أندري أزولاي: “المقاولات والمقاولون المواطنون” بإمكانهم ويتعين عليهم أن يكونوا فاعلين من أجل تهيئة مستقبل آخر للأجيال الصاعدة

0

أكد مستشار صاحب الجلالة والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور، السيد أندري أزولاي، امس السبت بالصويرة، أن “المقاولات والمقاولين المواطنين” بإمكانهم ويتعين عليهم، أن يكونوا فاعلين لتهيئة مستقبل آخر من أجل الأجيال الصاعدة.

وقال في كلمة خلال الندوة الدولية حول موضوع ” الحالات العامة للمقاولات والمقاول المواطن”، المنظمة على مدى يومين بمبادرة من الشبكة الدولية ” ثينكرز أند دوورز” (المفكرون والفاعلون)، إنه ” في وقت يتسم بكل أشكال المفارقات، فمن ناحية وعود غير مسبوقة في تحول اقتصادي وتكنولوجي ، ومن ناحية أخرى، تراجع أخلاقي يقلص المكتسبات الأخلاقية والكونية التي كنا نعتقد أنه لا رجعة فيها، فإن المقاولات والمقاولين المواطنين لا يمكنهم قط أن يكونوا مقاولين كما كانوا من قبل”.

وأضاف السيد أندري أزولاي أن المقاولة، التي تبني حاليا أداءها وأجندتها وخارطة طريقها، بالاعتماد على المعايير التي تطابق ما كان عليه الأمر منذ 20 سنة، تخرج تماما عن نطاق المواطنة، مشيرا إلى أن المقاولة لا يمكن أن تكون في خانة ” المتفرج” أو ببساطة مقلدة، في مساعدة المبادرة المواطنة التي يحتضنها أو يتكفل بها الآخرون.

وأكد أنه من خلال حسابها الخاص بالاستغلال كما هو الشأن بالنسبة لحصيلتها، فإن المقاولة مطالبة بإدراج هذا المشروع لتعبئة شركائها ومواردها المالية، وإدراج مشاركتها في مقاومة فقدان الذاكرة التي نواجهها اليوم كأولوية، موضحا أن المواطنة لم تعد وطنية وأن “المشاكل التي تواجهنا لا تتعلق بجواز ولا حدود ولا دين، وإنما هي في كل مكان”.

وأبرز أن ندوة الصويرة تعتبر مناسبة بالنسبة لمسيري المقاولات والمقاولين الملتزمين، والفاعلين الاقتصاديين وأيضا، المسؤولين السياسيين، من أجل التبادل والتفكير بشكل مشترك في هذه المسألة الأساسية المتعلقة بتحول المجتمعات وحول الإجابة التي يمكن تقديمها للتصدي للتحديات والتطرف التي نواجهها جميعا.

واستطرد قائلا، ” إنه إذا كانت الحلول المقترحة من قبل المقاولات الملتزمة والمقاولين المبدعين، تمكن من رسم آفاق جديدة، فإنه من الأهمية بمكان أن يتم التفكير وتطوير هذا التوجه العالمي الجديد، الذي يتماشى مع حداثة القيم الكونية، داخل المقاولة ومن قبل المقاولين”.

وقال إنه من أجل النهوض بدينامية التغيير الايجابي، تستقبل مدرسة الصويرة وعلى مدى يومين ، مائة شخصية من جميع بقاع العالم، من مفكرين وفاعلين من أوربا وإفريقيا، وآسيا، من أجل التقاسم مع هؤلاء الرواد “الحالات العامة للمقاولة المواطنة”.

وأوضح السيد أزولاي أنه “في الصويرة، لدينا شكل آخر من المواطنة، فليس هناك شركات كبرى تجتمع من أجل ابراز مواطنتها حسب النمط الصويري، ولكن، هناك مشروع آخر كبير، متمثل في الصويرة المدينة المواطنة”، مذكرا أن الصويرة هي مدينة مواطنة من الأصل حيث حرصت على بناء نهضتها بالتركيز على الأخلاق والمسؤولية وجميع قيم الإيثار للاختلاف والفضول والجرأة، التي تشكل محور هذا اللقاء.

وقال إنه ” اختيار أقدمنا عليه منذ أزيد من ربع قرن، ينصب على هذه القيم التي تأسست عليها هذه المواطنة الحضرية لمدينة الصويرة”.

ففي الصويرة ، يضيف السيد أزولاي، تبنى المواطنة، كذلك، عبر الخطاب الواضح والصريح، مسلطا الضوء على العلاقة التاريخية التي توجد في الصويرة، والتي لا توجد في أي مكان آخر، والمتمثلة في الترابط القوي والفريد بين الاسلام والديانة اليهودية، والذي يجسده الاحترام التام لمعتنقي الديانتين لهوية وتاريخ الطرفين.

وخلص إلى القول “أتمنى أن نجد الأفكار والطاقة التي تساعدنا على وضع خارطة الطريق التي سنقوم ببلورتها جميعا لاضفاء الشرعية والمصداقية والاستدامة على هذا العقد الاجتماعي الجديد والمسؤول”.

وتشكل هذه التظاهرة، المنظمة بشراكة مع جمعية الصويرة موغادور ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وصندوق الإيداع والتدبير، ملتقى لتبادل الممارسات الفضلى، وتثمين منطق وعملية الالتزام الضرورية لتحول المقاولة، وجعل الدينامية الاقتصادية تتجاوب مع انتظارات المجتمع .

كما تعتبر هذه الندوة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مناسبة لتشخيص الحالات المتعلقة بالتحول الاقتصادي والتكنولوجي، والعمل على تحديد تحول ايجابي على المستوى الدولي، مع بلورة حلول واقتراحات بهدف تسريع هذه العملية بالنسبة للمقاولة المواطنة.

تجدر الإشارة إلى أن ” ثينكرز أند دويرز” تعد منصة للقاءات الدولية لتسريع التحول بالنسبة للمقاولات، حيث تشكل فضاء للاستشارة ومواكبة الحكومات والمقاولات في تحقيق التحول والتأثير الايجابي، إذ تروم جمع ، وعلى نحو منتظم ، الرواد الذين يعملون على تطوير حلول جديدة تستجيب للتحديات العالمية في هذا المجال.

ومع/الحدث

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.