“المنافسة الحرة والشريفة وأهميتها في تشجيع الاستثمار وإحداث فرص الشغل والتنمية الاقتصادية”: محور ندوة بالرباط
شكل موضوع المنافسة الحرة والشريفة وأهميتها في تشجيع الاستثمار وإحداث فرص الشغل والتنمية الاقتصادية، محور أشغال اللقاء السنوي الثاني لشبكة المنافسة العربية، الذي انطلقت أشغاله امس الأربعاء بالرباط.
ويمثل هذا اللقاء مناسبة لبحث سبل تنسيق الجهود على نحو منتظم وسريع من أجل تقريب وجهات النظر المتعلقة بسياسات و قوانين المنافسة، بهدف ضمان احترام مبادئ المنافسة الحرة والشريفة وتحقيق التقدم وتحسين الجاذبية الاقتصادية.
وفي كلمة خلال هذا اللقاء، أبرز رئيس مجلس المنافسة، أحمد رحو، دور وأهمية الحفاظ على بيئة منافسة حرة وشريفة في الاسواق من أجل تحسين المنافسة ضمن النسيج الاقتصادي، مشيرا إلى أن الضغط الذي تفرضه المنافسة كفيل بتحفيز الفاعلين الاقتصاديين على مزيد من الإبداع والابتكار وتنويع الخدمات والاستجابة لتطلعات المستهلكين في ما يخص الجودة.
وأشار السيد رحو إلى أنه “من الطبيعي أن تتدخل السلطات العمومية خلال الأزمات التي قد تشهدها الأسواق، لكن يجب أن يرتبط هذا التدخل بتصحيح الاختلالات الناجمة عن هذه الأزمات، وأن يكون محدودا زمنيا ومصحوبا بتدابير معقلنة حتى ينسجم مع الأهداف بعيدة المدى ويتفادى الإشكاليات البنيوية على مستوى المنافسة بالأسواق”.
وأكد على أهمية الوسائل التي تتدخل من خلالها السلطات في حال حدوث أزمة اقتصادية، داعيا في هذا السياق إلى توجيه الإعانات إلى فئات المستهلكين التي تستحقها بدل منحها للفاعلين الاقتصاديين.
وأشار السيد رحو إلى أنه بالموازاة مع التحديات المرتبطة بتدبير الأزمة الاقتصادية، يقع قانون المنافسة في صلب الأوراش المهمة التي تفرضها متطلبات الحكامة والتنمية، وفي مقدمتها التنمية الاقتصادية الرقمية ومتطلبات التنمية المستدامة وحماية البيئة.
من جانبه، سلط مدير إدارة التكامل الاقتصادي العربي التابعة للجامعة العربية، بهجت أبو النصر، في كلمة مسجلة، الضوء على النجاحات المتوالية على مستوى المنافسة بالعالم العربي، وتحديدا عبر التعاون بين البلدان العربية ووضع إطار تنظيمي للمنافسة وإطلاق شبكة المنافسة العربية.
وأشار في هذا السياق إلى أن هذه الشبكة هي الأولى من نوعها التي تتيح لهيئات المنافسة العربية تعزيز سبل التعاون والتنسيق في ما بينها، مؤكدا على ضرورة مواصلة الجهود وتعزيز قدرات البلدان العربية في هذا المجال الحيوي والمهم.
من ناحيته، أكد رئيس شبكة المنافسة العربية، محمود ممتاز، على الأهمية التي توليها القيادات العربية للتكامل الاقتصادي والتعاون في كافة المجالات من أجل مستقبل أفضل لشعوب المنطقة وتحقيق التنمية المستدامة في الوطن العربي.
ودعا المتخصصين في مجال سياسات المنافسة إلى العمل على دعم معايير الشفافية والحكامة ودعم محاور التنافسية وتشجيع الاستثمار ومنع الممارسات الاحتكارية وضبط آليات السوق في مختلف القطاعات.
وأشار إلى أن شبكة المنافسة العربية نجحت في أن تكون منصة حقيقية ساعدت على تضافر الجهود وتبادل الرؤى والأفكار والخبرات في مجال تطبيق سياسات المنافسة لتحقيق المنفعة المشتركة ومكافحة الممارسات الاحتكارية العابرة للحدود بشكل أكثر قوة وصرامة، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على التعاون العربي المشترك في هذا المجال.
وإلى جانب أعضاء شبكة المنافسة العربية، عرف هذا اللقاء مشاركة ممثلين عن قطاعات وزارية وهيئات حكامة وفاعلين اقتصاديين ومؤسساتيين دوليين وإقليميين، وخبراء في مجال قانون المنافسة.
وتضمن جدول أعمال اللقاء عدة مواضيع، منها “قانون المنافسة كرافعة للتحول الرقمي”، و”دور مراقبة التركيزات في تأمين نظامة الأسواق”، و”مكانة سياسة المنافسة في سياق عالمي مطبوع بعودة إعانات الدولة”، و”التنمية المستدامة، البيئة والمنافسة”.