفريقية على حساب “نادي القرن” والأكثر تتويجا باللقب القاري ،الأهلي المصري ، علما بأن آخر فوز مغربي بهذه الكأس يعود لسنة 1999 وناله فريق الرجاء البيضاوي.
وجانب الحظ فريق الفتح الرياضي لتحقيق انجاز مماثل وهذه المرة في كأس الكونفدرالية الإفريقية عندما تعادل مع ضيفه مولودية بجاية الجزائري 1-1 على أرضية ملعب المركب الرياضي ولي العهد مولاي الحسن بالرباط برسم إياب دور نصف النهاية ليودع المنافسات.
ورغم توديعه منافسات الكأس القارية في المربع الذهبي ، فإن فريق الفتح الرياضي حقق ما عجزت عنه باقي الأندية الوطنية التي خرجت صفر اليدين من هذه المنافسات (عصبة الأبطال وكأس الكونفدرالية).
وعلى الصعيد القاري توقف مشوار “أسود الأطلس”، في دور ربع نهاية كأس الأمم الإفريقية ال31 التي أقيمت في فبراير بالغابون بعد تعثرها أمام منتخب الفراعنة” بهدف نظيف.
ومن أبرز المحطات الكروية التي أضاءت سماء الرياضة المغربية سنة 2017 إحراز المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة، بأبيدجان، الميدالية الذهبية لمسابقة كرة القدم ضمن الدورة الثامنة للألعاب بالفرنكفونية بتغلبه في المباراة النهائية على نظيره الإيفواري بالضربات الترجيحية (7-6) ، في تكرار للإنجاز الذي حققه “أسبال الأطلس” في دورة أوطاوا سنة 2001.
وأبى المغرب إلا أن يجمع بين مجد التأهل لمونديال روسيا ونيل لقب كأس عصبة الأبطال الإفريقية وإثبات جدارته وأحقيته باحتضان كبريات التظاهرات ، حيث اختير لاستضافة نهائيات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين 2018 بدل “كينيا ، وليظهر بالتالي استعداده ،كلما استدعى الأمر ذلك، لخدمة الرياضة الإفريقية والمساهمة في إشعاعها دوليا ، في انتظار رد إيجابي على طلب المملكة الرسمي باحتضان نهائيات كأس العالم 2026.
وكانت سنة 2017 أيضا سنة تألق بالنسبة لبعض الرياضات الأخرى كالملاكمة والتايكواندو والكيك والطاي بوكسينغ والفول كونتاكت والفروسية ،وهي رياضات حصدت بعض الألقاب العالمية والقارية.
فقد مثلت رياضة التايكواندو المغرب على نحو أمثل، وكان لها شرف الصعود لمنصة التتويج في أكثر من مناسبة بدءا من إحراز المنتخب الوطني المنتخب الوطني المغربي الذي شارك في الدوري الدولي المعتمد (جي 2) بمدينة الأقصر في جنوب مصر أربع ميداليات منها ميدالية ذهبية واحدة.
كما حصل المغرب على ميداليتين، واحدة ذهبية وأخرى برونزية، في الدوري الدولي للتايكوندو (جي 2) برسم كأس رئيس الاتحاد الدولي بالعاصمة الأوزبكية(طشقند)، وثماني ميداليات (3 ذهبيات و4 فضيات وبرونزية واحدة)، في الدورة السادسة لبطولة البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت بمدينة العيون حاضرة الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وعلى صعيد الهيئات القارية والعربية ، كرس المغرب حضوره الدائم وتمثيليته المشرفة من خلال أعادة انتخاب السيد إدريس الهلالي، رئيس الجامعة الملكية المغربية للتايكواندو لولاية جديدة تمتد لأربع سنوات،على رأس الاتحاد العربي لهذه الرياضة.
كما أعيد انتخاب ادريس الهلالي عضوا بالمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للتايكواندو لولاية جديدة من أربع سنوات، خلال أشغال الجمعية العمومية للاتحاد مدينة موجو الكورية الجنوبية.
ودشنت الملاكمة المغربية موسمها باختيار الجامعة الملكية المغربية كأحسن اتحاد عربي في هذه الرياضة من طرف مؤسسة “عرب بيست”، التي تتوج أحسن الشخصيات العربية في مختلف الميادين.
وعلى مستوى المنافسات ، تألق القفاز الوطني بنيل ياسين التابوتي لقب بطولة العالم للملاكمة لوزن الخفيف الممتاز (دابليو بي إف) بمدينة تورز الفرنسية، بعدتفوقه على خصمه الأذربيجاني اختيار إسغاندرزاد وإحراز مواطنه أحمد بنجدو حزام بطولة العالم في الملاكمة الإحترافية وزن 69 كلغ حسب تصنيف المنظمة العالمية للملاكمة الإحترافية، التي احتضنتها القاعة المغطاة ولي العهد مولاي الحسن بمدينة بركان.
