الذكاء الاصطناعي: هل يمكن اعتبار برنامج “شات جي بي تي” سلاحا ذا حدين؟

0

منذ ظهور الذكاء الاصطناعي في سنوات الخمسينات، تطورت استخداماته على نحو كبير لتساهم في تغيير الحياة اليومية للناس في مجالات مختلفة تشمل التعليم والسياسة والطب والنقل وغيرها من المجالات.

ويعتبر برنامج “شات جي بي تي” (ChatGPT) أو الم حو ل التوليدي الم در ب م سبق ا للدردشة، وهو نموذج للمحاورة يستخدم تقنيات التعلم الم راق ب ، آخر ما جادت به هذه التكنولوجيا (نونبر 2022).

في هذا الحديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، يوضح الدكتور في المعلوميات والأستاذ ب”كرسي المرونة السيبرانية الفضائية”، بول ثيرون، إيجابيات وسلبيات هذه التكنولوجيا الجديدة للذكاء الاصطناعي، وذلك على هامش مشاركته في ورشة تكوينية نظمتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم “الإيسيسكو”، أول أمس الإثنين، حول موضوع “شات جي بي تي: منصات وفرص وتحديات الذكاء الاصطناعي”.

1 – كيف يمكن تعريف برنامج “شات جي بي تي”؟

“شات جي بي تي” هو مجموعة من البرامج القادرة على معالجة النصوص وإنتاج محتويات منظمة بطريقة غاية في الذكاء، تكون في الغالب ذات معنى.

ويوضح الموقع الإلكتروني الذي يتيح إمكانية الولوج إلى “شات جي بي تي”، أنه قد يرتكب أخطاء تبدو في الوهلة الأولى ذات معنى، غير أنه، في المحصلة، يمكنه إنتاج نصوص لا معنى لها! وعلى العموم، فبإمكانه إنتاج عرض أو مقال صحفي، أو حتى موضوع بحث أكاديمي، لكنه يضع حدودا أمام الذكاء الإنساني وعمل الدماغ. لذلك، يجب استعماله بطريقة معقلنة ومسؤولة وأخلاقية.

2 – هل تثير مثل هذه التكنولوجيات تخوفات بشأن مستقبلنا الوظيفي؟

أعتقد أن ذلك يبقى حتميا في حال أسيء استخدامها. فكما تعلمون أن ألبيرت آينشتاين اكتشف جميع خصائص الذرة، فتم استعمالها لصنع القنبلة الذرية. وبوجود تكنولوجيات من هذا النوع، ستكون التأثيرات السلبية نفسها للابتكار الإنساني. وعليه، يجب توخي الحيطة والحذر. وأؤكد هنا على ضرورة التركيز على الجانب الجيد فيها، لأن أي استخدام سيئ ستكون له تداعيات سلبية، ليس على فرص الشغل فحسب، وإنما على كثير من القطاعات الأخرى.

3 – هل هذا يعني أن هذه التكنولوجيا تعتبر سلاحا ذا حدين؟

بكل تأكيد أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تغييرات جذرية في مختلف مناحي الحياة خلال العقدين أو العقود الثلاثة المقبلة، لكنه لا يتوفر اليوم على نفس قدرات العقل البشري. فبإمكانه تعويضه في بعض المهام المرتبطة بالذاكرة على سبيل المثال، أو القدرة وسرعة الاشتغال على مجموعة من الوثائق والبيانات حسب ما يظهر برنامج “شات جي بي تي”. فهذا الأخير يتوفر في قاعدة بياناته على 175 مليار عنصر توثيقي تم تجميعها من الشبكة العنكبوتية إلى غاية 2021. وشخصيا، فأنا متفائل بخصوص استخدام هذه التكنولوجيا. أضف إلى ذلك أن العالم سيعرف تطورات هائلة في القادم من السنوات، مشابهة للذكاء الإنساني، وبقدرة كبيرة على تذكر ومعالجة البيانات لا يمتلكها الإنسان.

فدوى الغازي/و.م,ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.