مؤتمر بالرباط يبرز المساهمة النشيطة للمغرب في عمليات حفظ السلم بإفريقيا

0

أكد المشاركون في لقاء نظم بالرباط في إطار المؤتمر السنوي للسلم والأمن بإفريقيا، المساهمة النشيطة للمغرب في عمليات حفظ السلم بإفريقيا وعمله الإنساني بالقارة.

وفي هذا السياق أوضح الرئيس الأسبق للبعثة العسكرية الفرنسية لدى الأمم المتحدة بنيويورك، الجنرال دومينيك ترانكان أن المساهمة المغربية في “تدبير الأزمات” بإفريقيا “مهمة جدا”، إذ تحرص المملكة على الاستجابة الدائمة لكل دعوات المجتمع الدولي كلما تطلب الأمر استعادة الأمن والسلم بإفريقيا.

وأضاف الجنرال الفرنسي أن “المغرب يساهم بما راكمه من مهنية ويقدم قيمة مضافة واضحة خلال المشاركات المختلفة لتجريداته منذ عدة سنوات في القارة وعبر العالم” مشيرا إلى أن “الاتحاد الإفريقي يحتاج إلى بلدان كالمغرب، قادرة على الاستثمار في التنمية وأيضا على المشاركة في عمليات حفظ السلم من أجل إرساء السلام والأمن والازدهار في البلدان الإفريقية”.

وأكد المسؤول العسكري الفرنسي أن بلاده مرتاحة لتعاونها مع المغرب في إطار عمليات حفظ السلم، منوها بتضحيات الجنود المغاربة في خدمة السلام والأمن الدوليين في إطار مهمات تحت إشراف الأمم المتحدة.

من جهته أبرز رشيد الحضيكي الأستاذ بجامعة عبد المالك السعدي-طنجة الاهتمام الذي توليه المملكة لعمليات حفظ السلم في إفريقيا في إطار سياستها الخارجية وخصوصا من خلال مشاركتها في حوالي عشر مهمات تحت إشراف الامم المتحدة وحلف شمال الأطلسي منذ الأزمة الكونغولية سنة 1960، مما جعل من المملكة “مساهما مهما”.

واستعرض الأستاذ الجامعي الإكراهات التي تواجه مثل هذه البعثات، ومنها التهديد الإرهابي والجريمة المنظمة وضعف القدرات سواء على مستوى الموارد البشرية أو اللوجيستية، مشيرا إلى أن هذه العمليات تكون مثمرة عندما تستهدف دعم حل سياسي.

من جهته، قال محمد صالح النظيف وزير الخارجية التشادي الأسبق ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي إن قضية السلام “قضية شاملة وتهم كل الدول بالرغم من أن أغلب الصراعات التي تنتشر فيها قوات لحفظ السلام تجري في إفريقيا”.

وأضاف أنه تم تسجيل تطور إيجابي منذ 2002، بعد الإطلاق الرسمي للاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى أنه منذ ذلك الحين كانت هناك مشاورات منتظمة تميزت بعقد اجتماعات دورية باستمرار بين مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وأضاف أن تطوير التعاون يظل رهينا بالاعتراف بتضحيات القوات الإفريقية في ميدان الصراعات ويتوقف أيضا على التجهيز والتكوين الملائم لهذه القوات باعتبارهما شرطين للحفاظ على حقوق المدنيين وحمايتها.

ويشكل المؤتمر، المنظم من طرف مركز السياسات المغربي التابع للمكتب الشريف للفوسفاط (أوسيبي بوليسي سانتر) على مدى يومين، فرصة لمقاربة عدة قضايا من قبيل تطور عمليات حفظ السلام على الأرض منذ مسلسل الإصلاحات الذي شرعت فيه منظمة الأمم المتحدة في العقود الأخيرة، والدروس المستخلصة من هذه التجارب والوسائل التي من شأنها تمكين بلدان الاتحاد الإفريقي من نيل الاستقلالية على مستوى تدبير إحلال الأمن على صعيد القارة.

ويتم خلال هذا اللقاء تسليط الضوء على كل القضايا لفهم أمثل لرهانات قضايا السلم والأمن بإفريقيا، وحكامة عمليات حفظ السلام، وحماية الساكنة المعرضة للخطر، وانخراط المجتمع المدني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.