وبصم الملاكم العالمي الشاب محمد ربيعي ، هو أيضا، على موسم متميز بتغلبه على منافسه الهنغاري لازلو كوفاتش بالضربة القاضية، على حلبة قاعة “هالا كارلوكفا” بالعاصمة التشيكية براغ ، قبل أن يفوز بنزاله الاحترافي الثاني بمدينة إرفورت الألمانية، بعد تغلبه على البلجيكي من أصل رواندي جان بيير هابيمانا.
ونالت رياضة الجيدو الوطنية قسطا من التألق حيث أحرز المنتخب المغربي ، ثلاث ميداليات من بينها ميدالية ذهبية في الدوري الإفريقي المفتوح بالدار البيضاء ، وثلاث ميداليات ذهبية في البطولة العربية لفئتي الفتيان والشبان ،التي احتضنتها بيروت.
وعلى الصعيد الفردي حلت بطلة الجيدو أسماء نيانغ ضمن الخمس الأوليات في العالم لوزن أقل من 70 كلغ ، عقب اختتام فعاليات بطولة العالم للجيدو بالعاصمة المجرية بودابيست.
ولم تغب رياضة الكراطي بدورها عن منصة التتويج حيث انتزع الفريق المغربي سبع ميداليات من بينها ذهبيتين وخمس برونزيات خلال فعاليات الكأس الدولية الإيبيروأمريكية للكراطي التي احتضنتها مدينة براغا البرتغالية.
كما تصدر المنتخب الوطني سبورة الترتيب العام للدوري الدولي المفتوح أورليان للكراطي، الذي أقيم بفرنسا، بعد حصده 19 ميدالية من بينها 7 ذهبيات ومثلها فضيات و5 برونززيات ، ناهيك عن تتويج الأبطال المغاربة بلقب النسخة الثانية للدوري الدولي المفتوح للكراطي بفاس بعد حصدهم ل55 ميدالية (22 ذهبية و18 فضية و15 برونزية).
وغنمت الدراجة المغربية هذه السنة العديد من الألقاب خاصة على الصعيد الإفريقي ، حيث توج المغرب بطلا للدورة ال23 لطواف الكوت ديفوار حسب الترتيب العام وحسب الفرق باحتلاله الصدارة ، وحذى منتخب الشبان حذوه بإحرازه الميدالية الذهبية لسباق التتابع حسب الفرق بمدينة دوربان، ضمن بطولة إفريقيا لسباق الدراجات داخل الحلبة (جنوب إفريقيا 2017).
وتألق الدراج هادي سفيان بفوزه بالجائزة الكبرى الدولية لأبيدجان بعد حلوله أولا في السباق الذي بلغت مسافته 8ر79 كلم . كما أحرز صلاح الدين المرواني المركز الثاني للنسخة 14 لطواف الكاميرون الدولي للدراجات ، وتوج الشاب محمد مدرازي بطلا لإفريقيا للدراجات بعد إحرازه الميدالية الذهبية لسباق السكراتش ضمن فعاليات بطولة افريقيا للدراجات داخل الحلبة بدوربان الجنوب افريقية.
وكان الختام مسكا بالنسبة للدراجة الوطنية بنيل أنس أيت العبدية لقب الدورة ال30 لطواف المغرب للدراجات، الذي بات من بين طوافات العالم التي تستقطب سنويا ألمع الدراجين.
ولم تكن سنة 2017 سنة تألق أم الألعاب الوطنية حيث لم تعتلي منصة التتويج سوى مرة واحدة في بطولة العالم بلندن بنيل العداء سفيان البقالي الميدالية الفضية لمسابقة 3000 متر موانع.
بيد أن ألعاب القوى كسبت رهان تنظيم الدوري الدولي محمد السادس، الذي أدرج ضمن منافسات العصبة الماسية، وتوج بفوز العداء عبد العاطي اكيدير بالمركز الأول في مسابقة 3000 وإحراز سفيان البقالي بالرتبة الأولى لمسابقة 3000 متر موانع.
وعربيا أنهى المغرب منافسات البطولة العربية العشرين لألعاب القوى برادس ضواحي العاصمة التونسية، في صدارة قائمة الميداليات.
أما رياضة الغولف الوطنية، فشهدت هذه السنة تألق لاعبين شبان في مختلف الاستحقاقات الدولية، التي كانت باكورتها تتويج المنتخب المغربي بلقبين حسب ترتيب الفرق، ولقبا في منافسات الفردي، في منافسات البطولة العربية للغولف (شبان) بالعاصمة المصرية القاهرة ، واحتلال المغرب المركز الثاني حسب الفرق في الدورة ال36 للبطولة العربية بسلطنة عمان.
