أبو الغيط يدعو إلى وضع استراتيجية شاملة للأمن القومي العربي لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية

0

دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إلى ضرورة وضع استراتيجية شاملة للأمن القومي العربي لمواجهة التحديات الإقليمية والوضع العالمي المتغير بكل مخاطره .

وقال أبو الغيط ، في كلمة اليوم الأربعاء ، خلال ندوة دولية بسلطنة ع مان حول موضوع “المتغيرات الإقليمية والدولية وأثرها على العمل العربي المشترك”، إن نقطة الارتكاز في هذه الاستراتيجية تتمثل في تعزيز الدولة الوطنية العربية ، مؤكدا أن السعي إلى تعزيزها يتجاوز دعم دول الأزمات، إلى ضرورة العمل المشترك من أجل التصدي لتهديدات ضاغطة ت واجه الكثير من الدول العربية، مثل تحدي الأمن الغذائي الذي يظل واحدا من أخطر التهديدات للاستقرار الاجتماعي في الفترة القادمة.

وتابع أن المنطقة العربية ليست بعيدة عن هذا التصور في التعامل مع التغيرات العالمية عبر توسيع مجالات الحركة للاستفادة من الفرص المتاحة، ومن دون أن تتورط في الانجرار إلى فخ الاستقطاب العالمي.

وأبرز أن أوضاع الأزمات تفرض على الدول وقادتها التفكير السريع والحركة السريعة والاستجابة اللحظية، غير أنها تقتضي أيضا الحكمة والقراءة الم دققة لاتجاهات الأحداث، وقبل ذلك كله، تعزيز العمل المشترك وتنسيق الرؤى مع الأصدقاء والحلفاء،لافتا إلى أن الدول العربية يمكنها مواجهة تلك الأوضاع الحافلة بالمتغيرات السريعة والم ستجدات الطارئة، برؤية موحدة وإرادة مشتركة وعمل جماعي متضافر.

ورأى أبو الغيط أن التغير المناخي ليس هو التحدي الوحيد، فهناك تشكيلة متنوعة من التحديات العالمية تتمثل في التغير التكنولوجي السريع وآثاره على المجتمعات، وتزايد التفاوت في الدخول بين الدول وداخلها وأثره على الاستقرار السياسي والاجتماعي، واحتمالات تفشي الأوبئة وما يرتبط بها من تهديدات للاقتصاد العالمي على غرار ما شهدنا في وقت جائحة كورونا.

وحذر أبو الغيط من أن فشل النظام العالمي في التعامل مع هذه الأزمات والصدمات، سيعد مؤشرا واضحا على قرب تقويض هذا النظام وأفوله، مضيفا “هناك من يرى أن هذا التغير في النظام العالمي قد بدأ بالفعل، وأننا نشهد بزوغ عالم جديد متعدد الأقطاب، وإن كنا لا نعرف معالم هذا العالم بعد، ولا نعلم الكثير عن قواعده الحاكمة والهياكل التي ستنظمه”.

وأضاف” إن هذا الوضع يقتضي من ا النظر مليا في موقع منطقتنا العربية من هذه التغيرات العميقة وكيفية استجابتها لها”، مشيرا إلى أن أوضاع المنطقة العربية تعكس بدورها حالة من الأزمات المستمرة أو الممتدة، فالأزمات في سوريا وليبيا واليمن مستمرة منذ أكثر من عقد، مع كلفة بشرية واقتصادية واجتماعية هائلة على المجتمعات والدول.

وأكد أبو الغيط اقناعته بأن استمرار هذه الأزمات ي شكل نقطة ضعف خطيرة في منظومة الأمن القومي العربي، ليس فقط بالنسبة للدول التي ت عاني منها، وإنما للدول العربية جميعا، مشيرا إلى أن القوى الإقليمية ت مارس تدخلاتها غير الحميدة في منطقتنا عبر هذه الثغرات والجراح النازفة في الجسد العربي.

وأشار إلى أن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ي مثل الأزمة الأطول والأخطر في تبعاتها وآثارها المحتملة على المنطقة، وما وراءها، وقد دخل هذا الصراع مرحلة جديدة خلال الشهور الماضية،لافتا إلى أن السنة المنصرمة هي الأكثر دموية منذ عقدين في الأراضي المحتلة.

الحدثو م ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.