“الحركة العلمية في سلا على عهد الحماية، قصائد الطيب بن خضراء السلاوي (1880-1951م) نموذجا” مؤلف جديد للباحث عزيز بويغف

0

 صدر مؤخرا عن منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مؤلف بعنوان “الحركة العلمية في سلا على عهد الحماية، قصائد الطيب بن خضراء السلاوي (1880-1951م) نموذجا”، للباحث عزيز بويغف.

وفي تقديمه للمؤلف، كتب المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أنه يمكن اعتبار النصوص التي يضعها الباحث عزيز بويغف في هذا المؤلف، وهي للعلامة الفقيه الشاعر الطيب بن خضراء السلاوي، وثيقة من الوثائق التي تؤرخ لصفحات مجيدة من صفحات الكفاح المغربي ضد الاستعمار، من نافذة الفكر والثقافة والأدب.

وأضاف السيد الكثيري أنه في إطار التقديم للقصائد وصاحبها العلامة الطيب بن خضراء، اشتغل الباحث على الحراك الأدبي والثقافي في سلا في عهد الحماية (1912م/1956م)، فأماط اللثام عن مؤسسات ثقافية كان لها السبق في إضاءة ملامح حضارة مغربية أصيلة إن في الماضي أو الحاضر، عملت عبرها مؤسسات الكتاب والمسجد والزاوية والمدارس العتيقة عملها، فتمكنت من صون الخصوصية المغربية، ومن رد محاولات الاختراق الاستعماري الذي راهن على طمس معالم هذه الخصوصية.

وأكد أن هذه المؤسسات اشتغلت، بكل إصرار وإخلاص، وفقا للمؤلف، فأضحت منارات معرفة وعلم وعرفان، مبرزا أن كل نهضة لابد لها من خلفية فكرية، ومن حضن ثقافي يحتضنها ويمكنها من الاستمرار في أداء رسالتها ومهامها بعيدا عن الجمود والانغلاق.

وأوضح أنه هكذا تحول المسجد، فضلا عن رسالته الدينية، إلى منبر ثقافي تؤدى فيه الشعائر وتلقى فيه الدروس في العلوم الشرعية وفي البلاغة والنحو والأدب، وواكبته الزاوية التي أضحت تستقبل الطلاب من كل صوب وحدب، وتلقنهم مبادئ وقيم الثقافة المغربية الأصيلة، ولم يخرج الكتاب عن هذا المسار، إذ ظل يكون ويعلم النشء أصول الثقافة وحفظ القرآن والتشبث بالدين السمح.

وأشار إلى أن عمل المدارس العتيقة استمر، أيضا، رغم كل الإكراهات والمضايقات من قبل الاستعمار، الذي رأى فيها تهديدا وجوديا سيطال لا محالة مخططاته ورغبته في الهيمنة، ما جعله يلجأ إلى تأسيس مدارس موازية، ليتخذها مراكزا لتمرير ثقافته ورؤيته لما ينبغي أن يكون عليه المجتمع المغربي، موضحا أن السلاويين قاطعوا هذه المؤسسات، وظلوا متشبثين بمؤسساتهم العتيقة، يدعمونها ويجزلون العطاء في سبيل استمرارها واستمرار أساتذتها وفقهائها في أداء مهامهم ورسالتهم.

وأبرز السيد الكثيري أن الكتاب اشتغل ضمن التقديم للقصائد دائما على الشاعر العلامة الطيب بن خضراء السلاوي، فعرف به وبأسرته وشيوخه ورصد مؤلفاته، مسجلا من خلال كل هذا أنه ينتمي إلى أسرة عريقة، قررت في مرحلة ما من التاريخ الاستقرار بحاضرة سلا، منارة العلم والعرفان، فنالت هذه الأسرة كل التقدير والاحترام والتوقير.

كما أبرز البصمة التي تركتها على حراك سلا الثقافي والإسهام في تكوين النشء، وإغناء المكتبة المغربية بمخطوطات شتى في صنوف الأدب والعلوم الشرعية، ماتزال الخزانة الصبيحية تحتضن غالبيتها.

وأضاف أن القصائد التي اشتغل عليها الباحث تحقيقا وتقديما تميزت بالغنى والغزارة، إن على مستوى الأغراض أو الموضوعات، أو اللغة، أو عمق السبك والنظم، كما يظهر هذا في هوامش التحقيق.

وأشار إلى أن المؤلف عمل أكاديمي قدمه صاحبه لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس بالرباط سنة 2006، ضمن وحدة التكوين والبحث “تحقيق المخطوط العربي”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.