وعلى المستوى الفردي ، واصلت المحترفة المغربية مها الحديوي مشوارها المتميز بتأهلها للدور الثاني لمنافسات “فورغيت فونداشن” السويدية للغولف، أحد مراحل الدوري الأوروبي للاعبات المحترفات، والدور الثاني لمنافسات الدوري الدولي جبرا المفتوح لمحترفات الغولف، أحد مراحل الدوري الأوروبي للاعبات المحترفات، بمسالك غولف إفيان بفرنسا.
وكرست رياضة الفروسية سمعتها دوليا وعززت حضورها في مختلف الملتقيات الدولية بتأهل الفارس عبد الكبير ودار إلى الدورة الثامنة للألعاب العالمية للفروسية، التي ستقام منافساتها النهائية سنة 2018 بتريون إحدى مدن كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية ، فضلا عن فوزه بمسابقة ماكون شينتري” للقفز على الحواجز (35 ر1 م) ، التي جرت بالقاعة المغطاة أوزا دو ريفيرلاند” بفرنسا.
كما بزغ نجم الفارس الشاب سامي كولمان بنيله الجائزة الكبرى للقفز على الحواجز بكان سور مير بضواحي نيس، على علو بلغ 1 متر و35 واحتلاله المركز الثالث في مسابقة الجائزة الكبرى للقفز على الحواجز لباليزو الفرنسية لفئة نجمتين.
وغردت رياضة الأشخاص المعاقين مع سرب المتألقين هذه السنة، وذلك خلال مشاركتها في الألعاب العالمية الشتوية بالنمسا بإحرازها ثلاث ميداليات ذهبية، وواحدة فضية ،ضمن مسابقات الجري على الجليد التي شارك فيها المغرب بأربعة رياضيين .
كما أنهى المنتخب المغربي مشاركته في منافسات الملتقى الدولي الثاني لألعاب القوى للأشخاص في وضعية إعاقة باحتلاله المرتبة الأولى في سبورة الترتيب النهائي ب73 ميدالية.
وحصدت العناصر الوطنية خلال هذه التظاهرة الرياضية، التي أقيمت بالملعب الكبير لمراكش في ماي الماضي تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، 24 ميدالية ذهبية و25 فضية و24 نحاسية.
وتعزز هذا الحصاد المتميز بفوز العداءة المغربية سناء بنهمة بالميدالية الذهبية في مسابقة 1500 متر (صنف الاعاقة ت 13 لضعاف البصر) خلال بطولة العالم لالعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة التي أقيمت في يوليوز الماضي بالعاصمة البريطانية لندن ، قبل أن تعزز قطافها بميدالية فضية في مسابقة 400 متر للفئة ذاتها.
ولم تكن ميداليتا بنهمة آخر الغيث، بل تعززت الغلة بنيل العداء مهدي أفري الميدالية الذهبية في مسابقة 400 متر ، قبل أن يحقق محمد أمكون رقما قياسيا عالميا جديدا في مسافة 400 متر (ت13 فئة ضعاف البصر) ، خلال بطولة العالم ذاتها.
ولم يخل بيت الأسرة الرياضة المغربية سنة 2017 من الأقراح كما الأفراح، بعد رحيل عدد من نجوم ومسيري المستديرة تاركين خلفهم تاريخا حافلا من الإنجازات والبطولات التي ستبقي خالدة في أذهان عشاق كرة القدم المغربية
فقد غيب الموت الكولونيل ماجور الحسين الزموري، الرئيس الأسبق للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، والذي ترأسها ما بين 1992 و1994، حيث عرفت فترة ولايته تأهل المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم لسنة 1994 التي أقيمت بالولايات المتحدة الأمريكية.
كما غادر إلى دار البقاء المدرب الأرجنتيني أوسكار فيلوني بالدار البيضاء، عن عمر يناهز 78 سنة، وذلك بعد معاناة مع المرض ، وهو الذي أشرف على تدريب عدة أندية وطنية وإفريقية، أبرزها الوداد والرجاء البيضاويين، والنادي القنيطري والمغرب الفاسي و أسيك ميموزا الإيفواري.
ورزئت الأسرة الرياضية الوطنية ، في سنة الوداع، في اللاعب الدولي السابق عبد المجيد الظلمي ، الذي وافته المنية عن سن ناهزت 64 عاما ، قبل أن يلحق به أياما معدودات نجم فريق الجيش الملكي و اللاعب الدولي السابق أحمد الرموكي عن عمر يناهز 60 سنة.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.