“الثوابت الدينية المشتركة في المغرب وفي مالي” موضوع ندوة بباماكو

0

شكل موضوع “الثوابت الدينية المشتركة في المغرب ومالي ودورها في تحقيق السلام الروحي والاجتماعي” محور ندوة نظمت، أمس الثلاثاء بباماكو، وذلك بمبادرة من سفارة المملكة بمالي.

ويحتفي هذا النشاط، الذي يقام بمناسبة شهر رمضان المبارك، بالعلاقات الأخوية القائمة منذ قرون بين المغرب ومالي، بحسب المنظمين الذين أبرزوا الروابط المتينة ومتعددة الأوجه والمتجذرة في تاريخ البلدين.

ونشط هذا اللقاء المتخصص في الدراسات الإسلامية المغربي، عبد الله الشريف الوزاني، الذي تطرق لدور القيم المشتركة في الحماية من الانحراف بشكل عام، ومن العنف بشكل خاص.

وأكد، في هذا السياق أن المغرب ومالي يدعوان إلى نفس قيم التسامح والانفتاح على الآخر ، مسجلا أن هذه القيم تنبع أولا من القرآن الكريم الذي يدعو إلى الأخلاق الكريمة والمودة والشفقة والرحمة والتواضع والعيش المشترك والسلام.

واستعرض المحاضر الثوابت الرئيسية والمشتركة التي يتقاسمها المغرب ومالي، والتي ترتكز على أربعة دعائم أساسية، وهي المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف وإمارة المؤمنين.

ووفقا للمحاضر، فإن هذه القيم المشتركة ما بين البلدين هي أساس الإيمان، حيث إنها ترتكز في مناهجها المتعلقة بالتفسير والفقه على قواعد الفطرة السليمة والعقلانية.

وأكد أن هذه الثوابت ولدت، عبر التاريخ، مجموعة من القيم في خدمة الوئام والانسجام، مشددا على ضرورة التشبث أكثر بمبادئ الإسلام الأصيل الذي يدعو إلى الأمن الروحي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

وفي هذا السياق، سلط الوزاني الضوء على التجربة الرائدة للمملكة في مجال تدبير الحقل الديني المرتكزة خاصة على نشر القيم النبيلة للإسلام الوسطي والمعتدل والتعايش بين مختلف الطوائف، مؤكدا، في هذا الصدد، على الدور الذي يضطلع به معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات.

ويتعلق الأمر، حسب رأيه، بمقاربة شاملة تجمع في نفس الوقت بين التعليم، والإعلام السمعي البصري، والاقتصادي، والأمني.

من جهته، ذكر سفير المغرب في مالي، السيد حسن الناصري، في مستهل هذه الندوة، أنه منذ بداية الأزمة في مالي قرر صاحب الجلالة الملك محمد السادس بأن تساهم المملكة في استئصال الشر من جذوره، مسجلا أن هذه الإرادة الملكية تجسدت في التوقيع على اتفاقية مع مالي في 2013، من أجل تكوين 500 إمام مالي بالمغرب على أساس برنامج مستوحى بالكامل من الممارسة المشتركة للإسلام المعتدل والوسطي.

وشارك في هذه التظاهرة، التي تميزت بإقامة حفل إفطار من قبل السفير المغربي، العديد من الوزراء الماليين والنواب وأعضاء الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والزعماء الدينيين المسلمين والكاتوليك، إضافة إلى دبلوماسيين، من بينهم محمد صالح النظيف، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في مالي، وأعضاء الجالية المغربية المقيمة بهذا البلد.

ماب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.